بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 18:13
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
تتزايد منذ فترة موجات العنصرية في أوروبا ضد اللاجئين والسود والمهاجرين ... تزامنت ردود الفعل هذه مع أزمات إقتصادية إنعكست على مستوى العيش في أوروبا الجنوبية والشرقية وبدرجة أقل أوروبا القلب أوروبا الغربية .ظهر حزب "الفجر الذهبي" في اليونان الذي يدين بالولاء للإيديولوجيا النازية وأحد ألوية النازيين الجدد ، في روسيا "حالقي الرؤوس" الذين نشروا أكثر فصول الإرهاب ضد المهاجررين تحت غطاء الجهات حكومية . في فرنسا إنفاضة الضاحية السوداء القريبة من العاصمة باريس ضد تعسف الجهات البلدية وسلوكاتها العرقية ، رمي الموز وأخيرا وليس آخرا كناية إيبولا التي أصبحت تلازم الأشخاص المنتمين للدول المصابة .
هنا الإشكالية أو الإحراج الذي يلازم الضمير الإنساني ، العنصرية قدر أو ضريبة للإختلاف أم ثمن التقدم والتأخر في العالم . التساوي الذي نصت عليه مواثيق الثورات ودساتير العالم يخرق بإستمرار ودون حتى جزاء قاسي ، نحن ببساطة نتغاظى إلى أن كبر الورم . هذا الداء ينمي منطق الأقليات الذي يهدد السلم الجماعي ، وينبأ بالحراك والتمرد حتى من داخل الدول الأوروبية .الفسيفساء العرقية أصبحت تشتت المشترك الأهلي في الثقافة والعادات والبروتكول اليومي ، فتجد اليوم طرق لباس لها إشارات لتركيبة بعينها إشارات ورموز أشبه بكلمات السرّ في إلغاء تام لآخر ثقافي .إن الأمم اليوم التي تعيش إستراحة المحارب في ديكور سلم كارتوني يترجمه وهم المجتمع الدولي وهيئات صورية هي في الحقيقة ذراع ناعم قاتل في يد الأقوياء ، تهدد من جديد بفقدان البوصلة الثقافية أمام قرى نمل ثقافية حتى داخل الثقافة الواحدة ، وضع ليست العنصرية فقط المتسببة وإنما أعصاب المحارب المشحونة المتذمرة من سلمية واهية لإعادة تشكيل ثقافة سلم بديلة ...
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟