أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية الغريب _ الجزء الأول , ح3














المزيد.....

رواية الغريب _ الجزء الأول , ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 14:31
المحور: الادب والفن
    


حرارة اللقاء والشوق بيننا لم يتركنا نبتعد عن ملاحظة ما فينا من هم تكلم كثيرا عني ,أخبرني بلمحات قد لا تكون مما يعرف عني وصف لي حلمي المتجدد الرازح تحت ثقل مسئولياتي العائلية , أخبرني أنه ويقصد عينه المتحركة كانت تلاحقني أحيانا , العين الثامنة التي سعى لها ما زال يعمل بكل جد لأن يفتح منها نافذة على عالم جديد قد يقترب من صفات اللا بشر أو يبتعد عن طبيعة الطين , الأمر صعب جدا صديقي لا تتصور كم أتعذب , عليك أولا أن تخرج ذاتك من ذاتك وأن تقفز عن عالم الأنا , قد يكون الكلام سهل وممتع ... صديقي أشعر أنني لا أنتمي لعالم يسير مغمض العينين وهو يمتلك مليارات العيون الباصرة المبصرة .
رغبت أن اسأل منه على ما بقي من العائلة عن ما بقى من ذكريات الطفولة وبيتهم الكبير الذي ما زال كما هو شامخا كأنه قلعة ينتصف واقفا على واجهة شارعنا القديم بابه الخشبية القديمة أستبدلها البعض بباب حديدية وجدرانه المبنية من الطابوق المنقوش تقاوم الزمن وإن بدا غريبا على الشارع ذاته فقد تحول إلى سلسلة من الفنادق الراقية وما تبقى من حارتنا لم يعد يصلح للسكن ,أصبح المكان متضايق بوجوده , حتى كل شيء يوحي لك بالغربة وأنت تسير بين الجدران والجدران ,لم تعد تتعرف علينا دروبه الصغيرة , الغرباء أحتلوا كل شيء هنا , فقط نحن من ولدنا هنا لا أحد يتذكرنا .
في مواسم الموت في الثمانينات لم تنقطع بسمتنا كان الموت زائرا مقيما بيننا لم يتجرأ أحد أن يصرخ بوجهه الكل كان موقنا بالقضاء والقدر , فقدت وعدنان كثيرا من أصدقاء الطفولة ورفاق المدرسة وحتى بعض اخواننا , كان يهمس في أذني أحيانا الموت جبان فقط أذا أردت الخلاص لا تتحاشاه بالمرة ولكن عليك أن تفهم طريقة مسيره كي لا تضطر أن تصطدم به , أما أن تبتعد عن خطواته المتوقعة أو أن تتحدى أن يقترب منك , الموت كائن مسير ليس بيده أن يفعل أكثر من أن ينفذ إرادة مختومة بالشمع الأحمر .
_ ترى من الحق أننا نساير الواقع ونكمل حكاية بدأتها السماء لننهي فصولها بخيبة أو بنجاح .
_ أظن أننا جميعا نفعل ذلك بالمعتاد .
_وهل تعقل أنت ما نشهده كل ما نستطيع فعله أو كل ما صنعنه هو أخر ما يمكن أن يكون منا .
_ على نفسي أظن أنني أرتكبت الحماقة وأمنت به .
_ من الحماقة أن لا تصنع خطوتك القادمة خارج منظومة لا بد أن ترتسم وفق كلمة قديمة قالها الله ,يا بني آدم إنما حياك الدنيا فيها تحيا وفيها تموت , أليس هذا تحذير كاف لعاقل أن يدرك أنه لا يمنح الفرصة مرتين .
_ نعم صديقي الكل تؤمن بذلك وأنا وأنت ولكن أحيانا تضيع خطواتنا في هذا الزحام لأننا نشغل بالضجيج عن متابعة حركتها عن خط السير .
_ تعرف أن بإمكان الإنسان بعد هذه التجربة المريرة أن يعود لنقطة البدء ويترك كل إرثه القديم ويحيا من جديد ليغتنم فرصة أكيدة ليعيش مختلفا .
_ ومن يدعه يترك كل هذا الجنون ليعود عاقلا .
كانت تجربة عدنان غنية جدا وأنا أستمع منه للكثير من الأفكار العاقلة التي يظن البعض أنها نوع من اليوتيبا المجنونة ,بما يمتلك من قدرة على النفاذ يفترض صديقي وهذا من أحلامه القديمة أن يترك الإنسان واقعه المزري وينتقل به إلى بناء صورة حديثة له ولكن بملامح الفطرة , يريد واقعا بريئا من جنون النفس ,أو على الإنسان الذي يريد أن يحيا حرا أن يهاجر إلى ذاته الأولى ويبدأ بصياغة ما وصف من عالم أخر جربه وعاش فيه لسنوات تكفي لأن يفهم وجوده تماما يفهم الأشياء ماضيها وحاضرها ومستقبلها بذات اللحظة لأن تاريخها واحد هو تاريخ اللحظة فقط .
في عالم قد لا تدرك تفاصيله لو كلمتك طويلا عنه الأمور مختلفة كليا النظام يفترق في معظم مفاهيمه عن نظامنا الوجودي ,طبيعة الأشياء هناك تسودها الغرابة بالنسبة لإنسان يؤمن بما تعارف عليه أو قريب منه ,هناك أشياء لا تفسير لها واضح حتى تعيش التجربة ,قد تبدو الأشكال والمسميات ليست ذات قيمة أمام ما تكتشف من وجود غيري أخر, فقط عليك أن تحصل على مكان لتمارس وجودك حيث الكل منشغل بما ينتظم وفق كونية واحدة تريد البحث عن الأفضل ... الأفضل يعني أن تضيف الفضل للواقع لا أن تحتكر ذلك لنفسك .
المرأة مثلا في ذلك الوجود الجزء الأهم الجزء ليس المتحكم ولكنه موضع التحكم فيه ,لا يمكن أن تتصور عالم بلا شهوة عالم حسي في الغالب الروحانية ليس لها مفعول بل حتى وجودها غير محسوس ,هناك المرأة لم تكن من الغايات التي يسعى لها الذكر أو الرجل في رمزنا ,تقوم العلاقات على أساس ميزاني محسوب بغاية الدقة , لا توجد أمراض مشاكل صفر الكل يعمل ويتمتع في حدود معرفتهم للمتعة الخاصة .
بت أشعر أن الفرصة الحقيقية ضاعت مني يوم تركت أن أرافق صديقي في منهجه الذي صاغه لنفسه , قد يكون الشيخ الدرويش قد أحدث انتقاله حقيقية في حياته أو أن الأفكار تتوالد في كل الظروف وبلا مواعيد وأحيانا بلا إرادة , فلم يكن عقلي كالرادار يلتقط كل أشارة تنبئ عن ولادة فكرة فقد تكون البذرة الصغيرة هي أصل أعظم شجرة في الحياة ,بدأت الآن أع عمق أزمتي ومقدار الخسارة التي فرطت بأسباب تجاوزها لو .... كنت عدنان أخر
في الليالي عادة ما يكون سائحا بين مخلوقات الله لا يخشى شيء إنه يمتلك القوة البشرية خالية من قوانين المحاولة أو التحدي فقط يقرر ويفعل لا يسأل هل بالإمكان أو هل من المعقول إنه التسامي الصوفي , نسي حتى أهله أو تناسى ما يعيده لعالمنا الراهن, نغمة بصوته يتمم طول النهار بما كان يتوسل به لأن يصل عالم الروح المطلقة , يبتسم قليلا ويطرق أكثر الأحيان مستعينا بالصمت على ما يريد , على مشارف الأربعين من عمره أصبحت له سبعة عيون مبصرة خفية يحاول جاهدا أن يكتشف عالم الثامنة العين التي تخترق الحجب كما يقول .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح1
- صلاة في باحة المخمر
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح2
- بعض آيات من كتاب الغضب
- هم وأنا ..... وهم
- هل يستحق الأمر أن نتفكر بالموت أم نحرص على أحترام الحياة
- البحث الممل _ قصة قصيرة
- ملامح عصر الأزمة
- حديث خاص بصوت عال
- الإبداع في قراءة النص
- كيف نقرأ النص
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح2
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح1
- صبرا وأحلام مبعثرة _ قصة قصيرة
- حق الإيمان وحرية التدين
- التصحيح وممارسة حق العود
- حقيقة الشيعة والسنة كمصطلح سياسي
- الهرمنيوطيقا... دلالة المعنى في الواقع الإسلامي
- أنتصار الغائية


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية الغريب _ الجزء الأول , ح3