كيف انتصر السجين السياسي(العربي) طيلة القرن العشرين؟ وهذا القرن...!

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 14:32
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

(نصف أصدقائي على الأقل خبروا تحربة السجن السياسي ولهم تحيتي هذه)
السجين السياسي وريث, وتطور طبيعي لموقف الخاسر الفكري.
ابتدأ مع القتل والنفي ووصل إلى السجن السياسي عالميا مع الثورة الصناعية_ والاختلاف حسب درجة تطور المجتمع ومن جهة مقابلة حسب درجة تطور شخصية الحاكم أولا( ونوعية وكيفية ثأره وانتقامه الشخصيين).
_الجميع ينكر وجود السجن السياسي عنده( الشعور والوعي بالجريمة لا يحتمل_ الاستجابة والرد على الرأي بالعنف والعدوان).
في البلاد المتحضرة, مع نهاية الحرب العالمية الثانية, اتهى طور بدائي _موحش ومتوحش من انتقام_ بالدرجة الأولى المنتصر من خصمه الشبيه إلى درجة عدم المقدرة على الاحتمال. حيث تمدد واقع (حرية التعبير والاعتقاد) بتقليص وتوزيع سلطات الحاكم المطلقة, ومن الجهة المقابلة ظهور وتمايز حقوق المواطن وحقوق الانسان_ عبر القضاء المستقل: الانجاز الجوهري للقرن العشرين. وببعض المبالغة يمكن اعتباره الوحيد أيضا.
وفي بقية جوانب العالم المنكوبة, حدث نكوص إلى مرحلة سابقة: الحل بالانكار_ استبدال الواقع والعيش بخطاب وبلاغة.
وبدأت رحلة السير إلى الوراء
* * *
بالأصل وغالبا السجين والسجان من منظومة فكرية واحدة.
_ من يكسب الحرب يقفز إلى موقع مطلق: الحاكم_ الاله.
_ ومن يخسر , يتم تحقيره غلى موقع شيطاني: بالمجاز وبالفعل ايضا.
المفارقة _ المأساة
في مختلف السجون السياسية, الفرد_ الشخص التعس ( السجين والسجان) بنفس مستوى العيش المشترك, في الدرك الأسفل عمليا.
الشيوعي سجن الشيوعي, والقومي والبعثي سجن القومي والبعثي, والاسلامي يقتل الاسلامي, وبقية أصداء الحفلة بدون اختلاف فعلي_ وقد عادت إلى التكرار في هذا القرن....!
* * *
استبدال الواقع بخطاب: حل بدائي_ سحري على مستوى الشعوب والأفراد.
كيف حدث واتفق الجميع على ذلك الحل في بلادنا؟
_ السجان غير موجود: من يعرف سجانا؟
_ السجين تحول إلى أسطورة: من يرفض هدية هو يستحقها بالفعل؟ أو تعويضا لا يخطر بباله؟
_ المجتمع بأسره خرج رابحا, بعدما تم استئصال فكرة الاختلاف من جذورها. وعاد الجميع إلى الرحم, الأمة, والصواب والحق. بشكل بلاغي.
_ المسيح بقي ثلاثة أيام على الصليب
_ ثلاثة خلفاء راشدين قتلوا بالسيوف والخناجر
* * *
متى ننتقل من الخطاب إلى الواقع؟
_ لا أحد يختار الطريق المؤلم والصعب بإرادته فقط, ولو اقتصر الأمر على خطوة , وبعدها تجربة الفرح والسعادة.
تكمن المشكلة في غياب كلي للإيمان بالعقل والمنطق_ بالغد.
* * *
في حياة كل منا ساحر وعالم.
العالم يواجه الواقع ويتحمل مسؤوليته الشخصية, ووجهه للمستقبل, ويترك لقارئه ومن يأتي بعده خبرته وخلاصة حياته.
الساحر يندمج بأدواته ويتجنب الواقع القادم, ويحتال عليه ويستغل ضحاياه, وفي النهاية يخدع نفسه وأتباعه على السواء.
* * *
السلطة العقلانية: قوانين وحدود_ ضرورية للانسان مثل الماء والهواء.
أدواتها التجربة والانتخاب والمعايير, وماهيتها وغايتها بنفس الدرجة.
السلطة اللاعقلانية: تهديد ووعيد_ مدمرة للانسان مثل السرطان والطاعون.
أدواتها القوة والخوف وماهيتها كذلك.
من يخضع نفسه إلى سلطة لا عقلانية(شخص, تنظيم, فكرة) يقوم بحركة مزدوجة, عبر نقلتين لا يمكن فصلهما على الاطلاق.
_على المستوى الشعوري, يرفع السلطة إلى مستوى مفارق, يتجاوز الحد الانساني. مطلق_ إلهي.
_ على المستوى اللاشعوري ينحدر هو نفسه (التابع) إلى مستوى مفارق, تحت الشرط الانساني التاريخي الحاضر. مطلق_ عدم وموت.
جميع الأمثلة في التاريخ تبرز هذه الفكرة_ الممارسة وتؤكدها.
* * *
الاغتيال أسوأ من السجن.
من يصدرون أوامر وفتاوى الاغتيال, هم أكثر بدائية ودموية من أسلافهم أصحاب السجون.
مع أنهم( لا يعلمون ما يفعلون) واقعيا وفعليا. يكررون الممارسة الأولية, الكثر شيوعا وبدائية, وقوة أيضا (للأسف): الحل بالانكار.
* * *
بعدما تخسر كل شيئ.
_ تبدأ بفهم الحرية
* * *
السوق السوداء_ الأخلاق السوداء.
ظاهرة (الأيدي الخفية) صفة النظم التسلطية وماهيتها.
السوق السوداء في الجانب الاقتصادي, والتي كما هو معلوم يتصل طرف السلسة فيها بيد الحاكم, وبالتوازي ظاهرة الأخلاق السوداء. حيث يتعايش نظامان أخلاقيان مختلفان إلى درجة التناقض_ في البداية والنهاية.
ازدواج الموقف من السجين السياسي, يوازي ازدواج الموقف الوجداني تجاه السلطة ويكاد يطابقه. (للموضوع تتمة)

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل