أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - رحلة ما بعد الموت














المزيد.....

رحلة ما بعد الموت


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


الفتاة الناعمة الرقيقة ماريا بنت الحسب والنسب من أسرة نبيلة واسعة الثراء وتقيم في قصر بالغ الفخامة تدعو إليه نجوم المجتمع السوري في حفلات أنيقة ورائعة , وفي إحدى تلك الحفلات التقيتها .. كنت فقيراً اعمل يوميا كي اعتاش واليوم الذي لا اعمل به .. لا أأكل .. ولكني كنت املك صوتا جميلاً يرغب زملائي ان احضر سهراتهم فكنت اغني بلا مقابل وأحرك الأجواء واجعل الجميع سعداء .. وكان شكلي مقبولاً .... .
ماريا الجميلة كانت مخطوبة للشاب كفاح ابن رئيس احد كبار المسؤولين ورجال الاعمال في الدولة ... كان ذائعاً للصيت في في النفوذ المالي والسياسي ..
ماريا في الحفلة .. اشارت مرات عديدة بي .. وهي ما دابت عن كيل المديح والاطراء لي .. كنت اخشى لمجرد النظر اليها .. أين انا وأين هي .. لكنها كانت مصرة ان تشجعني وتصفق لي وتشاركني الغناء .. .. في احدى المساءات وأثناء خروجي من من منزلها .. كان خطيبها كفاح بعيدا بعض الشيء أعطتني ظرفاً .. وضغطت على يدي وهي تعطيني إياه .. هامسة لي .. اعتبرني اختك ..
عندما ابتعدت عن منزلها .. فتحت الظرف .. وجدت به مبلغا من المال بالدولار ورسالة .. قالت بها .. هذا عربون محبة واعجاب .. أرجو ان تتقبلها .. انت تستحق اكثر من ذلك ...
احتفظت بالظرف كما هو وبت انتظر مناسبة أعيده اليها .. فأنا ارفض الشفقة من احد .. بعد قرابة عدة أشهر جاءتني دعوة لحضور زفاف ماريا وكفاح ..
ضاعفت ساعات عملي بما يسمح لي بان اجمع ثمن بوكيه كبير من الورد ...
في الحفلة كانت فرقة موسيقية ومغنون وفنانون يتناوبون في الغناء والرقص .. في منتصف الحفلة تم طلبي عبر المايكروفون كي اغني .. لم ارغب بذلك .. ولم أستجيب .. تكرر الطلب .. أيضاً .. لم أتقدم الى البيست .. لكن ماريا أتت بنفسها الي ومسكت يدي وسحبتني .. قالت لي .. الا تغني لأجلي ..
غنيت وطلبت ان يرافقني من الموسيقيين .. عازف الايقاع فقط .. غنيت ثلاث اغنيات .. كان التصفيق مدهشاً والجميع يطالبني بالاستمرار .. لكنني اعتذرت .. حاولت ان التقط فرصة كي أعيد المبلغ واتشكرها .. لكن لم يتسنى لي ذلك ..
بعد أن تزوجت ماريا .. اكتشفت ان كفاح فظ غليظ القلب, لم تحتمل قسوته فمرضت مرضاً خطيراً حتى ظهرت عليها كل دلائل الموت الحقيقي..فدفنت في مقبرة عادية خارج حدود البلدة التي ولدت فيها حسب وصيتها.
حين علمت بنبأ وفاتها..
ذهبت إلى قبرها حيث تملكتني رغبة جامحة في أن احتفظ من آثارها بشيء يذكرني بها طوال حياتي . وبعد أن انتصف الليل وأصبح المكان مهجور أخذت احفر قبرها حتى أخرجت التابوت ثم نظرت بداخله وأخذت ابكي ..
اقتربت من رأسها واجتزيت خصلة من شعرها وانا أتحسس وجهها في رفق وأسى. وإذا بأهدابها ترتعش ثم تفتح عيناها الجميلتان. صعقت فزعا..ولكنني تمالكت قواي وسرعان ماحملتها وسرت بها إلى مسكني المتواضع..وأسعفتها حتى أفاقت.

أسرعت إلى المقبرة قبل شروق الشمس , فدفنت التابوت الفارغ , حتى لا يدري بسرها أحد..ولزمت مسكني عدة أيام حتى استرجعت صحتها كاملة موفورة..
بعد ان أصبحت قادرة على الحراك .. ذهبت ليلاً من دون علم احد جلبت جواز سفرها .. و اتفقت معي على السفر الى أمريكا حيث بدانا حياة جديدة .. بعد عشرين سنة كاملة .... عدنا الى دمشق لقضاء إجازة الصيف بعد ان تأجج الحنين لرؤية دمشق .. بعد سهرة في احد مطاعم دمشق القديمة .. قالت لي هيا نكمل السهرة في ديسكوتيك الشيراتون .. هناك وقفنا معاً امام البار وفجأة تولتها رعشة عنيفة ... شاهدت عينين ثاقبتين تطيلان التحديق فيها.. إنهما عينا كفاح زوجها السابق الذي تقدم اليها قائلاً: إنك تشبهين كثيراً سيدة أعرفها!! أفزعها الموقف..
ظنت أنه عرفها .. .. تمالكت أعصابها .. ولزمت الصمت ..
ظل كفاح يصعد بنظراته حتى توقف عند ذراعها الأيسر.. لقد شاهد الندبة على ساعدها .. حيث تجمد الدم في عروقها .. اثر قذفها مرة بمطفأة السكائر أصابت ذراعها هذا بجرح عميق ترك أثراً بعد التآمه.. فصاح" كفاح ، ( ماررررريا ) !!!
أمسكت بيدي واستندت الى كتفي وقالت له عن كل شيء ....
وكيف أن حبي لها أنقذهامن الموت.. فما كان أمام كفاح إلا ان يعترف بالأمر الواقع ويطلق ماريا ..
وبعد انتهاء العدة .. تزوجنا بحفلة بسيطة ناعمة من دون صخب وأضواء ..



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن اعود
- يوميات موظف
- بعد الغياب ..
- التوبة
- جنية على الطريق
- ،قمر وثلاث نجوم
- الجدران الصامتة
- الشمس تغرب باكية
- في عيوني
- قصة قصيرة جدا ... احبك كثيرا
- في الانتظار
- اللقاء الاخير
- الثوري العربي
- نبذة عن اعمال الكاتب والأديب علم عبد اللطيف
- الروائي الأديب علم عبد اللطيف
- سكين ام خالد
- لا عزاء في حارتنا
- صحتك بالدنيا
- وبالوالدين إحسانا
- اللحن الساحر


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - رحلة ما بعد الموت