أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - الثوري العربي















المزيد.....

الثوري العربي


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 09:58
المحور: الادب والفن
    


الثوري العربي

1990
كنت ممددا على اريكتي .. رافعا ساق على الجانب الأيمن للاريكة والساق الاخرى ممدودة على طولها .. أتابع مع أسرتي برنامج تلفزيوني عن شاب مصاب بمرض السرطان ..
وهو يجوب العالم على دراجة عادية من اجل الدعم لمرضى السرطان ..
كانت لحظات مؤثرة .. عندما تحدث عن معاناته وكيف يصارع المرض بإرادة قوية ..
الهاتف يرن ..
ابو فاتح .. مدير المدرسة العربية في موسكو عراقي ...
الو : استاذ سمير ..
ما عليك امر .. ممكن أشوفك في الحال .. وقد كنت انا المعاون له ..
كان صوته متهدجا خائفا .. تارة يخفض صوته وتارة ترتفع ..
ارتديت ثيابي وتوجهت الى الموعد المتفق عليه في مطعم ازربيجاني ..
وجدته جالسا باحدى الزوايا...
منزويا على نفسه .. متقوقعا لا يظهر من وجهه الا القليل ..
ما ان وصلت بقربه لأسلم عليه ..
مسكني من حزامي .. وصوته الخائف .. - قال ( أيدي بزنارك ) السفير غافل جاسم ( ابو أزهار ) يريد اعدامي ..
- العما .. شوووو .. نعم .. لقد اتهموني بسرقة 430-$-
اخرجت من جيبي 430-$-
- هل هذا يحل المشكلة ..
-قال لا انهم يريدون أخذي للعراق .. وهناك ستتم تصفيتي ..
- سمي بالرحمن يارجل ..
طول بالك ابو فاتح ..
- الموضوع جد يا استاذ سمير .. اريد حمايتكم أنتم السوريين ..
اتصلت بأحد أصدقائي واعرف ان لديه شقة بعيدة عن الأنظار عرضها علي مرة اذا اردت استغلالها في علاقة جانبية مع صبايا موسكو ..
- مرحباً ابو حميد ..
الشقة التي عرضتها علي هل مازالت متوفرة ..
- شو ابو سمرة الله يقويك .. لعيونك .. بس بدك ترفع رأسنا هاه ..
- راسك مرفوع ابو حميد .. ولا يهمك .. - قال انا والشقة تحت تصرفك .. ولكن قل لي ابو سمرا كم وحدة معك ..
- هذا سر ..
أعطني المفتاح ودلني على العنوان .. ولم اجعل راسك غير مرفوع ..
- ( حيو ابو سمرا) .. قلت له أريدها اربع وعشرين ساعة قابلة للتمديد ..
- شوووووو كل هاد .. انا بعد ساعتين بفرط .. من اين لك هذه القوة ..
- هههههههههههه
اخدت ابو فاتح .. الى الشقة ..
أحضرت له بعض المواد الغذائية .. وتركته في الشقة ..
واتفقنا على اللقاء في اليوم التالي ..
في الصباح .. السفير العراقي ياتي الى مكتبي ..
استاذ سمير من بعد إذنك ..
اريد ان اجتمع مع البعثة العراقية ..
قلت له لا يجوز الاجتماع هنا .. قال انا اطلب منك لاني اعرف مواقفك الوطنية ..
اريد الاجتماع هنا بحضورك .. بذلك لااكون قد تجاوزت ميثاق الجامعة .. الذي يمنع هكذا اجتماع ..
لم أكن ارغب بكسر طلب السفير .. فانا اعرف انه يقدرني جدا .. وهو كان دايما يرسل لي رسائل الإعجاب بي بانني كنت دائماً .. جامعا للجالية العربية ...
دخلنا الاجتماع وجلس السفير وطلب مني ان اجلس بجانبه ..
الى هنا لا اعرف ما يريد .. لكن توقعت بان يتحدث عن ابو فاتح ..
بدا الحديث .. العالم كله حشد قواه ضد العراق .. من اجل كلاب الكويت والعملاء من ال الصباح ..
قاطعته .. وقلت له ارجوك يا سيادة السفير ان تتحدث بالشأن الذي انت أتيت من اجله دون توجيه شتائم لاحد ..
قال .. ماشي
يا شباب ( اكو عراقي مالتنا ) .. نحن نحارب العالم وهو يسرق ..
ماذا سرق .. قال لقد زور فاتورة بإصلاح سيارة بقيمة 430-$- وقد صلحها بمبلغ لا يتجاوز ال 25-$-
انبرى العراقيون الحاضرون في الاجتماع .. للتطوع لقتل ابو فاتح ...
استاذ الرياضيات هب منتقضا .. انا أتطوع لتصفية ابو فاتح .. ومستعد ادخل السجن ..
استاذ اخر واخر .. وكلمات انا ( انا اترخص ) وبدأ الهرج والمرج ..
كان صدام حسين ماثلاً في وجوه أكثرية العراقيين ..
يا الهي .. كيف احمي ابو فاتح .. وهو مختلس .. واخبئه عندي ..
ابو فاتح فاسد ولكن هل يستحق القتل ..
السفير ابو أزهار رجل غيور على بلده .. انه يكافح الفساد ..
ماذا افعل .. ابو فاتح قال لي ان سبباً اخر هو الدافع لهذه الحملة ضده ..
ماهو موقف العراقيين اذا عرفو انني اخبيء ابو فاتح ..
السفراء العرب سيجتمعون الأسبوع القادم ..
ماذا اعمل .. انا شريك بالجريمة اذا كان ابو فاتح فعلا مختلسا ..
لقد مسك بحزام بنطالي ولجأ الي وطرق بابي .. وهو يترجاني ..
كلماته المتلعثمة لم تذهب من أذني .. وجهه الأصفر .... شحوب وجهه ..
كلمته لي ( انا عندي ولد واحد هو فاتح ) ... تعرفت مرة الى شكله ..
كنت شاردا .. وأصوات العراقيين تستمر بالصياح .. لازم نمحي ابو فاتح من الوجود .. ابو فاتح انه عميل انه يسرق العراق والعراق في محنة ...
ابو فاتح عار علينا ..
كدت ان أقع في الارض .. كل وجع العالم نزل في راسي .. ماذا افعل ..؟؟
كيف تسول نفسه على هكذا مبلغ .. وقد كان يحاضر بنا ... بالشرف والنزاهة ..
انفض الاجتماع .. رافقت السفير الى سيارته ..
وبعد ان جلس في السيارة .. اقتربت من نافذته ..
همست به ..
ارجو ان تعالج المشكلة بهدوء سعادة السفير .. أنتم بحاجة لان تكونو متضامنين .. ومع ذلك ماذا يمكنني ان افعل للمساعدة ..؟؟؟
قال : ابو فاتح بحكم المنتهي ونحن لا نريده ..
طلبنا مديرا آخراً بدلا عنه وابو فاتح من البارحة قد توقف إيفاده ... ويجب ان ياتي الى السفارة .. كي نسفره ..
بعد الظهر .. ذهبت الى عند ابو فاتح ...
نقرت على الباب .. لم يفتح ..
ثم فتحت .. لم اجده ..
بحثت عنه في الحمام والمطبخ ..
هاهي رسالة على طاولة المطبخ ...
( انا بعد ساعات ساكون قد دخلت السويد .. )
الحمد لله لقد ريحني ..
انتهت الحرب وتم تحرير الكويت ..
رجعت الى سوريابعد سنتين ..
في عام 2003 قامت الحرب لإسقاط صدام حسين ..
على شاشة التلفزيون
احمد الجلبي وأبو فاتح مجتمعان مع بريمر ...
أغلقت التلفاز .. وقفت امام المرآة ..
نظرت الى نفسي بازدراء ... وانا اتمتم مع نفسي ...
ما اشطرنا في تحويل أنفسنا من فاسدين ملاحقين الى ثوار ..



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبذة عن اعمال الكاتب والأديب علم عبد اللطيف
- الروائي الأديب علم عبد اللطيف
- سكين ام خالد
- لا عزاء في حارتنا
- صحتك بالدنيا
- وبالوالدين إحسانا
- اللحن الساحر
- حب دامي
- المكافأة الكبرى
- وداعا
- كابوس بيروت
- القضية الصعبة
- الشرطي
- ذاك الصباح
- ذو الرداء الابيض
- القائد المحتال
- الوسام
- سيدة اللانجري
- الانكسار
- الهارب


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - الثوري العربي