أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - جواد كاظم غلوم - هل تعيدُ الصناعة العراقيّة نهوضها ؟؟














المزيد.....

هل تعيدُ الصناعة العراقيّة نهوضها ؟؟


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 13:46
المحور: الصناعة والزراعة
    


هل تعيد الصناعة العراقية نهوضها ؟!


يبدو ان الصناعة في بلادنا قد غادرتنا الى غير رجعة فلم نعد نجد في اسواقنا ماكنّا نفخر به ومطبوع في الاغلفة والعلب وفي شرائط واضحة بانه ( Made in Iraq ) وصرنا نستورد البائس من الصناعات من دول جنوب شرق آسيا ومن الجوار ومن نفايات السلع الرديئة ذات المواصفات غير المقبولة مما نسميه " الستوك " والمقلّد من بقايا البضائع التي لاتجد سوقا لها حتى في أقل الشعوب مستوى اقتصاديا مثل بعض بلدان افريقيا وبلدان آسيا الاكثر فقرا
كنا حتى وقت قريب قبل عقود قليلة نبني بيوتنا مما صنعته ايدي عمّالنا ومصانعنا من مواد البناء كالطابوق والاسمنت والبلاط والأخشاب والحديد الذي تنتجه مصانع الحديد والصلب في البصرة وننهي جنتّنا الصغيرة الجميلة وبيتنا السعيد ونؤثثه بالسجاد العراقي الفاخر والادوات الكهربائية للتدفئة والتبريد مما تغدقه علينا شركة " عشتار " ومما كانت اليد العاملة العراقية المبدعة من حرفيي النجارة لتؤمن لنا احتياجاتنا من الاسرّة والدواليب والمقاعد حيث كان القطاع الحرفيّ في أوج ازدهاره ونكسي انفسنا واولادنا من نسيج العراق الذي كان مكتظا بالمصانع المنتجة للملابس والاقمشة الراقية التي كانت تنافس البضاعة الاجنبية في الجودة والأسعار المعتدلة مع ان العراق مرّ بحروب طويلة الامد لكنها لم تفتّ من عضد الساعد العراقي في الانتاج والخلق والابتكار وتحقيق نسبة مقنعة من الاكتفاء الذاتي رغم الكوارث التي حلّت بنا في اواخر القرن المنصرم
قد اكون مجانبا للصواب اذا قلت اننا حققنا اكتفاء ذاتيا لتغطية كافة احتياجات الفرد العراقي عهدذاك ، نعم بقينا نستورد بعض السلع المكملة لسدّ متطلبات ابناء شعبنا من دول لها باع كبير في الصناعة كاليابان وفرنسا وبريطانيا وبقية المصانع المشهود لها بالرقيّ ومن مناشيء معروفة بالجودة والاتقان ، اذ كان اقتصادنا مدروسا ونعرف كيف كنا نتعامل مع المناشيء الرصينة ذات السلع الاستهلاكية والمعمرة ولم نلجأ الى اغراق اسواقنا بالسلع الرديئة السيئة التصنيع مثلما يحدث الان
كلنا يتذكر كيف كانت العائلة العراقية تتغذى مما تجود به مصانعنا العراقية وماتغدقه ارضنا المباركة من الخضار والفاكهة والحبوب وكيف كان الفائض الزراعي يأخذ طريقه الى مصانع التعليب والتصنيع للمواد الغذائية وليس بي حاجة الى التذكير مما كانت تنتجه مصانع تعليب كربلاء من معلبات شهية المذاق طيبة الرائحة من منبت وسقاء ارض الرافدين ومن مربيات الفواكه الذي كانت تزخر بها حقولنا ومن مصانع ابي غريب للألبان ولم أنس ماحييت كيف كنا نتندّر ونتساءل ؛ أيهما اكثر حلاوة سكّر ميسان المصنوع من القصب أم سكّر الموصل المصنوع من البنجر ؟! ، هل نسينا حينما كنا نطرق ابواب بيوتنا حاملين سلالنا من برتقال ديالى ورمان شهربانها وما ان نطأ العتبة حتى تصدمنا رائحة الرزّ العنبر العراقي العبقة قبل دخولنا باحة البيت وما ان نفتح البرّاد العراقي الصنع " عشتار " نرى كلّ مالذّ وطاب وكلها مما تجود به مرابعنا من خيرات وفيرة
لم ينس اطفالنا الذين كبروا الان فمازال مذاق الحلويات والمرطبات التي كانت تنتجه مصانع بسكولاته ومصانع الشركة الشرقية ومعامل بسكويت الجميلي من اصناف الحلوى الراقية والشيكولاته والمعجنات وانواع البسكويت الفاخرة التي كانت تنافس ارقى الصناعات الاوروبية ومنها شركة / نستله السويسرية وهذا كله من ابتكارات القطاع الخاص العراقيّ الذي ساهم هو الاخر في الارتقاء بالصناعة العراقية جنبا الى جنب مع القطاع العام التابع للدولة اضافة الى التآزر المشترك بين القطاعين الآنفي الذكر لولادة قطاع آخر لتعزيز اقتصاد بلدنا مما سمي قبلا بالقطاع المختلط
أيعقل ان ينحدر العراق هذه الايام الى هذا المستوى من التدني في الصناعة والتردي في الاقتصاد لكي يكون مشلولا مستهلكا معتمدا على الآخرين الذين كانوا حتى الامس القريب لايصلون الى عشر معشار الرقي والتقدم ببلادنا في كافة المستويات سواء الصناعية والزراعية والتجارية وغيرها من الانشطة
إلام نبقى دولة ريعية سقيمة الابتكار تعتمد على ماحباه الله لنا من نفط لنعطيه الى العالم ونوزع اقيامه لجيوب الاثرياء اللصوص والساسة المفتوحي الافواه التي لاتشبع ابدا ومابقي من ثمنه يتم توزيعه رواتب ومعونات شحيحة لاتقيم الاوَد ولاتسدّ الحاجة في حين ان اغلب دول العالم النفطية قد استثمرت أموال النفط في تنمية بلدانها في التصنيع وجعلت حتى صحاريها حقولا خضراء يانعة مثمرة وعمّرت بلدانها صروحا شامخة واستثمارات دولية عملاقة مثلما حصل الان في الشقيقة الامارات العربية المتحدة التي اضحت سوقا عالميا ناهضا لمعظم السلع والخدمات بفعل الاستثمار الامثل للنفط الموجود في اراضيها بحيث جلب اليها انظار العالم حتى توسعت تجارة عريضة ورقيا دائما لنفط غير دائم ، فما الذي ينقص بلادنا الغنية بثرواتها وعقولها حتى نعجز ان نكون بمصاف الدول الاخرى
بقي ان أحزنكم ولو قليلا فاني قبل ايام اشتريت ماء معلّبا في قناني لحفيدي المولود الجديد " صنع في الكويت " واقتنيت ايضا عسلا للتمر ومما نسمّيه " دبساً " صنع في ايران ، بانتظار ان تقولوا لي هنيئا لحفيدك ومريئا لك في عراق يبدو انه في النزع الاخير وقد يلفظ أنفاسه الاخيرة قريبا

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علامَ الخوفُ من الاخلاقِ العلمانيّة
- عواصفٌ وأعاصير
- وثنية المال في النظام الكولونيالي
- إعمار الأرض أم تخريبُها ؟؟
- التسفير القسري للعراقيين والتهجير من أرض الأجداد
- طوافٌ حول تضاريس الشعر
- حواضر العراق وضياع التراث المكانيّ
- ماذا تبقّى من عراقة الموصل ؟
- لماذا لاتكون داعش صناعة اميركية ؟؟
- وللديمقراطيةِ حميرها
- هل من إعادة فحصٍ للربيع العربيّ ؟!
- انقلاب الصورة
- نهبُ وتخريب التراث الموصليّ
- ضياعُ ذاكرة المكان
- نعم انتخبوا السيد الرئيس المُقْعَد
- انقذوا مسرح الرشيد ، نقولها للمرّة الألف
- المعوّقون في أرض السّواد
- هل أوقفَ الربيعُ العربيّ زحفَه
- حاشيةٌ ومستشارون
- نوّاب البرلمان العراقيّ أمسِ واليوم


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - جواد كاظم غلوم - هل تعيدُ الصناعة العراقيّة نهوضها ؟؟