محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4715 - 2015 / 2 / 9 - 22:22
المحور:
الادب والفن
يجلس على كرسيه الصغير مثل حرّاس البنايات، يرقب الشارع والناس. ولا يستطيع أن يمدّ ناظريه بعيداً، لأنّ العالم ما زال لغزاً محيّراً، وهو لا يطمئنّ إلا حينما يراها مقبلة من نهاية الشارع.
يركض نحوها، فتركض نحوه كيلا تدوسه سيّارة طائشة، تحتضنه، وتصعد به إلى غرفتها، تقدّم له الحلوى التي خبّأتها في حقيبة يدها، تسأله في مداعبة: هل تحبّ أمّك؟ يقول: لا. تسأله: هل تحبّني أنا؟ يقول: لا، لأنّه لا يدرك بعد معنى الكلمات. هل تحبّ أحداً في هذا العالم؟ يقول: لا.
تخلع فستانها وهو يرمق جسد الحليب، تستلقي في السرير وهو إلى جوارها من جهة القلب، تتسلّى بقراءة كتاب وهو يراقبها في حيرة، لأنّه لا يعرف القراءة بعد، ثم يغفو على صدرها حتى الصباح في انتظار أمّه التي خرجت ولم تعد.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟