أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - جنية على الطريق














المزيد.....

جنية على الطريق


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 10:06
المحور: الادب والفن
    


انا وصديقي الدبلوماسي في السفارة السورية في اسلام أباد ..
كنا نتحدث وصديقي يقود سيارته المرسيدس .. شاهدنا على بعد .. امرأة تحمل طفلا تقطع الشارع .. كان تقدير صديقي انها ستعبر قبل وصوله فلم يخفض من سرعته .. لكن الامرأة تباطأت كثيرا ثم وقفت ثم مشت .. صديقي تلبك كيف يذهب .. فجأة وجد نفسه قريباً جدا منها .. يضغط على الفرامل لكن السيارة تزحط على الارض .. وتصدم المرأة الباكستانية التي تحمل طفلا وترتدي الزي الباكستاني البرتقالي المعرق .. تأتيها الصدمة على ساقيها فاجدها تتدحرج على غطاء المحرك وتنقلب على النافذة الأمامية من جهتي وينكسر الزجاج ثم تنقلب المرأة الى جانب الطريق من جهة العجلة الأمامية اليمنى .. فينحل حزامها وينفلت ثوبها ويظهر ثدييها .. لكنها تبقى متمسكة بطفلها وسرعانا ما لفت ثوبها على صدرها .. قلت لصديقي .. هيا نسعفها ..
قال : لا .. يجب ان نهرب هنا منطقة قبائل وسيقتلوننا ويمثلون بجثثنا .. بلعت ريقي .. مسحت وجهي بكم قميصي .. هربنا وبعد اقل من واحد كيلو ميتر .. توقفنا بمكان جانبي . اتصل الصديق بالسفير وروى له ما حدث .. قال مصيبة .. غدا الصحف الباكستانية ستنشر جميعها الخبر وان دبلوماسي سوري دهس امراة وهرب ..
قال يجب أعلام البوليس .. أعطيناه عنوان المكان الذي تم به الدهس ..
قال إبقو مكانكم وسأقول لكم ماذا تفعلون .
ما هي الا دقائق ..
قال السفير عودو الى مكان الحادث .. وجدنا ضابط في الأمن الباكستاني .. اخذ إفادتنا وقلنا عما جرى تماماً .
قال هنا لم يقع اي حادث إطلاقا ..
لا احد طلب الشرطة لتنظيم ضبط ..
قلنا له : هذه الاثار لفرامل العجلات .. هي اثار عجلات سيارتنا
قال لنا هنا وعلى بعد خمس دقايق مشيا على الأقدام يوجد مخفر .. سألناه وقال لم نسجل اي حادثة
قلت له : ارجو ان تتصل بالمشافي القريبة اذا وصلتهم أية حالة إسعافية .. قال وزعنا برقية الى جميع المشافي .. كلهم قالو لا يوجد أية حالة إسعافية لامرأة وكل الإسعافات التي تمت مضبوطة مواقعها وفاعليها ..
قلت له فلنسأل ذلك البايع على جانب الطريق لقد كنا على مرمى نظره ..
وقفت في نفس المكان الذي سقطت به المرأة ..اندهشَت .. لم اجد شيئاً .. عاينت الرصيف .لم ار دما او ماشابه ..رأيت آثار انزلاق العجلة على وجه الإسفلت ..وقفت هنيهة وانا انظر في كل الإتجاهات ..كان الناس يمرون من الشارع جيئة وذهاباً دون أن يشعرهُ أحداً أن في الأمر شيئاً

تنحنحت ، ثم صحت بصوت عال :أرجوكم ارشدوني .. امراة. وطفلها تعرضت للصدم في هذا المكان ..من يعرف عنها شيئاً؟

كررت السؤال مرة ،ومرتان ،وثلاث .. ولم أظفر بجواب ، ضربت على السيارة بقبضة يدي وصحت بلوعة “ياناس نحن صدمنا امرإة تحمل طفلها هنا في هذا المكان .. ..

أرجوكم اخبروني عنها ..أنت يابائع السجائر صاحب الكشك ألم ترانا ندهس المراة وطفلها كانت تعبر من هنا ؟

هَّز صاحب الكشك رأسه بالنفي .. صرخت مرة ثانية بلا شعور : نحن الذين صدمنا المراة وانا شاهدتها متكومة على هذا الرصيف ، وهذا انبعاج في مقدمة السيارة وكسر في البِلوّر الأمامي .. من شدة الصدمة ..

اقتربَ منا البايع .. أخذته من ذراعه وقلت له

__ انظر إلى آثار الصدمة .. تعال أنظر ؟!

ضحكَ البائع بسخرية ،وهو ينظر الى جانب البِلوّر المهشم ..

فيما وقفت مشــــــدوهاً قالباً شفتي …..لا اعي اين اختفت المرأة وطفلها ...

قضيت عقدين وما زلت ابحث عن لغز اختفاء حادثة الصدم .. وانا أراها في كل لحظة امامي .. كيف انقلبت المراة متمسكة بطفلها على نافذتي حيث أملت رأسي بشكل لا إرادي. تجنبا لارتطامها بي ..



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ،قمر وثلاث نجوم
- الجدران الصامتة
- الشمس تغرب باكية
- في عيوني
- قصة قصيرة جدا ... احبك كثيرا
- في الانتظار
- اللقاء الاخير
- الثوري العربي
- نبذة عن اعمال الكاتب والأديب علم عبد اللطيف
- الروائي الأديب علم عبد اللطيف
- سكين ام خالد
- لا عزاء في حارتنا
- صحتك بالدنيا
- وبالوالدين إحسانا
- اللحن الساحر
- حب دامي
- المكافأة الكبرى
- وداعا
- كابوس بيروت
- القضية الصعبة


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - جنية على الطريق