أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج 2














المزيد.....

سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج 2


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 18 - 00:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


س : هل الثقافه العربيه ( أدب _ فن _ فكر _ سلوك ) ثقافه عنصريه تراثيه قبليه أم إنسانيه تقدميه حداثيه ، وهل توجد علاقه بين الموروث الدينى و الثقافى و بين ما تتعرض له المنطقه العربيه من صراعات و أزمات ؟
نستطيع تقسيم التاريخ العربى الى ثلاثة مراحل كبرى ، بالأستعانه بالنموذج الخلدوني في دورة الحضاره ، المرحلة الأولى هي مرحلة النشوء والظهور إذ في هذه المرحلة بدء العرب بالخروج من قوقعتهم الجغرافيه والاختلاط بحضارات وثقافات جديدة . تميزت أغلب هذه المرحلة بالحروب والتوسع لكن في أواخرها وبعد استقرار الدولة بدأت النخب السياسة في الأنفتاح على ثقافة وأفكار الحضارات السابقه لتكريس الدوله الجديده وتنظيمها. وقد كانت الثقافه في أولها ثقافه دينيه ساذجه و بسيطه . تقترب جداً من مرحلة البداوه و معالم الدولة لم تتضح الا في الأواخر .
وهذا ما سيقودنا الى المرجلة الثانية حيث بدأت عملية الاهتمام بالفلسفة والعلوم والادب والفن . وقد كانت هذه المرحلة من مراحل التاريخ الاسلامي من اخصب المراحل واكثرها نضوجا وقوة إذ تنوعت التيارات الفكرية والسياسية والدينية وظهرت الترجمات الكبرى لكتب الفلسفة والعلم. واهتمت النخب الفكرية أنذاك بشتى انواع الفكر والادب. وانتشرت المكتبات . وقد كانت المدن الاكثر تحضرا وتنوعا ثقافيا ليبرالية منفتحة الى اقصى الحدود فقد كانت النساء وزيرات أو كاتبات او شاعرات او حتى نساء دين وثقافة وفكر وقد شاركن الرجال في اغلب المناصب .
كما أن الجو العام نحو الاقيات الدينية الاخرى تميز بالتسامح. لكن هذه المرحلة من التاريخ الاسلامي اتسمت ايضا بالصراع على السلطة . والاحتكاك بالاديان والفلسفات المضادة للأسلام فبرز الجدل اللاهوتي بقوه . هذا الجدل اللاهوتي في رأيي مع انتهاء فترة التدوين للسنة والذي عجل بظهور مدرسة أهل الحديث والتي بدأت تكتسح الساحة السياسة والاجتماعية أنذاك عجل بأنهاء هذه المرحلة الغنية فكريا ودينيا لصالح قوى الرجعية والظلام. فأنتصر الفكر اللاهوتي التقليدي متمثلا في الحنابلة والاشاعره ، وتم حصار المدارس العقليه والفلسفية الأخرى وبدأنا الدخول في عصور الانخطاط .
إن الادب الذي كتب في عصر النهضة الاسلامية وبدايات عصور الأنخطاط يمتلك الكثر من التنوع والبعد الإنساني ونزعة التحرر من قيود الدين والمجتمع بل هناك كتاب ومفكرون كانت لهم الجرأة في نقد الدين كالرازي الطبيب اللاديني المشهور وابن المقفع وابن الراوندي وابي العلاء المعري وعمر الخيام وابن سينا وغيرهم من المفكرين الأسلاميين .
في الناحية الاخلاقيه فقد كان هناك دعاة للتهتك والتحرر من القيود الاخلاقية الدينية وقد كتبوا في ذلك الأشعار و الكتب .
أما المدارس الصوفيه فقد تميزت بفلسفة إنسانيه رائعه إذ كان روادها من أصحاب الفكر الإنساني العالمي الجامع إذ نجد لديهم الدعوة الى وحدة الاديان وانهاء التفرقة بين البشر على اساس ديني، كما نراهم يركزون على البعد الانساني والاخلاقي في الجانب الديني على حساب أنماط التدين الطقوسيه التي اتسمت بها المدارس الفقهيه التى سادت .
لكن هذا سرعان ما تبخر تماماً بعد انتصار الأشاعره وغرق المدارس الصوفية في الدجل والسحر والشعوذة والخرافه ، فأنتشر التدين الطقوسي وتم محاصرة المرأة ومصادرة حقوقها وانتصرت الثقافة الذكورية البدوية كما أن العقل العربى أصبح عقلاً غارقاً في الميتافيزيقا.
فقد استبدل المنهج التجريبي الاستقرائي في الفروع الدينية والعلمية بعقل أرسطي لاهوتي تجريدي بعيد عن الواقع ممزوجاً بعقل أسطوري عقيم زيف الواقع وشوهه فأنتشرت الخرافة والجهل وطمس التفكير العلمي العقلاني. و أنتشر التعصب الديني وثقاقة الأقصاء ومحاصرة الفكر المخالف.
كما أن السلطة استسلمت للفكر السائد فحولت التعليم الى تعليم ديني بحت لا ينتج سوى اصحاب العمائم واللحى الطويله . ومجدت الحكم الفرداني وقيم الدكتاتورية وعمقت فلسفة القوه
و الغزو ، وإن كان الفكر العربي في أصله ممجدا لقيم القبيلة كالغزو والسطو وتمجيد روح القوة وثقافة القطيع ، لهذا فالعرب اليوم هم نتائج مرحلة الأنحطاط بكل أرثها الفكري و الديني
و الاجتماعي ، و التي أسهمت بقوه في الرجوع إلى الأعقاب ومعانقه قيم القبيلة مجدداً وتمجيد الثقافة الذكورية الابوية وسحق قيم أحترام المرأة و أحترام الحرية الفردية والفكرية والقيم الانسانيه.
فيما يخص الشق الثاني من السؤال (وهل توجد علاقه بين الموروث الدينى و الثقافى و بين ما تتعرض له المنطقه العربيه من صراعات و أزمات ؟)
أظن نعم فهناك نسبه كبيره من تأثيرات الموروث الديني و الثقافي في مفاقمة مشاكل المنطقه أضافة إلى أسباب موضوعية أخرى ، فثقافتنا العربيه (ربما يختلف من منطقة الى اخرى) تغلبت عليها قيم البداوه و أفكارها على قيم المدينه كما يقول المفكر الكبير علي الوردي. فالتعصب الديني والانغلاق الفكري والميل نحو قيم العنف واقصاء الاخر هي كلها موروثات بدوية اقتضتها الطبيعة الصحراوية القاسية التي اجبرت القبائل على العيش في تكتلات
و أعتماد قانون الغزو لضمان البقاء . أضافة الى ان الفكر اللاهوتي الديني المنتشر بشده في أوساط المتدينين يمجد الاتكاليه
الفكرية والتقليد والخضوع للفقيه ورجل الدين ، ويفسر الواقع والتاريخ تفسيرا دينياً محضاً ولا يهتم بالأسباب الطبيعيه والموضوعية للأمور، فالعقل الديني العربي عقل جزمي يدعي أمتلاك الحقيقة الكاملة ، وتكراري غير منتج لأن العقل في الفكر الديني لا دور له في الإنتاج المعرفي فهو تابع مطيع للوحي ونتائجه ، كما انه عقل منفصل تماماً عن الواقع ، ونظرته للحياة نظرة سلبية فهي نظرة تتسم بالتنكر لقيم الحياة الدنيويه ، فلسفتنا الدينية هي فلسفه أخروية كارهه لدنياها ومحتقرة لها ، بالرغم من أن العربي غارق في ملذات الحياة لكنه يفتقد للروح والديناميكا النفسيه التي تجعله إنساناً بانياً للحضاره . كل هذا أضافةً الى الأسباب السياسه المتشعبه أدت الى أنتاج واقع متأزم ومعقد. وفي رأيي فإن العقل العربي يحتاج الى أعادة تشكيل جديده و جذريه .



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج ...
- حوار مع الباحث و المثقف السورى حسن خالد ج 1
- حوار مع الباحث و المثقف السورى حسن خالد ج 2
- الشاعر و الناقد ريبر هبون يحاور سامح سليمان حول الدين و مؤسس ...
- حوار فلسفى هام و عميق مع الباحث و المفكر المصرى أحمد سعد زاي ...
- مناظره هامه بين المفكر المصرى سامح سليمان و الشاعر وحيد راغب ...
- حوار فلسفى مع الباحث و المفكر المصرى أحمد سعد زايد ج 1
- حوار هام و عميق مع القس المصرى المستنير رفعت فكرى سعيد
- حوار مهم و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار مع الباحث و الكاتب الصحفى المصرى روبير الفارس ج 2
- حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار مع الباحث و الكاتب الصحفى المصرى روبير الفارس ج 1
- حوار جرئ جداااااً مع المفكر و الشاعر و الناقد ريبر هبون ( ج ...
- حوار جرئ جداااااً مع المفكر و الشاعر و الناقد ريبر هبون ( ج ...
- حوار هام حول قضايا المرأه بين التغطيه و التدليس و التسليع
- أزمة مجتمعاتنا العربيه بين رجل السلطه و رجل الدين ج 1
- تعريف و رأى حول الزواج المدنى و الزواج المختلط


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج 2