أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهدي الحسناوي - دمعة حب فوق تراب هيروشيما العراق














المزيد.....

دمعة حب فوق تراب هيروشيما العراق


مهدي الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 00:07
المحور: حقوق الانسان
    


كان ذالك اليوم ألشتائي الممطر بالنسبة لي حلم أخضر وأنا ادخل او أطأ قدماي فوق تراب أول مدينة عراقية فارقت ترابها منذ زمن، منذ لجوئي وهجرتي الى المنفى ، أتعجب اليوم لمن لايملك تاريخيا سياسيا كيف يتبوأ
منصبا حكوميا ،فالسياسة هي نضال وجهاد وغربة وسجون وموت ولكن في راهننا العراقي السياسة أصبحت
هي كيف ننتهز الفرص ،أتعجب اليوم لشخص كان يسير مع تيار السلطة السابق ويتكلم اليوم بلغة الديمقراطية
والتطور وسياسة الانفتاح وهكذا من المصطلحات التي يسمعها هذا الشخص من وسائلنا الإعلامية ،وهولاء هم
الانتهازيين لهذه الفرص ،لا أريد ان ابتعد عن الموضوع وهو (مشهد تراجيدي من هيروشيما) كانت هيروشيما
الشمال بالنسبة لي مدينة جمال ومدينة طيبة عراقية ،دخلتها في ذالك اليوم وانأ أشم رائحة أهلي ووالدتي التي
كانت صورتها لاتفارقني ،..دخلنا المدينة فجرا وكان الجميع نيام فقمنا بطرق أبواب البيوت نقول لهم ..نحن عدنا
من المنفى القسري كان ذالك في عام 1988نعم نحن عدنا هيا استقضوا فأستيقض الجميع وكانوا فرحين بقدومنا،
الا أنهم لم يقرأو المستقبل بصورة واقعية ،فالنظام السابق لدية سياسة يعمل بها الا وهي سياسة الأرض المحروقة
ونحن لدينا لغة الحنين وحب هذا الوطن المفرط ،وشتان مابين السياستين،...استقبلونا أهالي هيروشيما حلبجة العراق بكل حفاوة وتكريم ،وكانوا لايعلمون بأن خفافيش الظلام كانوا يتربصون بهم وبحفاوتهم وهم يستقبلون
الخارجين عن سطوة الحاكم ،..كنا نحن ننتمي الى مجموعة فصائل وأحزاب إسلامية وكردية ويسارية ودخلنا
سوية يجمعنا هم واحد هو (حب الوطن ).

كانت عيون الكرد أشبه بخرائط حب وحنين ووجنات اطفال حلبجة أشبه بورد ألجوري الملئ بالحمرة الداكنة،
قرأت في عيون أطفال حلبجة حكايا وحكايا عن تأريخ كتبه أباء هولاء وحفروه بأناملهم فوق صخرة سيزيف
العالمية ،كان ذالك اليوم أطول يوم في حياتي وقد مر بسلام ولكن في اليوم التالي بدأت الكارثة الإنسانية وقتها
قلت ياليت لم تلدني أمي وانأ أرى ذالك اليوم المفجع ،أتذكر ..هربنا في الليل صوب الجبل المحيط بتلك المدينة
وكانت النسوة والاطفال والشيوخ يركضون وكأنها نهاية العالم ،الكرد ..الكرد يتكلمون بلغة كردية(شيمائي)وكنت
اعرف مايقولون لأنني أتكلم اللغة الفارسية بطلاقة واللغة الكردية قريبة من اللغة الفارسية ،رأيت مدينة تحتضر
وشعب يباد وطفل يتشبث بأذيالي لإنقاذه من الموت ،كان ذالك اليوم أطول يوم في حياتي...

في الليل توسدنا الجبل المحيط بالمدينة ونمنا تعبا منهكين وكان الظلام دامسا سمعت صدى لإقدام قادمة بالقرب منا ،وكانت أقدام هذا الكائن البشري يحتك بالإعشاب التي تقع على سفح الجبل فتحدث صوت ينبهنا بأن القادم
هو كائن بشري من هذه المدينة صحنا به..

من أنت
من أنت...
قالت أنا أمراءه كردية قطعت بها السبل ،وكانت تحمل طفلا على كتفيها ،كان الجو باردا جدا،وكان الطفل الذي لا
يتجاوز عام ونصف يرتجف من شدة البرد وهول الفاجعة ،وقتها لعنت العالم الذي كان يتفرج على مأساتنا ،فضممنا ذالك الطفل الى صدورنا لأنه شريك حقيقي في محنتنا وذنبه الوحيد هو ولد في زمن الدكتاتورية المقيتة،كان ذالك اليوم في عام 1988،واليوم نحن في السنة 2011 ،ولكن ذالك اليوم لم ولن أنساه أبدا لأنني
كنت الشاهد على تلك الجريمة والتي حفرت في ذاكرتي محنة شعب مازال يئن من تلك الواقعة المرة...

أور الناصرية



#مهدي_الحسناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالي الشتاء مهدي الحسناوي
- تحية الى التونسي
- السيد مهدي الحكيم مشروع سياسي عراقي معارض،اغتيل في المنفى
- الصحف والمجلات الأدبية العراقية
- الحرب في شعر المنفى العراقي
- دعوة للمساهمة والكتابة
- غريب على الخليج
- عبد الوهاب البياتي
- المنفى والحنين في شعر المنفى العراقي
- أيوب يرحل مرتين
- ناطحات الخراب لعلي شبيب ورد , نصوص الحرب بلغة ساخرة
- شاهد عيان على جريمتين عالميتين.
- أبو حسن بهلول سوق الشيوخ (مات مجولا)/مهدي الحسناوي/
- من هو الصحفي
- رحلتي إلى نقابة الصحفيين(المقر العام)


المزيد.....




- شاهد.. المعارضة تحرر كافة المعتقلين من سجن صيدنايا بدمشق
- اعتقال وزير الدفاع السابق في كوريا الجنوبية على خلفية أزمة ا ...
- الأمم المتحدة: العراق اليوم أكثر أمناً واستقراراً
- الحكومة -متخوفة- من معسكر الهول: يشكل تهديداً كبيراً للعراق ...
- أذربيجان: اعتقال 6 صحفيين بتهمة تهريب بضائع محظورة
- كرامة: أول مهرجان عربي لحقوق الإنسان يعرض 99 فيلما عن العدال ...
- -ضربه على رأسه وأحرقه بسيارته-.. داخلية السعودية تعلن إعدام ...
- شهداء ومصابون باستهداف منزل مأهول بالنازحين بحي التفاح شرقي ...
- الاعتقال السياسي آلية لقمع الحراكات الاجتماعية والأصوات الحر ...
- مبعوث الأمم المتحدة يدعو لتجنّب سفك الدماء في سوريا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهدي الحسناوي - دمعة حب فوق تراب هيروشيما العراق