أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - أصحاب القبعات الحمراء














المزيد.....

أصحاب القبعات الحمراء


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 16:23
المحور: الادب والفن
    


كتبَ شادي بفحمِ الحطبِ المحروق على حائطِ منزل جيرانهم في تلك الحارة الشعبية البسيطة في قرية بسنادا: أضاعت زهرة نظافتها ...
كان شادي في الرابعة عشر من عمره وكانت الفتاة زهرة ابنة الجيران لم تتجاوز ربيعها الثاني عشر بعد ... جن جنون أم زهرة ... قالت زهرة: إنه شادي.

دخلت أم زهرة إلى منزل أم شادي ... حيث جلس شادي برفقة أُستاذه المجاني الشاب علي الذي كان دائم الإشراف على دروس الولد دون مقابل ... واشْتَكَتْ إليها سوء سلوك ولدها ... وفاضت بدموع الحسرة وندبت حظها وآمالها مراراً وتكراراً ... وهلعت من شَمَاتَةِ الجيران الحُسَّادِ ...

طَلبتْ أم شادي منها التروي والتريث ... وحاولتْ إقناعها بنظافةِ تربيتها للولد ... وأن هناكَ منْ يحاولُ الإيقاعَ بينهم .... ثم سألتْ ولدها الخائف من فعلتهِ: قل لي و لخالتك أم زهرة ... بأنكَ لم تكتب على الحائط ... وأن من ارتكبَ هذه الحماقة ... هو الآخر وليس أنتَ ...

ارتبكَ الولد وتحصَّن بالصَّمت ... هددت أم زهرة بإحضارِ رجال الشرطة القذرين ... أصحاب القبعات الحمراء ... نهضت إلى جهاز التلفون ... ارتعد الصبي وأخبرها ... بأن أحدهم و المدعو عُدي ... هو من ارتكب هذا الجرم الشنيع ... ولأن عُدي ذاك الشاب بجسده الصغير قليلاً ... كان قد ارتكب الكثير من حماقات المراهقة ... صمت الجميع دون نقاش ... و استراحت معالم وجه أم شادي ....

نهضت أم زهرة من جديد إلى جهاز التلفون ... وأرادت جادةً ... الاتصال بقريبها الذي يعمل مع أصحاب القبعات الحمراء ... كي يتم إحضار الشاب عُدي ... ومعاقبته بالدولاب ...
بكى الولد شادي خوفاً وارتعشت ساقاه وقال متلعثماً: توقفي من فضلك ... لا تحضريهم ... عُدي بريء ... أُستاذي هو من كتب: أضاعت زهرة نظافتها ...

ارتعد الأستاذ ... اِصْطَكَّتْ رُكْبَتاهُ وقدماه هلعاً وقد أصابه الذهول ... و سَرَّح نظرَه بالحضور مثل غائب عن وعيه ... و فقد القدرة على رَبْط أفكاره ... ليَأْخُذُهُ خَيَالُهُ بَعِيداً ... ليجد نفسه متكوماً في الدولاب ...

نظرتْ إليه أم شادي بوجهها البارد ... وهو يحاول عبثاً تحرير نفسه من نظراتها المتشفية ... استجمعتْ كل طاقاتها ... و صرختْ بوجهِ الأستاذ ... لقد توقعتُ أنْ يصدر عنكَ مثل هذا السلوك المشين ... يا عيب الشوم منَّك ... اخرج من هنا ... لا نريد رؤيتكَ من جديد ...

نهض الأُستاذ ... وبدلاً من أن يتوجه إلى باب الخروج من المنزل ... توجه إلى جهاز التلفون ... وأراد جاداً الاستقواء بأصحاب القبعات الحمراء ... وما أن رفعَ السماعه و حاولَ طلب الرقم المشهور ... حتى صرخَ الفتى شادي معلناً إفلاسَ اتهاماته الكاذبة: ... لم يكتب الأُستاذ على الحائط ... ولا علاقة له بهذا ...!

نظرت إليه أم زهرة وقد فقدت صبرها وسألته: ومن يكون الكاتب إذاً؟ ...
اغرورقت عيناه بالدموع ندماً و أجاب: أنا .. شادي .. هو من قام بالكتابة ...
سألته أم زهرة: ولماذا اتهمتَ عُدي في البداية ومن ثم تراجعتَ لتتهم أُستاذكَ؟ ألا تخجل؟
أجابَ ببراءة الأولاد: لأنني اعتقدتُ أَنِّ عُدي لن يتحمَّل وجع وعذابات الدولاب بسبب نحالته و ضآلة جسمه ... وأما أُستاذي فهو رياضي و قوي البنية و سيستطيع بالتأكيد احتمال عذابات دولاب أو دولابين دون أن يموت ...



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الإرهاب
- مذكرات طبيب بسندلي -B-
- مذكرات طبيب بسندلي -A-
- سميرة ... زورو
- تشجيعات ذاتية
- هدية عيد ميلادي
- قمحانيات
- بسندليات
- مقتطفات ألمانية معدّلة -B-
- مقتطفات ألمانية معدّلة -A-
- بيض على لحمة ناعمة ... رأس السنة
- من أقوال أبي .... في بطولة الشطرنج
- نحو حزب سوري ينطلق من القضية البيئية
- حقوق الإنسان الأساسية في جمهورية ألمانيا الاتحادية
- الفضلات الكومبيوترية وحماية البيئة
- الحركات البيئية وموضوعة الديمقراطية
- الإنفورماتيك و المجتمع
- مدخل الى حقوق الجيل الثالث - بيئة نظيفة
- حول حماية البيئة في المشافي السورية
- الهندسة و المنتج


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - أصحاب القبعات الحمراء