فلسطين وطن القضية الأم دائما

بسام الرياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4676 - 2014 / 12 / 29 - 19:27
المحور: القضية الفلسطينية
    

لم تمر مساعي منظمة التحرر الفلسطينية الأخيرة بالدفع بإتجاه وضع جدول زمني للإحتلال الإسرائيلي ، دون أن تؤدي إلى ردود فعل متنوعة . إسرائيل تهدد بالإطاحة بالسلطة الفلسطينية طبعا من خلال وسائل فعلية كالقوة والتضييق المالي وسياسية من خلال فيتو أمريكي منتظر جدا في مجلس الأمن لإجهاض المساعي الفلسطينية. الداخل الفلسطيني يترقب من خلال الجمعيات والحركات السياسية ، مصطفى البرغوثي صاحب المبادرة الوطنية يدعو للتطوير بإتجاه محاسبة إسرائيل جنائيا وحماس لا تزال تقارع شرعية المنظمة وتدفع بإتجاه إفتكاك الثقل السياسي وحكومة يسييرها المكتب السياسي الحمساوي.
في ظل هذا الواقع المعقد وثقل المسؤولية التاريخية والواقعية وغموض الواقع ىالعربي وصعود "داعش" على مسرح الأحداث ، يبقى دعم مثل هذا القرار عربيا ودوليا مرتبك ومتردد . فالجارة مصر التي قدمت التضحيات التاريخية هي اليوم تبتعد أكثر فأكثر عن رعاية الفلسطنيين تبعا لواقعها الأمني المتوتر خاصة في سيناء . مخابراتها تتهم حركة حماس بالتورط في عديد الأحداث التي صارت زمن حكم الإخوان المسلمين ، والحرب في سوريا توجه الأنظار بعيدا عن قضية الشعب الفلسطيني .معطى ها آخر هو أن المنظمة ومنذ مّة ليست بقريبة تعاني من عمق وسائلها الفعلية من مؤسسات وقوى وأجنحة عسكرية تبعا لنشاط إسرائيلي مكثف سنوات الكفاح المسلح مع ياسر عرفات ورفاقه في مجموعات الفدائيين .هو الأمر نفسه الذي جعل من حماس تتنفذ في القطاع وتستقطب قواعد كبيرة سياسيا وفي أجنحة القسام وتستنجد بالدعم الخارجي خاصة قبل الأزمة السورية من طرف سوريا وإيران ومنظمة حزب الله والآن قطر ... منظمة التحرير سياسيا فقدت الندية وأصبحت مبتورة في نظر الشارع الفلسطيني رفم الأرث التاريخي الهام الذي يؤكد وقوف كوادرها صلب الحراك الجماهيري ومن وراء الخنادق والقضبان في السجون الإسرائيلية ، لكن هذه الميزة يجعلها نوعا حكيمة سياسيا تساير الأحداث خاصة فيما يهم موقفها من "الربيع العربي" ، تدفع بإتجاه التصعيد مع إسرائيل تستفز هياكل "المجتمع الدولي" ومنظمات حقوق الإنسان إيجابيا ... مسار تحرير فلسطين من أطول إحتلال في العصور الحديث كان شاق وسيظل ، مسار مات من أجله الكثيرون لذلك إستمراره قدر ثوري مستمر في رقاب الوطنيين وإرادة شعب جبار رغم أنين الضعفاء في كل ركنا وقصف المدافع وأمطارا من الرصاص ، سيكتب في سماء وطنا جريحا كل معاني الوحدة والحرية وستدق الكنائس أجراسها وتعود طيور السلام ويقبر شبح الحرب ...

#بسام_الرياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل