أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد هيهات - حسن التوقع وحسن الظن














المزيد.....

حسن التوقع وحسن الظن


أحمد هيهات

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 04:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسن التوقع وحسن الظن

تقدر الحنكة السياسية للحاكم بمدى قدرته على حسن التوقع والاستشراف لما يمكن أن يحدث مستقبلا مما يهيئه لحسن التصرف .ويمثل داهية العرب معاوية بن أبي سفيان - كسرى العرب – نموذجا للسياسي الفذ الذي يمتلك قدرة عجيبة على التوقع ومن الأدلة على ذلك رسالته قبيل وفاته إلى ابنه يزيد والتي جاء فيها ( حسب رواية الطبري في تاريخه) في سنه 60 هجرية مرض معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - فلما أحس بدنو الأجل دعا ابنه يزيد...وأوصاه ...
قال له : يا بني ، إني قد كفيتك الرحلة والترحال ، ووطأت لك الأشياء ، وذللت لك الأعداء ، وأخضعت لك أعناق العرب ، وإني لا أتخوف عليك أن ينازعك فِي هذا الأمر الذي أسندت ( استتب ) لك إلا أربعة نفر من قريش :
الحسين بن علي ، وعَبْد اللَّهِ بن عمر ، وعَبْد اللَّهِ بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ...
فأما عَبْد اللَّهِ بن عمر( فرجل ) قد وقذته(غلبته وشغلته) العبادة ، وإذا لم يبق أحد غيره بايعك ، وأما الحسين فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه ، فإن خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه ، فإن له رحما ماسة وحقا عظيما ، وأما ابن أبي بكر ... فإن رأى أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم ، وأما الذي يجثم لك جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب ، فإذا أمكنته فرصة وثب فابن الزبير ، فإن هو فعلها بك فقدرت عليه فقطعه إربا إربا.
والتاريخ معروف فقد جرت الأمور على النحو الذي توقع معاوية .
وإذا تأملنا السياسية المغربية الحالية من خلال "الحزب الحاكم" حزب العدالة والتنمية فنجد أنها قائمة على حسن الظن وليست قائمة على حسن التوقع وفي ما يلي نقدم نموذجين لحسن الظن عند حزب المصباح.
1 – حسن ظن حزب العدالة والتنمية في السلطة الفعلية الحاكمة ( المخزن ).
ويتضح ذلك من خلال تناسي الصراعات الخفية والجلية وتركها وراءهم ظهريا بينهم وبين المخزن نذكر منها على سبيل التمثيل لا الحصر موقف الحزب من الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية ورفض التصويت على قانون الإرهاب والسماح بتمريره بعد أحداث 16ماي وكذلك موقف حزب المصباح من حزب الأصالة والمعاصرة وأيضا السياق العربي والمحلي الذي أوصل العدالة والتنمية إلى الحكومة .
أما النتيجة فأوضح من أن نتحدث عنها بدأت بوضع خطوط حمراء كثيرة أمام وزراء حزب المصباح ( دفتر الحملات – ملف الفساد – منع وزارة الداخلية حفل شبيبة العدالة والتنمية...) وتوريط رئيس الحكومة في تبرير الزيادة في المحروقات ولاقتراض بعدها مباشرة ثم الزيادة المنتظرة في الضرائب وكذلك الزيادة المرتقبة في أجور أعضاء البرلمان.
2 – حسن ظن حزب العدالة والتنمية في الدستور الجديد .
وقد دافع الحزب عنه كثيرا وقبل ذلك عبأ له كل طاقاته وإمكاناته لإظهار خيريته على الدستور السابق في الوقت الذي يبدو جليا أن لا اختلاف بين الدستورين بخصوص السلطة التنفيذية إلا ما كان من تغيير في اسم رأس الحكومة من وزير أول إلى رئيس الحكومة .
والتأمل البسيط والسريع للفصول المتعلقة بالوزير الأول في الدستور السابق والمتعلقة برئيس الحكومة في الدستور الجديد يوضح الاختلافات البسيطة في اتجاه تحجيم سلطات رئيس الحكومة.
فالوزير الأول لم يكن بإمكانه التقدم بمشاريع القوانين ولا إيداعها بمجلسي البرلمان قبل المداولة في شأنها بالمجلس الوزاري. كما تحال على المجلس الوزاري الذي يترأسه الملك المسائل الآتية قبل البث فيها ( القضايا التي تهم السياسة العامة للدولة - الإعلان عن حالة الحصار- إشهار الحرب - طلب الثقة من مجلس النواب قصد مواصلة الحكومة تحمل مسؤوليتها - مشاريع القوانين قبل إيداعها بمكتب أي من مجلسي البرلمان - المراسيم التنظيمية - المراسيم المشار إليها في الفصول 40 و41 و45 و55 من هذا الدستور - مشروع المخطط).
كما يبدو للوهلة الأولى أن رئيس الحكومة قد أصبحت له صلاحية التعيين في الوظائف المدنية في الإدارات العمومية، وفي الوظائف السامية في المؤسسات والمقاولات العمومية ولكن هذه الصلاحية مقيدة بعدم الإخلال بأحكام الفصل 49 من هذا الدستور الذي ينص على ما يلي :
- التعيين باقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من الوزير المعني، في الوظائف المدنية التالية: والي بنك المغرب، والسفراء والولاة والعمال، والمسؤولين عن الإدارات المكلفة بالأمن الداخلي، والمسؤولين عن المؤسسات والمقاولات العمومية الإستراتيجية. وتحدد بقانون تنظيمي لائحة هذه المؤسسات والمقاولات الإستراتيجية.
طبعا دون الحديث عن باقي محتويات هذا الفصل يتداول المجلس الوزاري في القضايا والنصوص التالية التوجهات الإستراتيجية لسياسة الدولة - مشاريع مراجعة الدستور - مشاريع القوانين التنظيمية - التوجهات العامة لمشروع قانون المالية - مشاريع القوانين - الإطار المشار إليها في الفصل 71 (الفقرة الثانية) من هذا الدستور - مشروع قانون العفو العام - مشاريع النصوص المتعلقة بالمجال العسكري - إعلان حالة الحصار - إشهار الحرب ).
وفي الختام لا يسعني إلا الدعاء بالتوفيق لحزب العدالة والتنمية في هذه المهمة شبه المستحيلة وأن يبلغ غاية الإصلاح في إطار الاستقرار وأن يكون مستعدا لدفع الكلفة الكبيرة التي يتطلبها ذلك، بسبب الضغوطات واللوبيات التي ما زالت في مواقعها والدعاء للمغاربة عموما بالتجلد و للمجتمع ذي المرجعية الإسلامية الذي أوصل الحزب إلى موقع المسؤولية بالفرج القريب.
أحمد هيهات



#أحمد_هيهات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الثورة إلى التغيير
- الآكلون على كل الموائد
- أهل الكهف الجدد
- معاناة أبي نواس مع المنهج النفسي - العقاد -
- حج الفقراء
- أسرة التعليم وقابلية الاستصغار
- غزة تقطر دما وعزة
- -ثورة- السيسي وانقلاب أوتشا
- تعليمنا والسكتة القلبية
- محنة القوارير مع فتنة التحرير
- -مسار-إصلاح -مثالي- للتعليم
- التعليم المغربي ورحلة البحث عن لغة
- التعليم قضيتنا الاجتماعية الأولى(2)
- التعليم قضيتنا الاجتماعية الأولى(1)
- الانقلاب الحكومي وغزو جيوب المغاربة
- ثورة الانقلاب العسكري
- -حكومة قيصرية برداء بلشفي-


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد هيهات - حسن التوقع وحسن الظن