أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - طلائع البعث بصل يابس















المزيد.....

طلائع البعث بصل يابس


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 15:55
المحور: الادب والفن
    


مع نهاية العام الدراسي للصف الرابع الابتدائي .. في صيف 1979 .. توجّب عليهم من أجل الحصول على الجلاء المدرسي .. أن يقضوا ستة أيام بلياليها في معسكر الطلائع ..
بدأت المعلمة ليلى تكتب على السبورة ما ينبغي شراؤه من احتياجات .. حقيبة .. فرشاة أسنان .. معجون أسنان .. صابونة .. منشفة .. مشط .. مرآة .. إبرة وخيطان .. بيل .. بطاريات .. ملعقة .. شوكة .. سكين .. صحن .. كأس كبير لشرب شاي الصباح .. دفتر .. قلم .. غيار داخلي .. بيجامة ..

اِسْتَحْوَذَت الفكرة على اهتمام الأطفال ذكوراً وإناثً .. و من بينهم أمجد .. الذي انتابته مشاعراً غير مكتملة النمو .. أنْ تستخدم فرشاة الأسنان و معجون الأسنان لأول مرة كما تعلمت في كتاب القراءة! .. أن تمشي ليلاً و بيدك بطارية جيب تضيء بها المكان باحثاً عن أشياء لا شكل لها! ... أن تهرب من الحالات الإعتيادية! .. أن تمضي الليل خارج المنزل دون رفقة أفراد الأسرة! .. أن تبتعد و تعاقب من يحبك بعدم رؤيتكَ! .. أن تغامر! .. أن تشعر بأهميتكَ قبل الغياب بقليل! .. أن تعود ثانية إلى المألوف لتروي بعض الحكايات التي حصلت لديك .. و تضيف عليها من خيالاتك! .. كلها كانت تساؤلات برعمية يكتنفها الغموض و تشعل فتيل الشوق بانتظار اليوم المحدد ..

على الضفة الأخرى انشغل أمجد بأسئلة بسيطة مثل .. كيف سيتعامل الأطفال معه؟ .. مع من سيبدأ العراك؟ .. هل سيذهب معهم ذاك الطفل الضخم الجثة و الذي يكبره بعامين على الأقل؟ .. كان اسمه راعي و كان مصدراً للقلق .. أين سينام و ماذا سيأكل؟ .. و كيف سيشتري ما كتبه في دفتره النظيف نقلاً عن المعلمة؟ .. هل يوجد حقيبة مناسبة في البيت؟ .. و كم سيأخذ معه من النقود للمدة المقررة؟ .. أين يستطيع شراء فرشاة الأسنان؟ أين سيخبئ نظارته الطبية حين ينام؟ ..

انتهت المدرسة .. بدأت العطلة الصيفية .. بدأ العد التنازلي .. و بدأ أمجد تجميع أفكاره .. ينظر إلى دفتره .. يقرأ كل يوم ما سجله من احتياجات .. و يسأل إخوته كل يوم .. متى سيشتريها؟ .. و أين هي الحقيبة؟ هل لديهم في البيت حقيبة؟

أخيراً جاء اليوم الموعود .. بدأ الأهالي في الصباح الباكر .. بمرافقة أولادهم إلى المحطة .. حيث ينتظرهم باص البلدية و بعض المعلمات .. تنظر الأمهات بحنان إلى وجوه أبنائهن و بناتهن و كأنهم في طريقهم إلى الحرب .. و تنهال التوصيات .. فيبدأ الأولاد و البنات بتفقد احتياجاتهم ..

تتفرق الأمهات .. بعضهن يتابعن طريقهن إلى الحقول كي يقطفن العصفر و عرانيس الذرة و البندورة .. بعضهن يعودن إلى بيوتهن من أجل البدء بتحضير طعام الظهيرة .. كوسا أو بندورة محموسة مع بيض .. بعضهن يذهبن إلى دكان السيد سلطاني لشراء اللبن و اللبنة .. أو إلى فرن السيد دياب أو فرن السيد الجاموس لشراء الخبز أو الطحين أو الخميرة أو أكياس الطحين الفارغة .. بعضهن ينتظرن في المحطة وصول سيارة السمك .. أما البعض الآخر منهن فيستعجلن في الوصول إلى دكان السيد عدسو لشراء بعض الخضروات الرخيصة بطعم الكاز.. أو لشراء بعض الكاز .. كان السيد عدسو يسكن مع زوجته في بيت بسيط وصغير برفقة عشرات القطط .. كان البيت هو باب رزقهم .. كان هو ذاته الدكان حيث بيعون فيه الكاز و المازوت .. و القليل من الخضروات ..

تتفرق الأمهات .. يتحسس أمجد شنطته .. و يصعد إلى باص الدولة مع من صعدوا .. يبحث عن مكان للجلوس .. يجلس مترقباً متلهفاً للوصول .. تقرأ المعلمة الأسماء .. يخبو الضجيج .. الكل هنا .. و ينطلق باص الدولة مسافراً بركابه الصغار .. ينظر أمجد عبر زجاج النافذة علّه يلمح أحدهم في حارته .. أو لعل أحد من جيران الحارة يلمحه .. و يتكلم أمام أطفال الحارة عن سفرته ..

ما إن غادر الباص القنطّرة .. مفرق الضيعة .. التي يتصدرها منزل دليلة .. حتى هطل الحنين غزيراً و دافئاً .. سقطت من عينيه دمعة .. حين تذكر بأن جاره الأسمر الجميل مدحت و الذي يكبره ببضعة أعوام .. سوف يجمع أمام منزله أطفال الحارة .. و سيلعبون بالكرة .. طابة الشراطيط .. كان يحسد في سره مدحت .. لأن باص الخوجا المسرع لا يمر أمام منزله .. و لأنه استطاع أن يفرش قليلاً من الرمل أمام المنزل .. و بنى مرمى .. يحده من الجهة اليمنى قرمة شجرة الزيتون .. وعلق بالمرمى شبكاً متشابكاً من أكياس البصل اليابس و البطاطا .. و قبل كل شيء كان حسده البريء له نابعاً من كون أمه خياطة ملابس .. و بهذا استطاع دائماً .. صنع طابات الشراطيط .. من بقايا القماش .. يلفها .. يكورها .. يضغطها بيديه .. يزيد من حجمها قليلاً .. ثم يغلفها بفردة جراب عتيق .. و إن حالفه الحظ .. يغلف كتلة القماش المكورة .. بفردتي الجراب القديم .. ثم يخيطه بطريقة احترافيه .. و لعل أمه من يساعده في الخياطة ..

يتحسس أمجد شنطته مرةً ثانية و بحذرٍ مضاعف .. و يبتسم في سره .. إذ أصابعه تلامس علبتي البسكوت و علبة الراحة .. و يستعجل الوصول .. كي يأكل سندويشة البسكوت المحشي بالراحة ...

كانت ليلة البارحة عصيبة ... بعد جدالٍ طويل ذهب أمجد إلى الدكان المجاور لمنزله .. و استدان علبتي البسكوت .. علبة الراحة .. صابونة .. دفتر .. و قلم .. و لم يجد في الدكان الاختراع المُسمى فرشاة و معجون أسنان .. و لم يجد البيل .. لكنه وجد بطاريات .. و من المنزل تزود بملعقة .. شوكة .. سكين .. صحن.. غيار داخلي .. بيجامة .. و كأس صغير للشاي .. و مشط أسود .. و مرآة مستطيلة .. بلهاء الشكل يحيطها إطاراً بلاستيكياً أزرقاً .. و كانت الحقيبة تشبه كيساً قماشياً ...

تذكر أمجد كل الأشياء التي سجلها في دفتره النظيف .. و نسيَ أن يجلب معه الإبرة و الخيط .. استفاق أمجد من انسيابات ذاكرته على أصوات الأولاد معلنةً دهشة الوصول إلى المعسكر .. نهض من مقعده .. و نزل من الباب الأمامي .. و نظر حوله .. كان المكان كريماً بنظافته .. باتساعه و تسطحه ..

قام المشرفون و المشرفات باستقبال الواصلين و فصل الصبيان عن البنات و توزيعهم إلى فرق طلائعية .. ثم تحديد الخيام .. خيمة لكل عشرة أطفال .. و بدأ صوت الصفارات يعلو .. و بدأ الضجر والتعب ..
قبل موعد طعام الظهيرة بقليل تم توزيع الملابس الطلائعية .. لكلٍ بلوزة صفراء تتصدرها خريطة الوطن العربي باللون الأخضر .. و خلف الخريطة .. شمس تشرق .. و طفل و طفلة يحملان باقة ورد عبّاد الشمس و مشعلاً مضيئاً .. و تحت الخريطة و باللون الأخضر طُبعت كلمتان: طلائع البعث .. و لكل طليعي قبعة و فولار أزرق اللون .. و سروالاً قصيراً من الجينز الرخيص ..

فرح الأطفال بهندامهم الجديد .. كان السؤال الأول الذي تبادر إلى رأس أمجد هو .. هل سيسمحوا لهم باصطحاب الملابس الموّزعة إلى البيت .. لعله يستخدمها كطقم رياضي .. تخيل نفسه و هو يشوط طابة الشراطيط .. لتصيب عارضة المرمى الذي نصبه مدحت .. كانت إصابة العارضة أحياناً أهم من إحراز الهدف .. فهي دليل للمهارة ..

بعد توزيع الملابس طُلب من الأطفال ارتداؤها .. و إحضار الملعقة و الشوكة و الصحن .. و الاجتماع من جديد في ظل شجرات الصنوبر المجاورة للمطعم .. بعد تناول الطعام توجب على الأطفال أن يتعلموا ترتيب فراشهم و أغطيتهم و حقائبهم ..

في اليوم الثاني انفتق سروال أمجد أثناء ممارسة تمارين الصباح الرياضية .. في موضع المؤخرة .. و َبكى أمجد الإبرة والخيط .. و بكى خجلاً .. أثناء الاستراحة القصيرة في الغابة الصغيرة و قبل موعد الطعام وجد أمجد صدفةً خيطاً حريرياً قوياً مما يستخدم في السُّبحة .. برقت أَسَارِيرُه .. تناول طعامه .. و انطلق يعدو مع فرقته إلى قيلولة ما بعد الطعام ترافقهم أصوات الصفارات .. فتعلوا أصواتهم بالهتافات .. أمة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة ...

جلس أمجد وحيداً .. بعيداً .. يثقب سرواله الرقيق بالخيط الحريري ... و يحيكه بصبر .. كان فخوراً بإنجازه .. رغم شعوره بوخز نهايتا الخيط في مؤخرته ..
مضت الأيام و اعتاد الأطفال حياة المعسكر .. في مساء اليوم الرابع .. التقى كل الأطفال .. صبيان و بنات .. في مسرح المعسكر .. المفتوح إلى السماء الصافية .. كان المنظر رائعاً .. كان المسرح عملاقاً .. لأول مرة يرى أمجد المسرح .. و المدرجات .. و الإضاءة .. و أطفال و طفلات من بلدان بعيدة .. يسمونها بلغاريا و رومانيا و روسيا .. جلس أمجد بجانب أولاد مدرسته .. و راقبوا برنامج الاحتفال المسائي .. و راقبوا توزيع الهدايا ..

فجأة و دون سابق إنذار .. تم الإعلان عن بدء المسابقة الثقافية .. هكذا سُميت .. و تم الإجماع على اختيار أمجد ممثلاً عن المدرسة .. خاف أمجد .. و خجل من خيط الحرير .. سوف تراه البنات حتماً .. وافقَ و صعدَ إلى خشبة المسرح .. محاولاً قدر الإمكان إدارة ظهره إلى العتمة .. بدأت المسابقة .. طُرحت أسئلة كثيرة .. عن الحدود و الحساب و بعض التواريخ و العواصم و و و و ....

أخيراً أعلن مدير المسابقة اسم الفائز .. و كان أمجد .. هو الفائز الأول .. و علا صوت التصفيق .. كان المشهد مِنْ عَلٍ .. أسطورياً .. فرح أمجد للتتويج .. و انتظر الهدية .. لعلها كرة قدم يتباهى بها في الحارة .. أو لعلها ملابس طلائعية من البلدان البعيدة .. و لعلها مجموعة من الأبر و الخيوط الملونة .. كان واثقاً من أنها ستكون قيّمة تتناسب و الضيوف .. كان قد شاهد تماماً .. الهدايا التي وُزعت على الأطفال الضيوف .. كانت ألعاباً و أشياءً جميلة ..

طلب مدير المسابقة منه أن يتقدم و يتصدر الأطفال المشاركين .. كي يحصل على هديته .. تَقدّمَ بحذر .. و تناول هديته .. كانت مغلفة في علبة كارتون أبيض .. بحجم يماثل حجم كرة القدم .. في تلك اللحظات شعر أمجد بأنه يحب الوطن العربي بلونه الأخضر .. و يحب شروق الشمس .. و طلائع البعث .. و الأطفال و المشرفين و المشرفات و الضيوف .. و لم ينسى أطفال حارته ...

رجع الأطفال الذين شاركوا في المسابقة إلى مقاعدهم و حاول أمجد العودة أيضاً و يداه تقبضان على العلبة .. لكنه سمع صوتاً يطلب منه أن يفتح العلبة أمام الحضور .. كانوا بالمئات .. فتح أمجد غطاء العلبة .. و ابتسم راضياً حينما رأى في داخلها كتلة كروية ملفوفة بجريدة البعث ..

طلب منه منظم المسابقة .. أن يُخرج الهدية من العلبة و يرفعها بين يديه عالياً .. كي يراها كل الحضور .. فعلَ أمجد .. و علا التصفيق .. ثم طلب منه نزع الجريدة عن الهدية .. فعلَ و رأى جريدة بعثية أخرى وعلا التصفيق .. ثم طلب منه للمرة الثانية و الثالثة و الرابعة .. نزعَ الجريدة عن الهدية .. و التصفيق يعلو في كل مرة .. و الكتلة الكروية تتضمحل .. و الحلم بالكرة يُقتل .. أخيراً مزق أمجد جريدة البعث للمرة السادسة .. و وجد في داخلها بصلة يابسة .. ضحك الأطفال .. ضحك الأخرق منظم الحفل .. و دَفشَ أمجد الصغير من كتفه أنّ عليه العودة ..



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهرة سوسنية
- وحده .. يغني الصمت
- سَوْسَنات بسندلية
- هواجس فيسبوكية - C -
- منتورة بسنادا
- المنجنيق والأحلام الميتة
- هواجس فيسبوكية -B-
- سحريات من اللاذقية
- هواجس فيسبوكية -A-
- كيفَ حَرَقَ اليابانيْ عَلَمَ البعثْ في عام 1985؟
- موقف سرافيس بسنادا - بكسا
- خريطة بسنادا القديمة
- أصحاب القبعات الحمراء
- هواجس في الإرهاب
- مذكرات طبيب بسندلي -B-
- مذكرات طبيب بسندلي -A-
- سميرة ... زورو
- تشجيعات ذاتية
- هدية عيد ميلادي
- قمحانيات


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - طلائع البعث بصل يابس