أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - عن الثقافة والمثقفين وأزمة الهوية














المزيد.....

عن الثقافة والمثقفين وأزمة الهوية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


عن الثقافة والمثقفين وأزمة الهوية

كانت فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي تشكل الملامح الأولى لهوية ثقافية عراقية متميزة تستند في تبلورها لمعطيات تاريخية في جانب ورغبة حقيقية في الخروج من القوقع التاريخي والأجتماعي العراقي والعربي والإسلامي نحو الفضاء الإنساني ليعبر من هناك عن الهم والوجع العراقي الذي يستشعر الجرج الأول من سقوط بابل لسقوط بغداد مرة أخرى , الجرح الذي سكن الوجدان والذاكرة العراقية ويتجدد ويتعاظم مع كل مصيبة تحل ببلاد الرافدين ويكون للفكر دور فيها أما حينما ينهزم عن المواجهة أو يسقط في براثن وسطوة الحاكم الجبروت .
في السبعينات بعد ذلك ظهرت الهوية بارزه للعيان ليس ككم فقط بل قدرة على إثبات وجودها ولو من خلال المزاوجة بين قبول الواقع السياسي الأحادي النظرة وبين الرغبة في التعبير والتصبر على أمل أن تكون للثقافة قدرة القيادة مرة أخرى , إلا أن سنين الحر وسطوة النظام وعدم قدرته على استيعاب محاولة المثقف والمؤسسة على التصويب والنصح والاستماع للخلاصة الإنسانية التي تحمله قاده إلى أن يجعل من المثقف العراقي صاحب الهوية الإنسانية أحد أبرز الأعداء الوجودين له , فوجد المثقفون العراقيون أنهم أما خيارين أما المواجهة بما تعني الدمار والهلاك أو الخضوع لرغبة القائد ومحاولة التعايش مع واقع ظالم .
كلا الخيارين كان إنسانيا وكلا الخيارين لا يعد معرة في وجه الثقافة , الموت بالمجان كان هو الخيار اللا إنساني , والانخراط الذ يسلب الهوية هو الخيار الأتعس ومع ذلك شهد النشاط الثقافي في العراق في فترة الثمانيات حراكا راقيا وكم هائل من النتاج سواء كان المهاجر أو الذي بقى مدافعا عن وجوده بما يعتقد أنه حقه وقراره دون أن يسئ لأحد .
الثقافة في زمن صدام ونظامه كانت خليطا غير متجانس ومن السهل الفصل بين الغث والسمين منه لأن الثقافة في طبيعتها ومن طبيعتها أن لا تتعلق بالطارئ الشخصي إنها روح المجتمع وصورته الفكرية , فلا فرانكو في إسبانيا أستطاع أن ينتزع الهوية الإنسانية للثقافة الإسبانية ولا هتلر ولا موسيليني طالما أن هناك فكر حي يمتلك الجذر التاريخي ويحمل الحلم والأمل بغد إنساني يمثل حلم الأمة على تجاوز الإشكالية السياسية , لذا فما يجري الحديث في ذم الثقافة العراقية في عهد النظام السابق إنما يسيء من حيث لا يفهم لروح المجتمع والجذوة المتقدة فيه , ويهين روح التحدي التي لولاها لما وجدنا القاعدة الحقيقية التي تنطلق منها الثقافة العراقية اليوم , كل ما موجود اليوم هو من إبداع فترة السبعينات والثمانيات والتسعينات على وجه الخصوص .
الثقافة العراقية اليوم غنية بالكم وغنية بالجوهر الإنساني لكن ما يشوه صورتها ودورها الإنساني ما يسمى بالثقافة الصينية التي اكتسحت كل المواقع الأساسية من إدارة المؤسسة الثقافية إلى صعودها المدمن على منابر الثقافة إلى المطابع إلى النشر حتى أضحى ظهورها علامة مميزة للواقع العراقي وهذا يعد تقصيرا من الفاعل الثقافي الأصيل حامل الهوية عندما أنزوى ليعلن إخلاء الساحة لمتزعمي الثقافة الصينية المقلدة التي هي كالفقاعة ما أن تظهر لتزول مسرعة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح1
- رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثالث , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثالث, ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح3
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح1
- صلاة في باحة المخمر
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح2
- بعض آيات من كتاب الغضب
- هم وأنا ..... وهم
- هل يستحق الأمر أن نتفكر بالموت أم نحرص على أحترام الحياة
- البحث الممل _ قصة قصيرة
- ملامح عصر الأزمة
- حديث خاص بصوت عال
- الإبداع في قراءة النص
- كيف نقرأ النص
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح2
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح1


المزيد.....




- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - عن الثقافة والمثقفين وأزمة الهوية