أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح1














المزيد.....

رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 18:14
المحور: الادب والفن
    


4
الخروج من العزلة كان أول قرار أتخذه عقلي بعد أن أوشكت أن أمزق كتاب الغريب وأذره رمادا ,أشعر بدوار جنوني يأخذني للمجهول كلما تعشقت بحروفه وتمكنت افكاره من أستجرار ذاكرتي نحو الهاوية السحيقة حينما أرى ومن التجربة أن عدنا لا يمكن أن يكون نبي ولا يصح له ولا أظنه باقيا على تصنيفه بشرا من بني آدم , أنه خليط متجانس فقط من عقل وروح وفضيلة تجعلك تتعرى بدون حياء من ذاتك لتغادرها بدون رجعة .
قررت أن أسير متمردا على كل التاريخ والمستقبل والحكايات لا يستحق شيء مما كان أن أقدم له احترامي , أكتشفت الخديعة الكبرى تأت من العقل وتنتهي به لذا سأبحث عن كل خطوة قطعها صديقي للبحث عن عالم أخر ,تركت فكرة الخلود خلفي وتغيرت معايير الإبداع ,تحركت كل مصفوفات الذاكرة من أماكنها الطبيعة صرت أشبه بالمهزوم في جولة النزال الأولى , إنها الضربة الموجعة إنها الضربة القاضية .
في سنين الطفولة وحين لم نمنع من أن ندخل بيوت الجيران بلا تردد لأننا أطفال كنت أتابع وعن كثب لغة تتداولها النساء بينهن وأحيانا كنت أشاهد حركات بريئة يسبقها الضحك من الأعماق بالطبع لم أفهم ما يجري ولكن ما يحدث يبقى في مخيلتي يبحث عن جواب ,حتى منع البعض دخولنا والبغض أمتنعن أن يفعان شيء كهذا أمامنا , تيقنت أنني صرت رجلا في نظر البعض أو هكذا أبدو .
عالم النساء والجمال أول ما لفت أنتباهي والأكثر أنه عالم ملئ بالأسرار ,حين تجتمع الناس مع بعض كنت ألاحظ كيف يتحاشين سمعي وبصري كما يتحاشين الظهور بما يتكلمن إنه طقس نسوي بامتياز لا تجد له مثيل عند الرجال وعالمهم ,كل ما أرجع بذاكرتي للوراء أكتشف أن المرأة في واقعنا مهزومة قبل النزال إنها تختار الهزيمة بدون سابق تردد ,لا يمكنها أن تتجاوز ضعفها وكأنها أسيرة هذا الضعف حبيسة ما يريد الواقع منها لا ما تريد الطبيعة , لذا تلتجئ لتخبئ نفسها خلف أصبعها لتوشوش لنفسها عن ما تريد عن إنفعالاتها وحيرتها عن كل شي يكونها وتتكون عليه .
شمس لم تكن من هذه الفئة أبدا حينما قررت أن تعط قلبها لعدنان وقفت أمامنا جميعا كنا أربعة نتنافس على قلبها , قالت وبكل جرأة لم نعهدها من قبل إنها تعشق عدنان وعدنان فقط ولا خيار لأحد في ذلك , أمنت أولا بما تقول فرحت أنها أخترت عدنان لكن الأخران كانا من صنف أكثر عدوانية وأقل عقلا ,بقى كل منهم يطاردها بنظراته وكلمات فقدت معنى البراءة بعدما قالت شمس ما قالت .
ذات الحال تكرر مع في الدراسة الجامعية مع أختلاف في صورة البطلة هنا, بطلتنا كانت من الصنف الذي يوشوش ويختبئ خلف ضعفه , نافست هذه المرة زميلا واحدا وكنا متعادلين حتى نهاية الشوطين بكل شيء ونقاط تفوقي تبدو واضحة للعيان ,منافسي كان مشهورا بهواية الحب متنقلا من زهرة لزهرة وحينما حصل قرار الأختيار خسرت الجولة كما خسرتها من قبل ولكن هذه المرة حانقا على زميلي رياض لأنني أعرف تماما من هو , جاءت واحدة من الموشوشات لتخبرني أن صاحبتها أسفة لا تملك مفاتيح قلبها فقدته يوم عرفت رياض .
صديقي عدنان يقول أن نصف أثام المرأة تقع على الرجل والنصف الأخر يتحمله الواقع , المرأة بريئة من ضعفها كما برأ الله الذئب من دم يوسف ,المجتمع الذي يفرق بين آدم وزوجته وهو يردد يوميا رواية أن الله خاطبهما بصيغة واحدة لم يفضل ولم يفصل بين الخطابين هو من يجعلونه مذنبا في حق المرأة ويقولون أن ذكوريته تعطيه سبب الإنحياز للرجل ولا بد أن تبقى حواء مجرد ظل ,مجرد تابع يتحرك بوجود آدم ,ظلموا الله وظلموا حواء وجلس آدم تحت الشجرة يتفيأ الظلال متمتعا بمشاهدة رشاقة وجمال وحسن حواء وهي تتوهم أنها تكسب قلبه ,لا تدري أن القلب هذا مثل القمع.
صديقي عدنان أنا معك بكل ما تقول في حق المرأة ولكن أسأل ألم تستفيد من كل تجاربها المرة مع الرجل ؟, لم لا تنحاز مرة لقوتها الجبارة ؟, لم لا تتعلم من الشيطان الذي لا يدانيها بالقوة أن تجعل غوايتها الطبيعية والتي من صلب التكوين سلاحها لتعدل الميزان وتجلس تحت الشجرة وتطلب منه أن يتمايل أمامها مرة هي ومرة هو ويعتدل الميزان .,صدقني صديقي أنا أتوق أن أشاهد نفسي مرة في هذا الموقف ولكن دون أن نحضر الأنا فقط نكون طبيعيين وتلقائيين في ذلك .
ربما وأقول من كتل الغريب ليس من سكان كوكبنا بل أوشك على الإيمان بفكرة أن ما جاء بالكتاب هو من عالمه الثاني أو نقل لثقافة ذلك العالم الغريب بل الطبيعي ونحن أشد فربة وأقل طبيعية منه ,كثرت الأسئلة وتنوعت إشكالياتي العقلية على جوهر ما فيه ولكن يبقى تجربة ممتعة أن تطلع على رؤية تبتعد منك لتقترب من الحقيقة , المسافة وحدها هي التي تبين لنا عمق المأساة عمق القضية .
اليوم ونحن نعبر الخمسين نحو الستين لم تعد أشغال الطفولة والشباب تجرنا نحو الأفكار الأولى تتقاذفنا مرة نحو اليمين ومرة نحو اليسار ,قد نكون مخطئين في موقف أو عدة , ولكن ما يجعلنا نصر على تلك الوقفة أنتصارنا للذات وليس أنتصار للعقل أو حتى الفكرة بذاتها ,المولودات في الوجود كائنات أو مكونات مجرد هيئات بالقوة قابلة للتعديل والتطوير بل وأحيانا تقبل أن تتحول للنقيض ,ومن يفعل ذلك الإنسان ,تعصبنا في الأنحياز للصورة الذهنية لموضوع ما هو ما يسبب لنا أحيانا الشعور الأنتمائي لموضوع قد يكون ميتا أو غير قابل للحياة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثالث , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثالث, ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح3
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح1
- صلاة في باحة المخمر
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح2
- بعض آيات من كتاب الغضب
- هم وأنا ..... وهم
- هل يستحق الأمر أن نتفكر بالموت أم نحرص على أحترام الحياة
- البحث الممل _ قصة قصيرة
- ملامح عصر الأزمة
- حديث خاص بصوت عال
- الإبداع في قراءة النص
- كيف نقرأ النص
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح2
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح1
- صبرا وأحلام مبعثرة _ قصة قصيرة


المزيد.....




- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح1