أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الساعدي - ( مدارج العتمة )














المزيد.....

( مدارج العتمة )


عبدالكريم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 00:28
المحور: الادب والفن
    


بعد الغياب وقبيل أن تتهجد بطعنة الحواس ، تتدلى من غصن العتمة عارية إلا من فتيل جنون ، يكفي لحرق غرائزجفت عند قتامة سريرعقيم ، منفي في ركن غرفة ضيقة ، تهبط فوق مفارش التكوين في صهيل جنوني ، "لا أدري كيف مرّت تلك السنين ؟ " تراوغ تجاويف الوحشة ، تنفلت من سنين عجاف / غبار الكوابيس، فزعة، مكفّنة بوشاح الأنين ، تسير متكئة على صدى النسيان ، تلهث بين ذراعي عشّ مهجور، تموء كقطة مرتعشة في ليالي شباط الباردة ، "لا أملك شيئاً غير أن أعاود الحضور ، ها أنا أعتلي معارج تكويني ، مبلولة بنعومة ظلّك ". تحث الخطى نحو عوالم غريبة بلا خرائط ، تمشي على قلق ، تتبع نيسماً ، طالما تمنّت أن تتوسد ضفتيه ، تهزّ أحلاماً تناوشها الغياب / مشاعراً مقيدة بالترمل . رائحة دفء السرير ترتشف ماتحت أسمالها ، ال (تحت ) عالم غريب لكنّه مازال مشرقاً ، ينبض بشوق العناق . تحملها شهوة عارمة على براق الشبق ، وهي ترنو بعينيها صوب خطوط زاهية ، تندلق من شرخ باب السطح . تتذوق جوع شفتيها ، تتحسس نهديها النافرين بأطراف أناملها، يرتجفان عند منعطف اللمس، يشهقان، يشمخان بسخونة ... في أول الأمر حاولت أن تكبح جنون الشهوة بنثار كحل الحياء ،إلا إنّ ازدحام الوجد تاق الى حضرة الدفء ، فهتك حجب رعشتها عند حافة السلّم . اقتربت من غيبتها ، تماهت في دياجير الوهم / تجليات الجسد. تساءلت بخجل وهي تمسح دمعة ، انزلقت من طرف عينها ، " هل سأساير هذه الأكذوبة ؟ إلى متى أحلم بمن يشاركني اللحظة ؟ ". تتبعثر بين رماد أناها العليا وبين ظلّ رغبة معتوهة ، تخشى شيئاً ما في داخلها لا تعرف كنهه ، لا تراه . تتماوج قلقاً، تتطاير وسط الفراغ ، تصيخ السمع لهمس يتسلل من شفة باب السطح ، تتبعثر في حنايا نزوة ، "آه ، غزل الحمام يزيد من دقات القلب ". ترتجف خوفاً . تختصم الخطى عند منتصف سلم الدار، يتنازع سكون غرفتها وعري الصعود ، تدور حول نفسها ، تنزلق من حيرتها ، ينقرها فحيح الرغبة فتقنع . تتسلّق سخونة جسدها باشتهاء ، تلملم بقاياها عند موقد من شوق، تهرع الى السطح . ترتب المكان بارتباك شديد كمن يبحث في حنايا نزوة، وانتظرت متوارية خلف الباب ، تختلس النظر مرة بعد أخرى، تتصبب عرقاً ، تغرز عينيها في فناء السطح ، مترنحة في أفق يمتد من نبض القلب وارتجاف الجسد حتى الجدار، فتمد جدائلها فوق ظل حمامتين يبلغان القطاف . تتعالى أنفاسها ، تلتهم شفتيها شهقة ، تتبعها أنّة ، يلتف الساق بالساق ، والفخذان يحتضنان ارتجافة أناملها ، تخلي سبيل حرائقها عند نهدين يهصران مزلاج الباب الخشبي بتؤدة . تطير ثملة ، كفراشة في عوالم اللذة ، فتموء محتمية بعريها. كان عويلاً / أنيناً في الجانب المظلم . لا أحد يسمع ، تحمل أسمالها ، متوحدة في العتمة ، تهبط هناك ، في بئر عميقة ، مقتفية أثر الصراخ ، صراخ جسد من فخّار ، كان زوج الحمام قبلته والعين دليله .



#عبدالكريم_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الرفيق ديونيسوس )
- في قباء الكوابيس
- رفيف التجلي
- عند منعطف النسيان
- لمّا أوغلَ فيَّ الفراغ
- في مُقام التجلي
- بيادق محنّطة بالغياب
- للهذيان قامة
- حين أعياهُ العدّ
- ماذا بعد انتخابات 2014
- ترنيمة انتظار
- ( محجر رقم 1 ) - قصة قصيرة -
- اللمسة الأخيرة - قصة قصيرة -
- قلبُ أمّي لم تخنْهُ النظرة - قصة قصيرة-
- خطوة على الطريق - قصة قصيرة-
- فلنرجم كلّ الفاسدين بإصواتنا
- إنّهُ يرتّلُ أنفاسي - قصة قصيرة -
- ليلة احتضار النور - قصة قصيرة-
- ذاكرة معلّقة بصلعة الجحيم _ قصة قصيرة _
- كان الصوتُ ساخراً -قصيدة -


المزيد.....




- وزير الثقافة اللبناني يزور منزل الشهيد عبد اللهيان
- إدارة أعمال الفنان جورج وسوف تكشف عن حالته الصحيه بعد أنباء ...
- كيم كي دوك... المخرج السينمائي الكوري الذي رحل مبكراً
- موت يعقوب ح 163… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة على قنا ...
- الإعلان 2 حصري ح 163.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 على ATV ...
- لأول مرة تقام في الكويت.. نجوم مصريون يحيون -ليلة النكد-
- فيديو.. تعرف على المكان الذي شهد إحياء اليعازر بالقدس
- بعد صمت طويل.. نجمة الأفلام الإباحية تعلق على إدانة ترامب
- فنجان حبر مع المنصف المرزوقي
- بموسيقى مرعبة.. ابتسامة بايدن تتحول لحملة دعاية لصالح ترامب ...


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الساعدي - ( مدارج العتمة )