أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - قصة: امرأتان














المزيد.....

قصة: امرأتان


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 6 - 12:10
المحور: الادب والفن
    


تمضي المرأتان إلى السوق في الضحى الكئيب، تمضيان في الشارع الرحيب مشياً على الأقدام، وبين الحين والحين تتوقف سيارة بالقرب منهما، يطلّ منها مراهق أو اثنان، والمرأتان تمضيان بتؤدة مقصودة كي لا ينكشف القلق الخفي، والمرأتان ليستا على الحال نفسها: الأولى لم تتزوج حتى الآن وهي تحنق على الرجال، والأخرى حظها ضئيل من الجمال، تخشى أن يطلقها زوجها، تكثر من الصلاة في السرّ وفي العلن، تتجنب محفل النسوة الثرثارات اللواتي يَبُحْنَ على الدوام بهذر فاضح، وتمضي إلى السوق باحتشام ومعها تلك المرأة التي لم تتزوج، وهي تطمئن إليها أكثر من سواها، ترثي لها في أعماقها كلما تذكرت أنها خرجت من دنياها دون زوج أو ولد، فتسلو قليلاً عما يؤرقها.
والمرأة التي لم تتزوج، ترى الدنيا من حولها كتلة من هلام أسود مخيف، فلا تطمئن لشيء وهي تلحظ مواكب السيارات وازدحام الرجال في الطرقات، وحركة الصعود والنزول على أدراج البنايات التي لا تعرف ما يدور فيها من أحداث، تلوذ بصحبة تلك المرأة الوادعة التي يطل الحزن من عينيها، فكأنها لم تعرف الفرح يوماً.
وتمضيان معاً إلى السوق في الضحى الكئيب، تقتربان من مبنى المحكمة حيث يصطف على الباب رجال ونساء، تتوقفان لحظة على سبيل الفضول، تحدق المرأة التي لم تتزوج غير مصدقة، وتحدق صديقتها مذهولة وهي ترى زوجها خارجاً من باب المحكمة يلف ذراعه عل خصر امرأة صبية متبرجة، تطفح ابتسامتها على وجهها ثم تفيض لتغمر الخلق، وساحة المحكمة، والرصيف، حيث تقف هناك امرأتان تبكيان.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة: مظلة
- قصة: فرصة
- قصة: انتظار
- ضد ثقافة التطرف
- قصة: عالم
- قصة: قطط
- دراسة نادية عيلبوني عن رواية فرس العائلة لمحمود شقير
- قصة: الشخص 3
- قصة: الشخص2
- قصة: الشخص1
- لقاء
- قصة قصيرة جدا: ملل
- قصة قصيرة جداً: بين اليأس والرجاء
- قصة قصيرة جداً: فضاء افتراضي
- قصة قصيرة جداً: ماء الخيال
- قصة قصيرة جداً: اقتراح
- قصة: عرس
- قصة قصيرة جداً: فرس
- سؤال
- قصة: انفصال


المزيد.....




- جان بيير فيليو متجنياً على الكرد والعلويين والدروز
- صالة الكندي للسينما: ذاكرة دمشق وصوت جيل كامل
- وزارة الثقافة اللبنانية تنفي وجود أي أسلحة تعود لأحزاب في قل ...
- في النظرية الأدبية: جدل الجمال ونحو-لوجيا النص
- السينما مرآة القلق المعاصر.. لماذا تجذبنا أفلام الاضطرابات ا ...
- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - قصة: امرأتان