بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 16:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد إتفاقية مينسك في روسيا البيضاء بين الجانب الأوكراني وحلفائهم الغربيين من جهة والمتمردين في دونيتسك والجانب الروسي من جهة أخرى ، تشهد الساعات القليلة المقبلة قبل سريان وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة سباقا حقيقيا للتموقع العسكري الإستراتيجي في مدينة ديباليتسف شرق البلاد . القوات الأوكرانية المحاصرة داخل المدينة تدافع كي لا يقوم المتمردون بالإطباق على المدينة ، الروس الذين أخفوا دعمهم للإنفصاليين شرق أوكرانيا قبل العقوبات ضدهم من الأوروبيين والولايات المتحدة ، هم اليوم يجاهرون بدعمهم العسكري واللوجيستي والواضح إنهم قد خططوا لإفتكاك ديباليتسيف المدينة الإستراتيجية لدفع الخطر الفاشي والعصابات المدعومة من الحكومة الأوكرانية حسب وجهة نظرهم ... تشير المصادر المعلوماتية الأخيرة أن الإنفصاليين قاموا بقصف المدينة بالمدفعية والأسلحة الثقيلة والصواريخ وإستقدموا تعزيزات ضخمة للإطباق على المدينة عبر محورين من الشرق عبر قناة دعم روسي إستعلاماتي ومن الغرب عبر لوغانسك بعد تأمين التموقع الحربي قرب المدينة المحاصرة ومدّ قنوات الإمداد على طول الشريط الفاصل بين القوات الأكرانية المحاصرة وموضعها الجغرافي المحيط بها ، تعداد القوات الأكرانية المحاصرة حوالي 8000 جندي دعاهم الرئيس الروسي بوتين بوضوح لإلقاء السلاح ، وضحايا الساعات الأخيرة 28 قتيلا شرق البلاد .
ديباتسيف قد توقع إتفاقية مينسك لربما بعد دربكة في الجهات الرسمية الأوكرانية ، بوروشنكو الرئيس المدعوم من الغرب في أوكرانيا يهدد بإسقاط هذا الإتفاق ضمنيا إذا لم توقف روسيا سير العمليات الحربية هناك بالتزامن مع تهويش عواصم القرار في الإتحاد الأوروبي على رأسها برلين وباريس بعقوبات جديدة على الروس . هذا التهويش الإعلامي من خلال التصريحات لن يوقف سير الأحداث شرق الدولة المشطورة نتيجة صراع موسكو الغرب ، هي معركة تأمين إستراتيجي من وجهة نظر روسية وحرب إستباقية قبل أن يصبح حلف شمال الأطلسي على أبواب موسكو ، عاصمة الإتحاد السوفياتي السابق في حالة إستنفار لغرف عملياتها ومختلف أجهزتها في الداخل كما تسعى ديبلوماسيتها لتشتيت أنظار الخصوم في الخارج على غرار زيارة بوتين لمصر أخير في تحرش واضح بالمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وتحركات وزير الخارجية لافروف الماراتونية لسحب البساط من الأمريكيين في النزعات الدولية ... قد تسقط إتفاقية مينسك الجديدة لكن حرب التأمين الإستراتيجي للجانبيين مستمرة ولن توقف حتى يعود توازن المصالح القائم منذ إصلاحات السبعينات على الأقل بين الروس والغرب ...
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟