أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح1














المزيد.....

رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 14:31
المحور: الادب والفن
    


2
في عالم قد لا تدرك تفاصيله لو كلمتك طويلا عنه الأمور مختلفة كليا النظام يفترق في معظم مفاهيمه عن نظامنا الوجودي ,
_صديقي لا شيء هناك يسمى نظام , ما نعرفه نحن من نظام وقوانين لفي عالمهم مفردة طبيعية لا تحتاج لإقرار لأن كل شيء يسير على ما هو أصل.
_ طيب صديقي ومن يصحح الخطأ إن حدث أم هم مجتمع معصوم .
_لا يا صديقي الخطأ عندما يحدث أول من يكتشفه ويعالجه المخطئ لأنه وفق ما هو سائد يرى أنه خرج عن هدف الإبداع في وجوده , صديقي بعض الأحيان قد لا تجد من يبدع وليس يخطئ يشعر أن تخلف عن عالمه , شعور بالتقصير يدفعه لأن يعط الفرصة القادمة أكثر من استحقاقها , إنه يقود نفسه للفضيلة بإرادة ذاتية لأن تفكيره الأناني يماثل ويطابق الـ نحن عندنا هو يعيش لأجل نحن
هكذا بدأ يسرد لي ملخص رحلته عن العالم المفقود بشريا عاش فيه غريبا لكنه تمكن من أن يصنع له وجود خاص , لم يتعارض ذلك كما يقول مع قوانينه وربما لم يشعر به ذاك العالم إنه من كينونة مختلفة, قد يكون عاش وهما أو عاش حقيقة لكنه يملك فكرة أكبر من واقعنا وأقل من حتى مسمياتنا , عالم يمتزج فيه الأنا ونحن وهم في كيان واحد هو أن نعيش الفرصة بالأفضل لا أمامنا أي مجال لمحاولة أخرى , إنه من الجنون المطبق أن نبعثر اللحظات من أجل تفاهة.
طبيعة الأشياء هناك تسودها الغرابة بالنسبة لإنسان يؤمن بما تعارف عليه أو قريب منه ,هناك أشياء لا تفسير لها واضح حتى تعيش التجربة ,قد تبدو الأشكال والمسميات ليست ذات قيمة أمام ما تكتشف من وجود غيري أخر, المرأة مثلا في ذلك الوجود الجزء الأهم الجزء ليس المتحكم ولكنه موضع التحكم فيه ,لا يمكن أن تتصور عالم بلا شهوة عالم حسي في الغالب الروحانية ليس لها مفعول بل حتى وجودها غير محسوس .
سألته وبجرأة عن شمس التي أحبها ماذا عنها ,لم يكن سؤالي أعتراضي فقط أو أستفهامي ولكن لأكتشف نظرته عن النساء بعد هذا العمر والتجربة المعمدة بالطهارة الروحية كما اعتقد , هناك المرأة لم تكن من الغايات التي يسعى لها الذكر أو الرجل في رمزنا ,تقوم العلاقات على أساس ميزاني محسوب بغاية الدقة , لا توجد أمراض مشاكل صفر الكل يعمل ويتمتع في حدود معرفتهم للمتعة الخاصة .
حاولت أن أفهم فكرة الذكر عن الأنثى وبالعكس فيهم لم أجد إلا رمزيات مكشوفة في عالم الحسابات هناك يمكنك أن ترى كل تاريخ حياتك مسطور يمكنك التعديل فقط للأحسن لا يجوز لك النكوص أبدا حتى اللحظات الحميمية وشكلها ونوعها زمنها ومكانها مذكورة بالتفاصيل , التأريخ عندهم له مفهوم أخر إنهم يسيرون دائما من المستقبل للماضي ,يعرفون أنهم سيكونون في حال كذا ولكن ما يبرر سعيهم ليس فكرة التنفيذ وكفى إنما السباق نحو التحسين لذا هو يفهمون حركة الزمن معاكسة ,يصنعون تأريخ مصنوع بالإضافة ,بمقدار ما يبدع أحدهم في التصحيح يسمو حتى قيمهم الجمالية ترتكز على فكرة التصحيح فقط .
في سنين العمر الأولى كانت الأحلام تدور في فلك الزوجة الجميلة والوظيفة وبدلة أنيقة وبيت يسترنا , أحلامنا لم تكن أكثر من متطلبات طبيعية , إلا عدنان كان يحلم أن يخترق هذا الجدار السميك المسمى سماء ليبحث بين الكواكب عن عالم فيه حياة ليعيش فرصته هناك , ليترجم رؤيته المختصرة دوما , هناك أخر غير أخرنا , هناك نظام قد لا يشبه أي من الأنظمة التي جربتها الإنسانية .
ما يشجعني بالإستمرار بهذا الحديث معه ونحن نسير نقصد مكانا للجلوس مكان يحتاج للهدوء قدر ما نحتاج نحن لأن نبعد الضجيج عن مداركنا السمعية , الضجيج واحد من نتاج فوضى الإنسان وهو يمارس جنونه المتطرف ليفسد على الطبيعة أن تمنحه القدرة الحقيقية على التأمل , لم نفلح في ما نحن نبحث عنه لذا قررنا السير حيث يمكنا أن نسمع لبعض ,
_ واحدة من المفردات التي أكتشفت جمالها في العالم الأخر أن الكلام والصوت عموما لا يمكن أن تجد له أثر إلا حينما يستدع الحال أن تتكلم وإنعدام أي بديل للتعبير .
_ ولكن من عادة الإنسان أن يتكلم ولا ضير في ذلك فالجميع بحاجة للتواصل كما هم بحاجة لمن يسمع ,
_لا أعتراض أن نتواصل ولكن لا تنسى أن الكلام إن لم يكن ضروريا ولا ملحا ولا ملجئ سيكون ثرثرة والثرثرة هي مقدمة حقيقية للضجيج فالثرثار لا يمانع أن يكون الجميع على ذات المستوى من التبذير في جماليات الكلام .
_ ألا تعتقد أن التطرف في ذم الأمر الطبيعي لا يقل شأنا من التطرف في ميدان الفكر مثلا .
_ التطرف هو أن تخرج عن الحد الطبيعي للأشياء ,الحقيقة أنا ادعو لأن نمنح الطبيعة حق بيان ما تريد فهي الأصل ونحن العارض المؤقت سواء كأفراد أو حتى كجنس بشري .
_ أظن أن من جماليات الوجود البشري أنك تتكلم ليسمعك الأخر وهو أيضا يفعل ذلك , تعرف أنا أكره الصمت وقد ذمني الكثير من الأصدقاء بعلاقتي القوية معك كان يصفونك بالصامت القبيص .
_ صديقي في العالم الأخر هناك فكرة نموذجية تنص على أنه يمكنك أن تكون أجمل بفعلك الأجمل الكلام لا يبني حجر على حجر, وحدها اليد والعقل من يحق لهم التكلم معا وسويا وبدون حدود .
_أفهمك صديقي ولكن واقعنا غير واقعنا اجتماعي بأمتياز لا بد من مخالطة ومعاشرة الناس وأنت لست بغريب تعرف تماما قيمة الكلام بالعلاقة الأجتماعية , يحسن بنا صديقي الدعوة ليس لترشيد الكلام ولكن لجعل الكلام يأخذ مسار الفعل .
_ مسار الفعل متعثر في واقعنا مجتمعنا في مسألة الفعل مصاب بالكساح المزمن .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاة في باحة المخمر
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح2
- بعض آيات من كتاب الغضب
- هم وأنا ..... وهم
- هل يستحق الأمر أن نتفكر بالموت أم نحرص على أحترام الحياة
- البحث الممل _ قصة قصيرة
- ملامح عصر الأزمة
- حديث خاص بصوت عال
- الإبداع في قراءة النص
- كيف نقرأ النص
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح2
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح1
- صبرا وأحلام مبعثرة _ قصة قصيرة
- حق الإيمان وحرية التدين
- التصحيح وممارسة حق العود
- حقيقة الشيعة والسنة كمصطلح سياسي
- الهرمنيوطيقا... دلالة المعنى في الواقع الإسلامي
- أنتصار الغائية
- متى يسقط فرسان الدين


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح1