أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد هيهات - الآكلون على كل الموائد














المزيد.....

الآكلون على كل الموائد


أحمد هيهات

الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 19:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



الآكلون على كل الموائد
تونس الخضراء الأرض التي أينعت فيها أولى أزهار ياسمين الربيع الديمقراطي والتي ما زالت تقاوم متشبثة بالأمل في صحراء الأوضاع الإقليمية والدولية المتأزمة بعد أن ذبلت أزهار الربيع واحترقت في باقي بلدان الانتفاضات الشعبية واستحالت شتاء عاصفا حطم أحلام المستضعفين فغدت كوابيس ثقيلة تجثم على صدورهم لم يجدوا منها فكاكا بسبب الثورات المضادة والانقلابات التي أعادت عقارب الأحوال إلى أسوأ مما كانت عليه .
وفي تربة شبيهة بالتي أنتجت نموذجين نيرونين هما السيسي وحفتر ما زالت ثورة الياسمين تقاوم صمود رموز الدولة العميقة التي عادت إلى الأضواء من خلال حزب نداء تونس الذي أسسه الفلولي الباجي قايد السبسي ،والذي جمع فيه بقايا "التجمع الدستوري الديمقراطي" الذين يأكلون على كل الموائد ، ومجموع الخائفين من نجاح حركة النهضة في قيادتها للبلاد، كما جمع أغلب المرتبطين بشبكة المصالح ومن ورائهم نخبة من المتنفذين في الإدارة والمال والعسكر والأمن والعلاقات الدولية الدين يسعون جاهدين إلى المحافظة على مصالحهم بذهب المعز أو سيفه.
وقد عمل أحرار تونس إلى جانب تحالف الترويكا بقيادة حركة النهضة في المرحلة الانتقالية على حماية تونس من العودة إلى الاسترقاق ووضع القيود على الرقاب والأختام على الأفواه، ولعل ليونة حركة النهضة وعدم تصلبها وتبنيها دبلوماسية شعرة معاوية التي لخصها هذا الأخير في قوله : " إني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي و لا أضع سوطي حيث يكفيني لساني و لوكان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت كانوا إذا امدّوها أرخيتها و إذا أرخوها مددتها " ،هذه الديبلوماسية التي اتبعتها النهضة وسياسة المواقف التي نهجتها دليل واضح على استفادة الحركة من تجاربها السابقة وخصوصا تجربة اكتساح الانتخابات سنة (1989) وما أعقبها من محن ومصائب وكيد نظام الهارب بن علي ،كما استفادت من تجارب البلدان العربية التي عرفت بدورها اتقاد شرارات الغضب الاجتماعي وما تلاها من بشائر الربيع الديمقراطي الذي أجهض في مراحله الجنينية، وكانت النتيجة أن استطاعت الثورة أن تحقق هدفين كبيرين من أهدافها أولهما إقرار دستور ديمقراطي وثانيهما انتخاب برلمان تعددي .
على التونسيين في مستقبل الأيام أن يكونوا أكثر يقظة وحذرا للمحافظة على مسار الانتقال الديمقراطي وحمايته من الانحراف إلى ثورة مضادة ناعمة تتزيى بلبوس العلمانية والحداثة والمدنية التي سالت فيها من قبل أودية من المداد دون طائل .وعلى حركة النهضة في هذه المرحلة إن بقيت في المعارضة أن تقدم معارضة راشدة تكون فيها إلى جنب كل الأحرار حارسة لمسار الثورة والانتقال الديمقراطي، وأن تعيد ترتيب صفوفها وتصحيح صورتها التي شوهها إعلام الدولة العميقة حتى تؤكد صورة حكمها الرشيد في المرحلة الانتقالية والذي قام على تقاسم السلطة مع أحزاب أخرى وعدم الاستئثار بها فأثمر خروجا سالما لمركب الثورة من بين أمواج الثورة المضادة الهادرة وعواصف الانقلابات المدمرة بمختلف صورها .
أما حلول حركة النهضة ثانية في الانتخابات الأخيرة فهو أكبر دليل على نجاحها في تدبير المرحلة الانتقالية رغم صعوبتها وخطورتها خصوصا وأن تونس دولة "علمانية" موغلة وطاعنة في "العلمانية"، مما فرض على الحركة ضرورة المواجهة والتدافع مع دعاة الانتكاس والنكوص إلى الوراء وتخويف الناس من المستقبل عبر نشر العنف والتخريب والافتراء والبهتان والتآمر على الحكومة وزرع الأشواك في طريقها .
وهذا لا يعني طبعا أن الفضل كله يعود إلى الحركة وحدها لأن التغيير الحقيقي لا يكون بيد الدولة وحدها لما تتوفر عليه من سلطان وقوة مادية وأدوات التنفيذ، وإنما يعود إلى اقتناع الناس ورغبتهم الشديدة في التخلص من أغلال الاستكبار والاستعباد وإصرارهم على إنفاذ رغبة الشعب وإقرار سيادته والتخلص من صورة الذل والاستكانة والانبطاح التي اختزلها الشاعر إيليا أبو ماضي في قوله :
أنا من قوم إذا حزنوا وجدوا في حزنهم طربا
وإذا ما غاية صعبت هونوا بالترك ما صعبا



#أحمد_هيهات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل الكهف الجدد
- معاناة أبي نواس مع المنهج النفسي - العقاد -
- حج الفقراء
- أسرة التعليم وقابلية الاستصغار
- غزة تقطر دما وعزة
- -ثورة- السيسي وانقلاب أوتشا
- تعليمنا والسكتة القلبية
- محنة القوارير مع فتنة التحرير
- -مسار-إصلاح -مثالي- للتعليم
- التعليم المغربي ورحلة البحث عن لغة
- التعليم قضيتنا الاجتماعية الأولى(2)
- التعليم قضيتنا الاجتماعية الأولى(1)
- الانقلاب الحكومي وغزو جيوب المغاربة
- ثورة الانقلاب العسكري
- -حكومة قيصرية برداء بلشفي-


المزيد.....




- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد هيهات - الآكلون على كل الموائد