الصحف والمجلات الأدبية العراقية الصادرة في المنفى قبل عام 2003

مهدي الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 21:20
المحور: الادب والفن
    

لعل مشاريع الشاعر والأديب العراقي المغترب تعددت في جميع عواصم المنفى ،وما إن يصل الشاعر العراقي إلى المنفى ،إلا ويبتدئ بإصدار الصحف والنشريات والمجلات الأدبية الفصلية والدورية فمثلا في المهجر الإيراني كانت هناك صحيفة( المنتدى الثقافي ) والتي ترأس تحريرها خضير الخزاعي وكانت تصدر كل أسبوعين ،وكانت الصحيفة الأدبية العراقية الوحيدة في هذا المهجر ،واستقطبت نخبة من الأدباء والشعراء والنقاد العراقيين ،كما صدرت في هذا المنفى مجلة (الشرق الجديد )أصدرها الشاعر حسن الباقري وأصدر القاص عبد العزيز الناصري مجلة (فرات)،أما في العاصمة السورية دمشق فقد صدر عن دار ( المدى ) مجلة (المدى) الفصلية،وترأس تحريرها الشاعر المعروف سعدي يوسف وضمت هيئة التحرير نخبة من الشعراء العرب والعراقيين ، وفي العاصمة أللبنانية بيروت أصدر الشاعر مدين الموسوي مجلة (القصب )الدورية،وفي العاصمة الأردنية عمان اصدر نخبة من الكتاب والأدباء مجلة (المسلة)وقد ترأس تحريرها الكاتب والشاعر علي عبد الأمير عجام ،وفي العاصمة البريطانية لندن اصدر الأديبان د-صلاح نيازي وزوجته سميرة المانع مجلة (الاغتراب الأدبي)وكانت هذه المجلة هي الأولى التي تصدر في المغترب،وقد صدر منها خمسة وأربعون عددا إبداعيا وصدورها كل ثلاثة أشهر ،وفي لندن اصدر الشاعر فوزي كريم مجلة (اللحظة الشعرية)وهي مجلة متخصصة بالشعر فقط،وفي هذا المنفى اللندني أصدر الشاعر والقاص كريم عبد مجلة (قصص)،وفي هذا المنفى صدرت مجلة (الثقافة الجديدة)وهي مجلة تصدر عن الحزب الشيوعي العراقي كانت تصدر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي داخل الوطن ،إلا ان الظروف السياسية التي مر بها العراق أدت والى توقفها وعادت إلى الصدور في المنفى ،أما في المنفى السويدي فقد اصدر الكاتب كاظم الموسوي مجلة (الجسر )وهي مجلة تهتم بالشعر والفنون الأدبية الأخرى ،كما صدر عن الجمعية الثقافية في مدينة مالمو جنوب السويد مجلة (تموز ) وفي العاصمة النمساوية فينا اصدر الشاعر وديع العبيدي مجلة (ضفاف)الدورية والتي استقطبت أدباء الداخل والخارج،وفي المنفى الألماني فقد صدرت هناك عدة مجلات أدبية لأدباء وأديبات عراقيين ،فقد اصدر الشاعر خالد المعالي مجلة ( عيون )وكانت هذه المجلة بالرغم من حجمها المتوسط إلا أنها كانت غنية بموادها الإبداعية وقد واكبت الحداثة في أوربا والعالم ، أما (مجلة فراديس ) فإنها ضمت نخبة من أدباء المنفى ،وأثارت هذه المجلة الجدل الواسع في الأوساط الأدبية العربية والعراقية،وحملت بين طياتها مواضيع حول الحداثة الشعرية،وفي ألمانيا أصدرت الشاعرة أمل الجبوري مجلة (الديوان )،وهذه المجلة سعت إلى التلاحق بين الثقافتين العراقية والألمانية وترجمت كل منها إلى اللغة الأخرى ،إما في هولندا فكانت صحيفة (ثقافة11)بحد ذاتها إصدارا ثقافيا عراقيا مبدعا ، فقد ترأس هذه الصحيفة الناقد ياسين النصير،وقد نالت هذه الصحيفة إعجاب الكثير من الأدباء العراقيين والعرب في المغتربات ،وفي العاصمة الاسبانية مدريد اصدر الأديبان عبد الهادي سعدون ومحسن الرملي مجلة (ألواح) هذه المجلة التي استقطبت الكثير من الأدباء العراقيين في جميع المنافي ،وفي استراليا اصدر الشاعر غيلان مجلة (عشتار ) فكانت هذه المجلة تصل إلى جميع المهاجر العراقية ،وفي مدينة تكساس الأمريكية اصدر الأديب شاكر الحاج مخلف صحيفة (المدار الأدبي )،وكانت هذه الصحيفة العراقية هي الأولى في المهاجر استطاعت إن تختص بالمواد الأدبية(شعر –قصة – مسرح –نقد) وضمت هيئة تحريرية لنخبة من الشعراء منهم كاتب هذه السطور ،وفي كندا كانت هناك صحف ومجلات أدبية إبداعية ،أصدرها نخبة من الأدباء العراقيين ،وهكذا الحال في فرنسا والدنمارك والنرويج وبلجيكيا فإن عواصم هذه الدول شهدت نشاطات واسعة لأدباء عراقيين ،وأستطاع الأديب العراقي إن يواصل مسيرته الإبداعية رغم مآسي المنفى المتعددة .
إن الإصدارات الأدبية العراقية في المنفى من صحف أدبية ومجلات ثقافية ، إنما هي صدى ونتاج عراقي للشاعر العراقي المنفي ،وكانت هذه الإصدارات تنتقل إلى جميع المنافي ،وأحيانا تصل سرا إلى الوطن .
ولعل ما حققه الأديب العراقي في منفاه من خلال نشاطه الإبداعي عبر هذه الإصدارات ، إنما هو الإصرار على إثبات هويته الأدبية العراقية ،وكذالك هو التعريف بمئات الأسماء الأدبية المنتشرة في أصقاع المنافي ،كم ساهمت هذه الإصدارات في نشر ثقافة وأدب بلاد مابين النهرين إلى العالم أوسع ،فالعراقي أينما يذهب تراه مبدعا ،في جميع الفنون الأدبية لارتباطه بتراث هذه البلاد وعمقها التاريخي منذ عهد سومر مرورا بالحضارة الإسلامية ،وانتهاء بالمدارس الأدبية الحديثة.

#مهدي_الحسناوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات