محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 23:37
المحور:
الادب والفن
الرحلة
الآن هو يعي تماماً لماذا حين زار المدينة قبل سنوات، امتلأت روحه بالأسى. كانت هي في شارع بالمدينة، وهو في الشارع الموازي، فلم يلتقيا، لذا فقد ظلّ العالم ناقصاً آنذاك.
الآن هو يعي تماماً، لماذا حين التقاها لم يفارق روحه الأسى ولم يكتمل العالم، لأنها حينما تذكّره بالموت، يعي أنّ رحلة العمر أقصر من الكلمات التي خبّأها لها في قلبه الطفل.
الضحية
جاءوا على عجل، تجمعوا في الظلمة حتى إنهم لم يجدوا الوقت الكافي لتشذيب ذقونهم، رقصوا رقصة دموية والخناجر في أغمادها تتدلى على امتداد قاماتهم.
تفرقوا على عجل، قبل أن تطلع الشمس. وفي الصباح، تعثر الأطفال بجثة امرأة، وجدوها مقتولة على تخوم الحي. يا للقسوة! ثمة سبع وعشرون طعنة من خناجر تناوشت الجسد، بدءاً من الخاصرة وانتهاء بالثدي، الذي تخثر فيه حليب الطفل، حيث لن يخرج من هناك إلى الأبد.
امرأة
المرأة التي أعدّت له زاد السفر، وقفت بالباب تحبس دمعها حينما قال: ألقاكِ قبل أن يحلّ الخريف.
المرأة التي وقفت تودّعه لم تزل واقفة بالباب وهو يقترب من قمة الجبل. نظر نحوها وتمنّى أن تبارح الباب بعد أن يغيب.
قطع بحوراً سبعة، وهي ما زالت واقفة تنتظره هناك.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟