جائحة إيبولا تجرف -الكان-

أحمد هيهات

الحوار المتمدن-العدد: 4703 - 2015 / 1 / 28 - 17:45
المحور: عالم الرياضة
    

جائحة إيبولا تجرف "الكان"
" تسبب وباء إيبولا في حصد أرواح العشرات من الجماهير التي تتابع فعاليات كأس أمم إفريقيا في دورتها الثلاثين ، وقد غادر مجموعة من اللاعبين منتخباتهم في غينيا الاستوائية إلى أنديتهم هربا من انتشار الوباء ، كما قدمت معظم المنتخبات المشاركة في هذه النهائيات إخطارات بالانسحاب من هذه الدورة ، وتقدمت منتخبات أخرى بطلبات لتأجيل هذه المنافسات إلى وقت لاحق ."
هذه بعض الأخبار التي كنا على يقين من سماعها بعيد انطلاق منافسات كأس إفريقيا للأمم بسبب الفوبيا العارمة من وباء إيبولا والذي سالت في شأنه أودية من مداد قبيل تنظيم هذه البطولة والتي أدت إلى رفض المغرب تنظيمها في وقتها مطالبا بتأجيلها إلى وقت لاحق ، أو الاعتذار عن استضافتها حفاظا على سلامة المواطنين ، غير أننا بدل ذلك غدونا نصيخ السمع بتركيز واهتمام إلى أخبار من قبيل غياب وسائل الراحة في أماكن إقامة المنتخبات المشاركة في هذه البطولة ، وضعف شبكة الهاتف ،وعدم توفر خدمة الأنترنت ، وقلة ورداءة الملاعب المخصصة للتداريب ، وعدم ملاءمة التجهيزات المتوفرة لحدث رياضي قاري من حجم كأس أمم إفريقيا ، بالإضافة إلى حدوث ارتباك شديد في نقل المنتخبات المتبارية إلى ملاعب أخرى لإجراء المباراة الثالثة بطريقة متزامنة ، وذلك لعلنا نجد في هذه الأخبار عزاءنا في مصابنا الجلل في فقدان حدث بهذه الأهمية ، متناسين الطابع الاستعجالي والإغاثي الذي بموجبه قبلت غينيا الاستوائية تنظيم هذه التظاهرة تجنبا للتأجيل ، بعد أن استضافتها سنة 2012 مناصفة مع الغابون في ظروف عادية .
وهناك سببان أساسيان يقدحان زناد الفكر والرأي ،ويدفعان العقول بقوة إلى التساؤل حول الأسباب الحقيقية التي كانت وراء رفض المغرب تنظيم "كان 2015" من خلال وزارة الشباب والرياضة باعتبارها الوزارة الوصية ، وأول هذين السببين هو فضيحة " الموندياليتو " التي تابعها العالم أجمع والتي انتهت تداعياتها بإقالة وزير الشباب والرياضة في سابقة من نوعها ، مما يفرض ضرورة التساؤل والارتياب حول ما إذا كان المغرب فعلا جاهزا لاستقبال تظاهرة قارية من هذا الحجم ، وخصوصا ما يتعلق بالبنية التحتية الرياضية وجودة الملاعب التي كانت معدة لاستقبال مباريات "الكان".
والسبب الثاني الذي يوجب التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء الاعتذار عن تنظيم هذه المناسبة الرياضية هو اختفاء شبح وباء إيبولا وتبخر خطره وتجاوز الناس هوله المزعوم ، وغياب الحديث عن إصابات أو وفيات أو خوف المنتخبات المشاركة من هذا الوباء ، أو تخلفها عن المشاركة في هذه الدورة ، كما أصبح تناول موضوع إيبولا شبه معدوم في وسائل الإعلام ، وكأنه لم يكن ،أو أنه مجرد سحابة صيف سرعان ما عبرت وغبرت رغم الهالة المرعبة التي أحيطت بها ، وموجة الخوف والتخويف من هذا الوباء والتهويل من شأن خطورته إن لم يواجه باليقظة والحزم الكافيين.
بين عشية وضحاها غابت كل هذه الأخبار والتحذيرات وكل ما يتعلق بهذا المرض الفتاك ، فحضرت أسئلة عديدة حول السبب الحقيقي وراء تراجع المغرب عن استضافة هذه البطولة ، ومن الأسباب والأجوبة المتهافتة التي تبعث على الضحك والانبساط ما يردده بعض إخوتنا الجزائريين كحديثهم عن خوف المغرب من فوز الجزائر بهذه البطولة على الأراضي المغربية ، وأن ذلك قد دفع المخزن المغربي إلى حياكة مؤامرة الاعتذار عن تنظيم هذه التظاهرة الرياضية القارية ،كما تحدث بعضهم عن رفض المملكة المغربية تنظيم هذه الكأس الافريقية بهدف وقف زحف "الربيع العربي" إلى أراضيها .
رغم ضعف هذه الأسباب وتهافتها وطابعها المغرض والمتحامل فإنه لا يصرف الأذهان عن التفكير في الأسباب الحقيقية وراء تخلي وزارة الشباب والرياضة بهذه السهولة عن مسابقة كروية تحظى بمتابعة العالم بأسره ، أو على الأقل الأسباب غير المعلنة التي رجحت كفة طلب التأجيل ثم الإعتذار إلى جانب خطورة وباء إيبولا ، وحتى لا يكون هذا الوباء مجرد "قميص عثمان" لقضاء مآرب أخرى .

#أحمد_هيهات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل