أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسَلم الكساسبة - الوَلي والعاصية .. كيف آمن اليتيم بالإقطاعي وكفر بأمه وإخوته ؟!















المزيد.....

الوَلي والعاصية .. كيف آمن اليتيم بالإقطاعي وكفر بأمه وإخوته ؟!


مسَلم الكساسبة

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 21:28
المحور: الادب والفن
    


كان لأحد الإقطاعيين اراض واسعة يعمل بها فلاحون ومزارعون كثر .. وقد عرف الرجل بحدة الذكاء وشدة الدهاء وقوة التدبير .. وفي ناحية من تلك الأراضي الممتدة كان يعمل احد الفلاحين حيث يقيم اقامة دائمة هو وأهله شأن اخرين مثله من الفلاحين الذين يعملون في اراضي وأملاك ذلك الاقطاعي الواسعة ، ويقيمون ، بل يعيشون عملهم ذاك كطريقة حياة في الأرض حيث يعملون.

وذات مرة صدف ان زار ذلك الاقطاعي تلك الناحية أو القرية من ارضه والتي يعمل بها ذلك الفلاح مع غيره من الفلاحين .. فشاهد امرأة شابة جميلة صادف أن كانت تعمل وتساعد زوجها في الارض ، هي زوجة ذلك الفلاح ، فوقعت من نفسه وعشقها .

ابدي الإقطاعي إعجابه بنشاط وهمة ذلك الفلاح وزوجته ، وقال انهم يجب ان يكونوا قريبا منه يعملون معه هناك حيث يقيم ، فقام بنقل تلك العائلة الى البلدة التي يقيم بها ليعملوا بالقرب منه .. وجعل المرأة في خدمته وخدمة بيته ، وذات مرة بينما كان الفلاح يعمل بعيدا في الارض راود الاقطاعي المرأة عن نفسها فأبت.

تكررت محاولاته والمرأة تستعصي عليه حتى مل ويئس من ان يحصل على ما يريد برغبتها فكان ان لجأ لاغتصابها بالقوة. ثم حذرها إن هي شكت او باحت بما حصل بينهما تحذير شديدا

لكنه وحيطة منه وحذرا من الفضيحة ان تبلغ زوجها بادر وأرسل بعض رجاله الى الفلاح يأمره ان لا يعود للبيت مساء بعد ان يتم عمله بل عليه الذهاب لشراء بعض الحاجيات للأرض من مدينة تبعد مسافة ليست بالقليلة متعللا ان تلك الاحتياجات لا توجد إلا في هذه المدينة عينا .. ووصف له مكانا او بيتا ينام فيه اذا ادركه الليل ولم يستطع العودة لبعد الطريق وكان يدبر نفسه أمرا .. وقد عرفت دروب تلك المدينة بالوحشة وتردد قطاع الطرق عليها لخلوها من المارة ليلا ، ثم انه انتظر حتى جن الليل فلحق بالفلاح وأدركه في الطريق فعمد اليه ووجأ بطنه ودق عنقه بسيفه ثم تركه ملقى على قارعة الطريق ميتا ، ثم امتطى صهوة جواده وقفل راجعا.

لم يعد الفلاح في اليوم التالي فأرسل الإقطاعي من يبحثون عنه في المدينة أو في البيت الذي وصفه له ليبيت فيه .. لكنهم وجدوه مقتولا في الطريق قبيل المدينة بأميال قليلة فعادوا بجثته واخبروا سيده.
سرى نبأ مقتل الفلاح وبدأ الاقطاعي يحقق في الامر ورصد مبلغا لمن يعرف هوية القاتل لكن دون جدوى لأنه هو القاتل.
طويت الجريمة وقيدت لمجهول أو قاطع طريق.. اما المرأة المسكينة هي وطفلها الذي لم يبلغ العام الاول من عمره بعد فلم تعرف ماذا تصنع ..وأين ستذهب ومن لها ولطفلها في هذه المصيبة .. وخشيت ان الاقطاعي سيؤذيها لكنها سلمت امرها لله .

بيد أنها فوجئت برجال الإقطاعي يأتون اليها بأمر منه يأمر يسألونها ما حاجتها ويعتنوا بها ويطمئنوها انها في حمايته وانه لن يهدأ حتى يعرف قاتل زوجها ويقتص منه ..
ثم انه بعد مدة بنى لها ولابنها بيتا فسرت احاديث بين الفلاحين انه رجل نبيل لم يتخل عن اهل وأرملة احد رجاله في شدتهم ولم يهملهم.

وفي ليلة دخل خلسة على المرأة في جنح الظلام وفي يده يلمع سيف بتار ، نفس السيف الذي وجأ بطن زوجها وقتله به ، هز السيف في وجهها والشرر يتطاير من عينيه قائلا: استمعي جيدا لما اقول يا امرأة: اذا اردت ان تحفظي عليك حياتك وحياة هذا ، وأشار براس السيف المدبب الصقيل إلى عنق الطفل ، فعليك ان تطيعي وتسمعي كل ما اقوله لك وما اوصيك به لا بل وتحفظي عليك هذا وأشار الى لسانه..

جمد الدم في عروقها خوفا فهزت المسكينة رأسها ولم تنبس ببنت شفة ولمع في رأسها فكرة ان يكون هو من وراء مقتل زوجها ..لكنها لم تستطع ان تبوح بشيء مما تفكر به .

بل وقررت ان تكتم ذلك حتى عن ابنها حينما يكبر خوفا عليه ومن اجل مستقبله ..فهي لا تريد ان تحَمله ثأر ابيه . وتلبسه هما وغما .. فإن سكت سكت مقهورا مذموما وان تكلم لاقى عنتا وشرا مستطيرا .. فكتمت في صدرها خوفا عليه وحماية له .

بعد مدة استشار الإقطاعي بعض خيرة رجاله وأوحى له ان يتقدم لطلب يد المرأة من اجل طفلها .. وقال له انه لا يجوز ان تبقى امرأة هكذا بيننا عزباء او ارملة تعيش لوحدها دون زوج أو معيل.. لكنه كان نادى المرأة في السر قبل ذلك وأوصاها ان لا توافق نهائيا وهددها ان هي فعلت ، حيث قال لها : المح لي فلان أنه سيتقدم لي طالبا الزواج منك .. فإياك ان توافقي ، ولم تجد المرأة في الحال الذي هي فيه إلا الاذعان فقد اصبحت حياتها هي وولدها في يد ذلك الاقطاعي وليس لها من تستعين به سواه .
فعلا تقدم الرجل لطلب يد المرأة من ذلك الاقطاعي في حضرة ملأ من الناس فأثنى الغقطاعي على طلبه وقال له : انك رجل نبيل تريد ستر هذه المرأة المسكينة وسأعرض الامر عليها..

ارسل الاقطاعي للمرأة نسوة يعرضن الامر عليها ويرغبنها به لكنها رفضت بإصرار وأنها ما زالت في حداد وهي لا تفكر بالزواج بعد زوجها ..

تكرر الطلب من رجال اخرين وكلهم من أعيان النواحي وكان الاقطاعي نفسه يوحي لهم بالأمر .. وتكرر الرفض من المرأة دائما وكما أوصاها .

بدأ الرجل يكبر في نظر الفلاحين لاهتمامه بشأن امرأة هي ارملة احد رجاله والفلاحين الذين خدموه وعملوا في ارضه وأعماله ..

أخذ الرجل يبدي انشغاله بشأن المرأة وانه محتار بأمرها .. فهو لا يريد ان تبقى امرأة عزباء او ارملة هكذا بدون زوج في إقطاعه ، حين انها ترفض كل من تقدموا لها .. وطلب مشورة من في حضرته فكان أن وافقه الرجال على رأيه ، وبعد ان انفض المجلس أسرّ له بعض من حضر مشورة أخرى مختلفة كانت هي ما يبحث عنه في كل تلك الإيحاءات ، فلماذا لا يجرب ان يتقدم لها هو نفسه .. فهو ما زال أعزبا بعد لم يتزوج .. وهي امرأة صغيرة وجميلة .. فأبدى الرجل استغرابه وانه تفاجأ بهذه المشورة ، وأظهر عدم استحسان للفكرة في بادئ الأمر ، فهي مجرد أرملة فلاح في أرضه .. وإن هي رفضت سيكون الأمر غير لائق ومحرجا له جدا .

قال الرجل لنجرب ذلك بالسر ودون ان يكون لك علاقة بالموضوع .. على انه مقترح من طرفنا دون علمك وبانك قلق من بقائها لوحدها ارملة ورفضها لكل من تقدموا لها .. وافق الاقطاعي على الفكرة فذهب الرجل صاحب المشورة للمرأة لجس رأيها بالموضوع وليسألها ماذا لو تقدم لها صاحب الارض نفسه ، وكان الإقطاعي قد أحاطها علما بالأمر مسبقا ، بل وأخبرها ماذا تجيب ، فطلب منها إن اتاها من يفاتحها بالامر ان تجيب انها تريد من الاقطاعي ان يأتي ويعرض الامر عليها بنفسه...وان لا يطلبها بإرسال المراسيل .. وابلغها كلاما آخر تقوله وشروطا تشرطها ...الخ . ذلك حتى تبدو امام الناس امرأة ذات حصافة ورأي وأنها تليق ان تكون زوجة لإقطاعي كبير وجديرة به .

أخبر الرجل سيده بجواب المرأة وأنها تريد أن يأتي بنفسه لطلب يدها ..

ذهب الإقطاعي في رهط من رجاله وكان أخبرها أيضا ان تشترط عليه شروطا كثيرة منها ان يرعى ابنها ويبقى الابن معها في بيته كابن له وكأنما يرمي في لبعيد إلى أمر ما .. وأن يكون حينما يكبر وكيله في اعماله ، وأمورا اخرى .. وذلك حتى لا يظهر ما بينهما للناس أو انه كان على صلة بها من قبل ، وفي نفسه حتى لا يشك احد به فيما يخص مقتل زوجها ..

تم الزواج ، فسرت احاديث ان الرجل في غاية النبل وبأنه لم يكتفِ بان رعى المرأة والطفل وبنى لها بيتا ولم يلقها الى قارعة الطريق بل وتزوج من زوجة احد رجاله الذي ذهب غيلة ، ولم يهملهم ، فكان ذلك عملا جعلهم يغضون النظر عن بعض ظلمه ومساوئه معهم,. ويشعرون بالطمأنينة على اولادهم لو جرى لأحدهم مكروها ..

انجبت المرأة من الاقطاعي اولادا وبناتا وكبروا ، وكان ولد الفلاح (اخوهم من الأم) اذكاهم وأكثرهم اهتماما وجدية في العمل ..حتى احتل مكانة خاصة عند الرجل ، وأمه تخفي عليه تماما سر زواج الإقطاعي منها وشكوكها بخصوص علاقته بمقتل والده ..

نشأ الولد في كنف زوج امه ولم يعرف له ابا سواه ..

ورأى عندما فتح عينيه على الحياة العز والسعة التي وجدها في بيت زوج امه ، ثم رآه يوكل له الاعمال والمهام دون اخوته الاخرين وهم ابناؤه من صلبه .. ورأى امه تعيش في بيت مترف زوجة لذلك الاقطاعي وسيدة لنساء الفلاحين .. وعرف ان الاقطاعي لم يتخل عن امه وعنه عند موت ابيه بل اكرمهما .. وكان عندما يتجول في الارض على جواده ويجلس مع الفلاحين يحدثونه كيف ان الرجل سعى في زواج امه ولما رفضت كان ان تقدم لها بنفسه ..وكيف انه بنى لها بيتا ورعاها هي وابنها ..وكيف أنها شرطت عليه أن يأتي لطلب يدها بنفسه وأن يعامله –أي الولد- مثل ابنائه ويوكل اليه اعمالا من اعماله فقبل بالشرط ، قيزداد تعلق الولد بالإقطاعي وإعجابه به ، فاخلص له ورأى فيه مثال الرجل صاحب الفضل والعز والجاه ...الخ.

بدأ الأولاد يغارون من اخيهم من امهم وحظوته عند والدهم ، عدا عن انهم يرون قسوة والدهم وظلمه للفلاحين الاخرين الذين يعملون معه ، وساءت علاقتهم بابيهم بينما كان ابن زوجته في يزداد قربا منه ودائما كان في صفه .. اما المرأة فكانت في سرها تكره ذلك الرجل الذي اغتصبها ولم تكن صورة ذلك المشهد المؤلم تغيب عن مخيلتها .. عدا عن انها تشك انه هو من قتل زوجها ، ولكن الان هو ولي امرها وأمر ابنها ووالد ابنائها وبناتها منه ، فكانت تستر وتخفي هذا في صدرها لكن بلا ارادة كانت تند منها احيانا تصرفات تشي بكرهها للرجل وعدم ثقتها به.
وكان الابن يستغرب من امه ويعتبر تصرفها تجاه زوجها نوعا من الظلم والبطر والجحود .. فهو يرى ما هي فيه من دلال ونعيم ويرى كيف انه قد نال الحظوة على اخوته الاخرين منها .. وقد سمع من الفلاحين قصة زواجها منه وإكرامه لها ونزوله عند شروطها ولم تكذب ذلك حينما اخبرها به ،
بنفس الوقت كانت الام غير راضية عن تعلق ابنها بالرجل الاقطاعي لكنها لا تستطيع ان تخبره بحقيقة الرجل لأنها ستكون فتنة بينه وبين اخوته وبين من يعد ولي امره ونعمته وستحدث فتنة في بيتها .. فكانت تميل لأبنائها الاخرين من ذلك الاقطاعي وتبدي بعض الجفاء لابنها من الفلاح الذي لم تلهمه غريزته ان يفهم او يساوره شك ما ؟

الى ان كان يوم اغلظ الاقطاعي لأبنائه القول وهددهم بالطرد ان هم لم يستمعوا ويطيعوا .. فخرجت المرأة عن صمتها ووقفت الى جانب ابنائها ورفضت تهديده مهددة انه اذا طردهم ستغادر معهمفكان أن اتهمها الرجل بانها هي من تحرض الاولاد او على الاقل لا توجههم لاحترامه وطاعته.
استمر عناد الاولاد لأبيهم ومناكفتهم له في ازدياد فكان ان نفذ الرجل وعده وطردهم من أرضه فغادرت الام معهم ، اما الابن فكان لسان حاله يقول لامه وإخوته منها : "إلى حيث ألقت " إذ لم يكترث ولم يحاول أن يصلح من الامر شيئا لأنهم برأيه كانوا يرفسون النعمة ويعصون والدهم وبالنسبة لامه فقد كانت في رايه امرأة تعصي زوجها وتنكر معروفه وجمائله عليه وعليها دون سبب مفهوم.. بل وتحرض أولاده عليه .. بالتالي هم بنظره ظالمين لذلك الرجل النبيل والكريم معه ومعهم ..

علم الناس بذلك فأكبروا الرجل كيف حافظ على ذلك اليتيم وآثره على اولاده لدرجة ضحى بهم لأجله ..بل وكان ارحم به حتى من امه التي تخلت عنه وتنكرت للرجل الذي كان كريما معها والذي تزوجها ليحفظها ويحفظ ابنها والذي انجبت منه اولادا وبنات حرضتهم عليه وانشقت بهم عنه. وكيف انهى بر وأوفى بما اشترطته عليه حين طلبها للزواج فعامل الولد افضل من اولاده من صلبه واوكل له من المهام اكثر مما طلبت واشترطت !
شقت المرأة وأبناءها طريق حياتهم من جديد بعيدا عن ذلك الرجل ...

اما ابنها المطيع فقد ازداد قربا من الاقطاعي وتعلقا به وغدا هو ذراعه الأيمن .. فزوجه من فتاة جميلة وبنى لهما بيتا لائقا بربيب اقطاعي كبير .. اما الولد بدوره فربى ابناءه على حب واحترام ذلك الاقطاعي الذي افهمهم انه جدهم وأشربهم حبه والإيمان بأنه رجل كريم فاضل .. فنشأوا كوالدهم على حب ذلك الاقطاعي والتعلق به.

مر الزمن وكبر الرجل صاحب الارض والمال وبدأت صحته تتدهور إلى هرم ووهن فكان الولد يعتني به ويدير اعماله الى أن حضره الموت فأوصى لربيبه ولأولاد ربيبه بميراثه كله فأقاموا له مزارا واجبروا الفلاحين على زيارته وتقديسه حتى غدا قبره مزارا يلجأ له الفلاحون البسطاء الذين يعملون في الارض لطلب البركة وقضاء حاجاتهم منه وعنده..حتى بعد جيل او اثنين اعتاد الفلاحون من القرى المجاورة على ذلك من غير ان يسألوا ما هي قصته ومن اين اتت بركته .

وهكذا وقف الابن المغيب عن الحقيقة لصف مغتصب والدته وقاتل والده لان التاريخ غائب عن وعيه ، فهو لم ير ولم يسمع إلا بصورة الرجل الثري الوجيه المغدق عليه وعلى امه بالخيرات والذي آثره على ابنائه واعتمد عليه في اعماله ، والذي سيرث منه اذا مات سوى ما يأمل أن سيوصي له به .
وهكذا فعلاقة الكثيرين مع بعض ما يعتقدون ويؤمنون به كعلاقة ذلك الصبي بذلك الاقطاعي .. علاقة جهل بالحقائق الغائبة او المغيبة .. إلى درجة الإيمان والاعتقاد بعكسها.

وكذا فعلاقة اجداده والطريقة التي تزوجهم بها ذلك المعتقد هي كعلاقة امه بذلك الاقطاعي ؛ تزوجته وتبعته بالرعب والسيف .. بعد ان قتل زوجها واغتصبها وكان خيارها الوحيد هو إما الحياة والنجاة بطاعته او الموت والعذاب والفضيحة برفضه ومعاندته ، فاختارت الطاعة والسكوت والرضى مكرهة لأنها ثمن نجاة عنقها وعنق ابنها وتجنبها للذل والمهانة والمرمطة والفضيحة .. حتى البوح لم تكن قادرة عليه .. فتقمصت الرضا والطاعة مكرهة وكونها سبيل نجاتها وحقن دمها .. فكان أن رضعها الابن منها فصارت له دينا يدافع عنه ويقتتل مع امه وإخوته لأجله. إلى حد كان مستعدا لقتل اخوته وأمه من اجل ذلك الرجل ، دينا يؤمن به صَما ويُعلمه لأبنائه ويربيهم عليه ..لا بل يعلم ويربي الفلاحين عليه أيضا ..

وهكذا اصبح قبر القاتل المغتصب مزارا يتبرك به الناس وأصبحت المرأة المظلومة المغتصبة الثاكلة لزوجها مثالا للجحود والعصيان والطرد من الرحمة !!
الاقوياء والمنتصرون يغدون ملائكة .. ومن خالفهم وعاندهم الحظ في الفوز والنصر يصيرون شياطين.
من حالفه النصر غدى وليا صالحا وقبره مزار.. ومن لم يحالفه غدى قتيلا ، دمه مهدور وقاتله مأجور .. أو طريد ورمزا للعصيان والمروق.

99% من الناس يرثون الافكار والمعتقدات عن اجدادهم ويعتنقوها كما هي ويدافعون عنها كمسلمات كما لو كانوا هم من تبنوها واكثر حماسا من دفاع الاجداد انفسهم الذين اورثوها لهم ..ولا يدرون كيف تزوجت تلك الافكار اجدادهم وبأي شكل من اشكال الاغتصاب الذي اجبروا على ابتلاعه ونسيان امره وكأنه لم يكن حفظا وحقنا لدمائهم ودماء ابنائهم الذين لم يعلموا بتلك القصص فظنوا انهم وآباءهم تزوجوها عن قصة عشق ومحبة ورضا ..

99% من الناس عقولهم عاجزة عن التدقيق والنفاذ للحقيقة بل هم يدافعون عما ورثوا كما لو انهم هم من تبنوه واقتنعوا وآمنوا به بأنفسهم ، ولم يرثوه عن اناس آخرين لا يدرون كيف ولا في اية ظروف دانوا له واتبعوه .

99% من الناس بل ربما اكثر يرسفون بالجهل لكنهم يتهمون غيرهم ممن رفض ذلك الجهل ، يتهمونه انه هو ابو الجهل وخاله وعمه ، كما اتـُهمت المرأة ا بالعصيان والكفر بالنعمة .. وباءت بالطرد من ملكوت الاقطاعي .. وممن ؟ من ابنها الذي كتمت سرها وأذلت نفسها من اجل الحفاظ عليه والإبقاء على حياته ، والذي قتل ذلك الولي الصالح والده وغصب والدته وتزوجها بالسيف رغم انفها وأنجب منها رغم انفها .. فلما اتت ساعة صار بإمكانها ان ترد عليه فقط بالابتعاد عنه صارت عاصية وجحودة بينما صار هو محسن ورع ، راع لليتيم وولي صالح يزار قبره .



#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف آمن اليتيم بالإقطاعي وكفر بأمه وإخوته ..
- شطرنج اون لاين ..؟!
- الأمة ، من ربيع ضد الاستبداد والفساد.. الى ؟؟؟؟؟ ...... متى ...
- قرون وأحلاف ..
- الربيع العربي إلى أين ..عَود على بدء..
- عبرة من التاريخ ، عين على الحاضر .
- أزمة وجودية ومنعطف خطير ..!
- مقاربة أخرى نحو دولة الحداثة والإصلاح ..
- فنتازيا على الأرض أغرب من الفنتازيا ..
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(12-3 )
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(12-2 )
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(12-1)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(11)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(10)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(9)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(8)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(7)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(6)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(5)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(4)


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسَلم الكساسبة - الوَلي والعاصية .. كيف آمن اليتيم بالإقطاعي وكفر بأمه وإخوته ؟!