أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح2














المزيد.....

شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 00:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الطرح هذا يطرح فرضيات على أنها من المسلمات منها أن تحرير القرآن بالشكل المطروح الآن إنما حصل بعد فترة جيل كامل بحدود ربع قرن من وفاة النبي محمد ص وهذه مغالطة تاريخية لا تغتفر لا من خلال النصوص الموثقة ولا من خلال الوقائع الميدانية التي وثقتها نصوص أخرى , المعلوم أن تحرير الكتاب مر بمرحلتين كلاهما في حياة الرسول مرة وبعد وفاته بأيام وبالتالي لا يمكن أعتماد نظرية التحرير الأجل له على يد أتباع , بل من جمع القرآن كان رجال عاشوا حياة النبي لحظة بلحظة , وجودهم التاريخي مرتبط بوجود الأصل الرئيسي .
إن القفز فوق الحقائق وأعتماد نظرية أنا ما أراه أنا هو الحق وما عند الغير مجرد شكوك ونشر التشكيكات والتتضعيفات أمام أي موضوع الغرض منه استنزافه قوته الإثباتية تبقى منهجا لا علميا ولا واقعيا خاصة في القضايا التاريخية والتي تمس قضايا هامة وحساسة قد تثير معها زوبعة من الفعل والفعل المضاد ,في هذه القضية بالذات هناك فوارق عملية وتاريخية إذا أردنا المقارنة بين عيسى ومحمد على الأصل التاريخي , الشواهد الوجودية أقوى الأدلة منها ما هو بشري باق وممتد وحقيقي , عيسى عليه السلام بالكيفية التي وردت في النصوص الدينية فيما يخص مولده وشبه رحيله تبقى محل تشكيك قد لا ينقطع .
أما مع رجل معروف الولادة والأصل والتاريخ قبل النشأة ووجود أزواج وذرية وأقارب وأصحاب اشروه لفترة ومنهم من قضى جيل أو جيلين بعد رحيله , إضافة للوثائق التاريخية عند الأخر رسائل ومدونات وحملات وواقع وأخبار إضافة للنص الثابت بوجوده في كتاب مكتوب ومحفوظ لا يدع مجال للشك على المستوى العقلي النظري ولا العملي في أن نطعن بتاريخية الحدث .
كما لم يختلف المؤرخ المادي في تحديد جغرافية المكان ولا البيئة ولا محل الأحداث ولا الظواهر التاريخية التي عاشها النبي بين مكة والمدينة ونشاطاته سواء ما كانت دفاعا عن العقيدة أو سعيا وراء النشر والدعوة وربط الناس بعالم السماء , هذا إذا أردنا الإنصاف , حتى أكثر الكتاب الذين استعرضوا حياة الرسول من مستشرقين اوربيين أو محايدين كانوا يشعرون بالتحيز الأعمى لبعض أقلام مدرسة التشكيك والأهداف التي كانت ورائها,
((أغلب هذه الأعمال معادية بشكل مرير و مسبقة الحُكْمِ ، على الرَّغم من أنّ هوتينغِر سعى لتقديم حُكْمٍ غيرِ متحيزٍ . و بكلِّ الأحوال لقد دخلنا المعالجة الجديدة للموضوع مع العالم الهولندي ريلاند إذْ كان قد تطلّع في عمله " de Religione Mahommedica " (أوترِشت ، 1704 ) ، إلى النأي عن الموقف العدائيِّ من مُحَمَّدٍ ،وكافح من أجل تقدير نزيه لأهميته التَّاريِخيّة على أي حال ،كان لعمله حظ سيئ حيث حاكه كتاب " Vie de Mahomed" ( لندن ، 1739 ) تأليف هـ . دي بولينفيلييه ، الّذي كان إطناباً طناناً في مُحَمَّدٍ من أجل التقليل من شأن المسِّيحيّة لقد سماه هورغرونيه " رواية ضد أكليروسيّة ، حيث إنَّ المواد المستمدة من معرفة سطحيّة بالإِسْلاَم مستسقاة من مصادرَ ثانويّةٍ " وبوسعنا أن نميّز أصداء بولينفيلييه في ترجمة غيبون لحياة مُحَمَّد في عمله " الأفول و السّـقوط " ( لندن، 1776)لا ريب أن غاغنير قد كتب عمله Vie de Mahomet " ( أمستردام ، 1748) من أجل مقاومة الانطباع الخاطئ الّذي أحدثه بولينفيلييه . ساعياً بعمله هذا إلى أخذ منتصف المسافة بين بولينفيلييه من جهة و بريدو من جهة أخرى ,مهما يكن من أمر ،لم يكن ممكناً التّقدم أكثر طالما لم يتمّ العمل على المصادر العَرَبِيّة .
هذا الاستعراض البسيط وإن كان تاريخيا جرى عليه الكثير من التعديل والتبديل ولكن يؤكد أن النظرية التي يسعى لها البعض في تغييب حقيقية وجود النبي التاريخي أعتمادا على سياسية التشويش والتشكيك والأنتقاء وزرع الأوهام والإنطلاق من مقولات ابتدائية افتتاحية مهزوزة ليبني عليها نظرية إنما لها ومنها تشم رائحة دوافع عنصرية ودينية وتحريفية تتصل جميعا بباعث توراتي يرى في العالم الى إسرائيلي مجرد أوباش لا يمكن أن تخرج فيهم أو منهم حقائق يمكن الوثوق بها على محمل الجد .
حتى القرآن الكريم الذي يعتبره بعض دارسي ومروجي مدرسة الشك التاريخي إنه يمثل أرضية صلبة لا يمكن تخطيها لما تمثله من قيمة نصية موحدة وثابتة أصبح هناك مجال للشك في بنائها التاريخي من خلال الطعن باختلاق التعارض بين بعض الأحداث والتفسيرات التي يطلقها بعض الشراح المسلمين أو من قراءات المستشرقين للنصوص ((إذا ما كان القُرْآنُ مصدرنا الرئيس ، فإنَّ الإشكالية التّالية هي التحقق كم ثابتة هي الأرضيّة الّتي يوفرها لقد كان من المعتقد بأنّنا هنا في مأمن على الأقل ،بيد أنَّ الأعمال المتأخرة مثل أعمال كازانوفا و مينانا ،جعلت معتمديّة هذا المصدر محل شكٍ ، لكنْ هذه مسألة كبيرة للغاية من أجل تناولها في الوقت الرّاهن)) .
هذا الموقف المتشنج من فكرة الدين عموما عند كازانوفا وأمثاله لا تمس حقيقة الدين التوراتي ولا تعترض عليه رغم اللا معقولية واللا حقيقية فيه ,لكنه يناصب العداء للمسيحية والإسلام من خلال الطعن بأصل فكرة الزمن والموعد والنتيجة والنهاية التي سيكون عليها عالم الإنسان في مخاض النتيجة الكبرى , إنه يرى خطل لكل الأفكار التي لا تتوافق مع اعتقاده هو , إنه الإنحياز الأعمى المغلف بالادعاء العلمي لتغطية هدف ظاهره التجرد في يسط الحقيقة والغائية أكبر من أن تدرك .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحمي الدين من سطوة التاريخ
- أنتظار المنقذ التاريخي شكية الصورة أو شكية الإمكان
- الإنسان وعالم يعيش واقع مخيف
- على وقع ما جرى في فرنسا
- الحروف التي حللها الرب
- عن الثقافة والمثقفين وأزمة الهوية
- رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح1
- رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثالث , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثالث, ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح3
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح1
- صلاة في باحة المخمر
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح2
- بعض آيات من كتاب الغضب
- هم وأنا ..... وهم
- هل يستحق الأمر أن نتفكر بالموت أم نحرص على أحترام الحياة
- البحث الممل _ قصة قصيرة


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - شخصية الرسول الكريم والجدل في التاريخية ح2