أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهدي الحسناوي - شاهد عيان على جريمتين عالميتين.














المزيد.....

شاهد عيان على جريمتين عالميتين.


مهدي الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 22:58
المحور: حقوق الانسان
    


شاهد عيان على جريمتين عالميتين.

مهدي الحسناوي

قدري إن أولد في زمن بائس يسمى ب(زمن الزيتوني) أوفي (زمن بيت الترباس) لم يكن بيت الترباس بيتي ,ولكن بمرور الزمن أصبح بيت الترباس بيتي ,لأنني تعلمت فيه بندقية عيار 7.62ملم,هذه خلاصة العمر,ولدت وانأ لم أفهم في حياتي إلا قرقعات الحروب وصدى الانتصارات المتوالية والتي ,أصبحنا فيما بعدمنها أسياد العالم بالغربة واللجوء السياسي وكثرة المقابر الجماعية وكثرة من بترت أذانهم بسبب رفضهم دخول بيت الترباس ويلعقوا معنى حلاوة النصر كما ذاقها الآخرون,مايقودني إلى كتابة هذه الكلمات هو هذه الحادثة ,بالأمس وانأ استقل سيارة تاكسي لسائق ذاق حلاوة النصر في حروب (حارس البوابة الشرقية) فعندما سلمت عليه قال أنا لا افهم
شيئا مما قلته أنت.. وهذه مشكلتي فقلت لماذا.. إنها حالة غريبة.. ,قال السائق أنا كنت جنديا ودخلت ثلاث حروب
متتالية ولا أجيد إلا الرمي بالقاذفة(أر بي جي 7) ومن كثرة ما استخدمت هذا السلاح في انتصاراتنا المحسودين
عليها قال أصبت بمرض غريب إلا وهو إنني لا أميز الكلام ولكن اسمعه ,..أنا أحس عندما تتكلم
معي أنت الان ,أحس بأصوات متعالية كانها قرقعات الحروب ومتألم كثيرا في حياتي .حدقت فيه متأملا وقلت
مالذي جناه هذا المسكين من قادسياتنا الثلاث سوى مرض غريب لاتستطيع مختبرات العالم المتطورة إن تكشف علاج
لهذا العراقي البائس ,ولكن هذه نتيجة حتمية يجب أن نقر بها ونقف عندها إلا وهي إذا الحاكم جاهلا فهو يخلف
الجهل والخراب والحروب .
بعد انتمائي في سنوات مبكرة في مرحلة الدراسة المتوسطة بداية الثمانيات ,انتمائي إلى (حزب الدعوة الإسلامي)عن طريق الشهيد البطل السيد نعيم علي إدريس,والذي القي القبض عليه في دولة الكويت منتصف الثمانينات عن طريق المخابرات العراقية وأعدم في مفترق طريق سوق بصرة,وقتها فكرت بترك العراق
ولكن لم اترك العراق ,فكان الوطن حاضرا بين يدي دائما ,في كتاباتي وقلبي,وبدأت العمل مع صفوف المعارضة
وكنت شاهدا عيان لجريمتين عالميتين ارتكبهما(قائدنا الضرورة)آنذاك أولى هذه الجريمتين هي جريمة قصف حلبجة بالأسلحة الكيماوية ,وكنت حاضرا مع صفوف المعارضة إثناء قصف طائرات (علي كيماوي )هذه المدينة و رأيت شعب يباد ورأيت خلاصة جرائم العالم ,كنت وقتها احمل بيدي اليمنى طفل فقئت عيناه واحمل واقتاد باليسرى رجل عجوز ,كانت بالنسبة لي حدث مرعب علما بأنني كنت في مقتبل العمر ,وكان الحادث بالنسبة لي قضية أخرى ,فأصبت وقتها بالسلاح الكيماوي وكانت نسبة الإصابة 38 بالمائة ,ومازلت أعاني من
هذه المواد ,بعدها وفي مرحلة التسعينات مرحلة الموت البطئ بالنسبة لشعبنا المظلوم ,تم تجفيف اكبر بيئة
طبيعية عرفها العالم والمستشرقون الأجانب ,تم تجفيف الاهوار ودخلت العراق سرا عن طريق إحدى الدول
المجاورة ورأيت شعب يباد وحياة جميلة تحتضر وماتت الاهوار وانتهت الحياة فيها ,وماتت البيئة التي عاشها
(وليفرد ثسيجر)الرحالة البريطاني والذي كتب كتاب رائع عن بيئتنا الجنوبية ,وماتت معشوقة( ليدي دارور )
المستشرقة الألمانية وكنت الشاهد ,فبعد هاتين الجريمتين كان لدي طموح أن أوثق هكذا جرائم فباشرت في عام
2000 بتأليف كتاب عن الاهوار وانتهيت من تأليف الكتاب عام 2002 وفي عام 2003 سقط (الرئيس)وعدت الى الوطن وكتاب الاهوار مخطوط معي ,فذهبت به بعد إحداث سقوط (الرئيس )عام 2004 إلى وزارة الثقافة لكي يطبع ولكي يقرأ
العالم ويستذكر بأن (الرئيس القائد)ارتكب جريمة كبرى اسمها جريمة( قتل الاهوار),وقتل الاهوار ليس قتل البشر فقط
وإنما قتل النبات والحيوان والحياة وكان للكتاب صدى لأبأس به بعد طبعه .
أما جريمة قصف حلبجة فأنني مازلت متواصل بالكتابة عنها لأنني أريد أن أوثق مرحلة مهمة من تأريخنا العراقي,أوثق ليس الجرائم فحسب ,وإنما أوثق لحظة موت, كان الشعب يذبح وكان البعض يمدح والبعض الأخر يردح والاخريصدح ,واقصد شعراء .وردا حين وغجر ,ولكن كلمة غجر قليلة بالنسبة لهولاء ,لأن الغجري أحيانا عنده ثوابت وقيم ,ولكن هولاء عديمي الثوابت والقيم ,وربما رأى الكثير من ابنأء شعبنا إحدى جرائم فدائيي صدام وهم يقطعون الرقاب ومتلثمين بالملابس السوداء ,ورئ شعبنا كيف هتفوا بأهازيجهم حينما ذبحوا احد أبناء
مدينتنا الناصرية ,وهذا الفلم عرض على شاشة قناة العراقية ,صدقوني وقتها قلت بعدما شاهدت هذا الفلم ,قلت إنها احدى محاور (ثقافة العنف في العراق)والتي هي احدى منجزات (القائد الضرورة ) يذكرني هذا الفلم
بطقوس الهنود الحمر وتخلفهم والذي أصبح مادة إعلامية دسمة لا فلام شركات هوليود الأمريكية .
أور الناصرية



#مهدي_الحسناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو حسن بهلول سوق الشيوخ (مات مجولا)/مهدي الحسناوي/
- من هو الصحفي
- رحلتي إلى نقابة الصحفيين(المقر العام)


المزيد.....




- الأمم المتحدة: العراق اليوم أكثر أمناً واستقراراً
- الحكومة -متخوفة- من معسكر الهول: يشكل تهديداً كبيراً للعراق ...
- أذربيجان: اعتقال 6 صحفيين بتهمة تهريب بضائع محظورة
- كرامة: أول مهرجان عربي لحقوق الإنسان يعرض 99 فيلما عن العدال ...
- -ضربه على رأسه وأحرقه بسيارته-.. داخلية السعودية تعلن إعدام ...
- شهداء ومصابون باستهداف منزل مأهول بالنازحين بحي التفاح شرقي ...
- الاعتقال السياسي آلية لقمع الحراكات الاجتماعية والأصوات الحر ...
- مبعوث الأمم المتحدة يدعو لتجنّب سفك الدماء في سوريا
- لماذا لا تمنح معظم الدول العربية جنسيتها للاجئين؟
- الجيش الإسرائيلي: نساعد حاليا في صد هجوم مسلحين على موقع للأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهدي الحسناوي - شاهد عيان على جريمتين عالميتين.