عيون على موسكو :خيارات الروس القادمة بين الدفاع والهجوم !

بسام الرياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تزداد علاقة روسيا بالغرب تأزما تبعا لتطورات المجال العالمي الحالية سياسيا ، وخاصة فيما يتعلق بالأزمتين السورية والأوكرانية.فمنذ الإطاحة بحكم فيكتور يانكوفيتش في كييف الذي كان مواليا لروسيا تعقدت الأوضاع في شرق أوروبا وفسحت المجال للتطفل الخارجي الشامل .إندفعت روسيا لتأمين قاعدة سيفاستوبل بجزر القرم لضمان موقع دفاعي بحري متقدم في البحار الباردة عبر أسطول البحر الأسود الرابض هناك ، كما دعمت النظام السوري المتمماسك منذ أكثر من ثلاث سنوات سياسيا وعسكريا أمام زخم الجبهات على طول الجغرافيا السورية.كل هذه المعطيات دفعت بإتجاه التوتر وتحرك حلف شمال الأطلسي الكتلة العسكرية الكاسحة لإيقاف طموحات الروس في أوروبا الشرقية.تهديد المنظومات الصاروخية الأطلسية الفتاكة هي أكثر ما يؤرق موسكو التي ربما تصبخ مهددة من مطارق صاروخية متنوعة .
فلاديمير بوتين رجل الكي جي بي السابق وسلاح الجو والخبير بشؤون الأزمات صرّح بأنّ عقيدة القوات المسلحة الروسية ستظل دفاعية وغير عدوانية طالما إلتزم الغرب بتعهداته الإستراتيجية مع روسيا والتي تضمن عدم تهديدها . لكن هذا يبقى رهين الوقت وتحركات الأطلسي ، فهذا الخطاب الذي تم بحضور وجوه السياسة الروسية المرموقة ووزير الدفاع له عدة أبعاد ، من الواضح أولا أن روسيا ترى مصلحتها حاليا في عدم تعميق الخلاف مع الغرب والذي إنجرّت عنه عقوبات وخسائر إقتصادية لروسيا بدرجة أولى وثانيا عقيدة القوات المسلحة لن تتحول للهجوم ما لم يتم تهديد روسيا إستراتيجيا ، رغم التقارير التي تؤكد دعم موسكو للإنفاصليين شرق أوكرانيا في دونتسيك المتاخمة للحدود الروسية .ونشاط كثيف للمخابرات الروسية هناك ومناورات متعددة تحاكي هجوما على شرق أوكرانيا وأحيانا تحرشا بأعضاء في حلف شمال الأطلسي من خلال على الأقل حادثتين أولها اابارجة الأمريكية في البحر الأسود والقاذفة الروسية طويلة المدى التي بلغت شرق كندا ثانيا ...في عالم السياسة الواقعي والمصلحي حرب روسيا والغرب الباردة مستمرة منذ زمن ، بعيدا عن البروتكول الدولي الهادئ ، هو تناقض جوهري بين سياستين أحدهما إمبريالية قديمة متمثلة في الأطلسي الذي كسب صراعه مع الإتحاد السوفياتي وفككه وقام بتشضية كيانه ويسعى لإبقاء عيونه على روسيا وأخرى تمثل قطبية تسعى لإحداث توازن تبعا لمصالح الدولة الإتحادية وكبرياء أسلافهم السوفييت وتحاول تكوين إستمرارية مناورة ببنى عسكرية وإستخبارتية وسياسية خارجية خاصة موروثة عن المعسكر الشرقي المقارع لهيمنة الغرب .

#بسام_الرياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات