أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج 1















المزيد.....

سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج 1


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 00:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قام بأعداد و أجراء الحوار : سامح سليمان .
نرحب بك أستاذ عبد المؤمن و نرجوا منك أن تحدثنا عن شخصك الكريم .
أنا عبد المؤمن لطفي ، شاب جزائري ابلغ من العمر 33 عام ، أعزب ، مهندس برمجيات.
نشأت نشأه عاديه جداً فأنا أنتمي إلى عائلة تقريباً هي من الطبقة المتوسطة فكل من الوالد والوالده معلمين في المرحلة الثانوية . أمي إنسانة متدينة جداً ، أما والدي فهو غير مهتم بالدين لأنه من الجيل السبعيني الذي تربى على القيم الاشتراكيه .
أما أنا فقد كنت متديناً إلى حد ما في ريعان مراهقتي ، فقد كنت أواظب على المساجد وحينما بدأت السلفية بالزحف على مساجد الجزائر في أواسط التسعينات أستقطبتني الى حد معين حيث بدأت بقراءة كتب بعض رجال الدين السعوديين والتي كانت تخالف طبيعة تربيتي فقد كنت أراها متشددة جداً كتشددهم الغير عقلاني في عدم الأختلاط مع البنات والنظر اليهن مع إني تعلمت و درست و كبرت في مجتمع يختلط فيه النساء والرجال بطريقه عاديه لكن في حدود هي أقل تشدداً بمراحل مما وجدته في كتب الدين الوافده .
أذكر أنني أهتممت بكتب رجل دين سوري اسمه الألباني وهو مهتم بالشأن ألحديثي
(علوم الحديث) فأنكببت لفتره على قراءة كتب الحديث ودراسة علم الرجال والذي أفادني فيما بعد في فهم التاريخ الإسلامي جداً ومراحل تطوره.
هذا الأهتمام الحديثي قادني إلى مستشرق يهودي (يوسف شاخت) والذي كرس دراساته لأصول التشريع الإسلامي ، وبطبيعة الحال فقد تناول تاريخ السنة في دراساته (أصول الفقه على
ما أذكر) ، و هنا بدأت التعرف على مناهج علميه جديده غير التي عودتنا عليها كتب التراث ،
كما قرأت مقتطفات لكتابات مستشرق ألماني اخر أسمه كارل بروكلمان و الذي تعرفت عليه بمحض الصدفه في كتبات أحمد شاكر المحدث المصري الشهير.
ولقد كانت السطور التي كتبها بروكلمان بمثابة الصاعقه التي حلت علي و كدرت علي أنذاك
( سباتي الدوغمائي ) و ثقتى فى صحة كل ما كنت أعتقد بصوابه .
هذا عدا عن أهتمامي بالفلسفه اللاهوتيه في الإسلام و الأطلاع على بعض أفكار الفلاسفه والمتكلمين الإسلاميين كأبن سينا و ابن رشد والرازي وابن تيمية وأفكار المعتزلة والشيعة وغيرهم.
وقد قرأت أيضا لكتبات بعض الإصلاحيين العرب والمسلمين من اهمهم عابد الجابري ومحمد أركون و أظنهما اول من التفت أخيرا لتفكيك بنية العقل العربي وفهم آليات تفكيره .
فأغلب الإصلاحيين هم أما اصلاحيون سلفيون ومشروعهم هو مشروع روحي بحت لا يعير اي اهتمام للجانب المادي، كالسيد قطب والمودودي او الحركة الوهابية .
أو اصلاحيون عقلانيون يرون أن الإصلاح يجب ان يكون من داخل المنظومة ذاتها
( التنقيب في التاريخ الاسلامي والعثور على نسخة عقلانيه تقبل بالتحديث وتستطيع التواكب مع روح العصر) ، كمالك بن نبي ومحمد عبده.
كما لا أنسى أبداً كتابات المفكر العراقي الكبير علي الوردي والذي له كبير الأثر في طريقة تفكيري ، و أنا أرى أن هذا الرجل هو أبو التنوير العربي بلا منازع .
بالموازاة فقد كنت اقرأ كتباً في الفكر الغربي فقد قرأت نقد الدين لفيورباخ و الذي فسر ظاهرة الدين بطريقة عقلانية رائعة تستند على سيكولوجيا الإنسان و أماله وأحلامه .
كما قرات عدة كتب لسيغموند فرويد ، كانط ، هيوم وأغلبها تركزت في فلسفة الدين والاخلاق.
كما أني اطلعت على أفكار هيجل أبو المدرسة الجدليه و ماركس صحاب الجدلية الماديه والفكر الشيوعي.
ولا اكذب أو أبالغ ان قلت ان ماركس صاحب عقلية جبارة جداً ، بالرغم من الرؤية المسيانيه التي أكتنفت فلسفته الماديه ، فقد أستطاع الأهتداء الى نموذج فلسفي فكك من خلاله تاريخ تطور الأفكار والمجتمعات ، وفهم الأسس الفكريه والماديه التي تحكم الجماعات البشريه ،
عدا عن أفكاره عن الايديولوجيا ودورها في حفظ مصالح المتسلطين وعلمية الاستلاب التي تمارسها على الطبقات الضعيفه و المهمشه .
س : ما تقييمك لما يسمى بثورات الربيع العربى ، هل كان ربيعاً عربياً أم خريف أصولى صناعه أمريكيه ؟
تحليل نتائج الثورات العربية واهدافها ودوافعها يحتاج الى اخصائيين وفلاسفة وسياسيين ومراكز دراسات علمية واجتماعية لفهم وتفكيك الظاهره .
لكن ساحاول أن أدلي برأيي في القضيه ، و التي ربما ستكون مختلفة نوعاً ما عن الأراء المتداوله على الساحة السياسيه أو الفكريه .
الجماهير كما يقول غوستاف لوبون المفكر و الأجتماعي والسياسي الفرنسي الشهير في كتابه "سيكلوجيا الجماهير" هي معاول هدم أو بناء، إذ ان الجماهير بطبيعتها تفتقد الى روح النقد والعقلانية بل هي عبارة كتلة من العواطف والمشاعر الجارفة ، و العاطفة في الغالب الأعم مرتبطة بالعفويه و السذاجه و الغباء و ربما الأجرام و البربريه .
لهذا فإن الجماهير إن افتقدت لموجهين يوجهونها ويقتادونها الى الطريق الصواب فسرعان ما تتحول الى الهدم و الأجرام أو ربما انقلبت على أعقابها وعادت الى تفكيرها القديم و بدئت في مقاومة التغيير الذي خرجت من أجله ، فالجماهير بطبعها محافظة و رجعيه تميل الى الحفاظ على تفكيرها القديم كما أن الموروث الثقافي الديني و الأجتماعي يعد عاملاً مهماً جداً في تحريكها ودغدغة مشاعرها وتجييشها .
لهذا و بحكم العوامل السياسيه و الماديه و الاجتماعيه و الموروث فأن ما حدث كان متوقعاً تماماً ، فما حدث لم يكن سوى هبات شعبيه ثائره و حدتها المظالم المتراكمه و السياسات السلطويه التي كانت نتائجها غضب شعبي عارم .
لا أخفيكم أنني كنت من مناصري هذه الأنتفاضات الشعبيه بحكم التسرع في فهم القضيه.
فحتى الدوائر الغربيه أنذاك رأت في الثورات العربيه إعاده للثورات الأوربيه في القرن السابع عشر والثامن عشر، بحكم الثوره المعلوماتيه التي قامت بعولمة المفاهيم الغربيه التي قامت على أساسها الثورات الأوربية كالعداله و الحريه و المساواه .
لكن تبين فيما بعد أن القاعده الشعبيه لا شأن لها بهذه الشعارات التنويريه و أن القله القليله هي من يحملها فقط ، وبفعل هذه الحقيقة المرة فقط طفى الى السطح الأسلام السياسي و الذي كسب و سيكسب في رأيي قلوب القاعده الشعبيه ، لأن الاغلبيه محكومه بروح القطيع و مطبوعة على السيكولوجيا الجماهيريه التي تحركها العواطف الدينيه .
فالثقافه العربيه تعشق العيش في قطعان و تذوب في الزعامات فهي ثقافه أنثوية تعشق أن تكون مركوبه ممن يملكون القوه و الكاريزما ، و كلما تأزمت الاوضاع الأقتصاديه و الأجتماعية كلما زادت روح القطيع حده و أضحت أكثر أنقيادً للخطابات الفاشيه الدينيه و العنصريه وأفتقدت للروح النقديه و العقلانيه و أزداد غباؤها و حمقها .
و بالمحصلة فالجماهير في العالم الثالث لا يعينها أكثر من لقمة الخبز والتكاثر. والتغيير إنما هو منوط بنخب فكرية وعلمية متفوقة و ذكية توجه الجماهير نحو صالحها العام.
أما من ينتظر من الجماهير العادية أن تصنع التغيير فهو كمن يحرث البحر.
أين النخب مما حصل ويحصل ؟ إن النخب التنويريه تبقى محدودة التأثير على الجماهير لانها تتكلم بلغة لا يتسع عقل الجماهير لفهمها واستعابها. لهذا فأغلب النخب الفكريه و السياسيه رضيت بالتحالف مع الأقوى و التخلي عن دورها التنويري ، لأنها تحس بأنها عاجزه عن الفعل في غياب أمتلاك أدوات السلطه و التي صادرتها القوى السلطوية لنفسها. هذا عدا عن قوة الدولة العميقه و تاثير سياساتها التفقيريه والتجيهليه في خلق ثقافة القطيع
و القوالب الفكرية الجاهزة التي تحبذ التكرار والتقليد و تكره أي فكر نقدي . وتداخل الاقليمي مع الدولي وما للدول الغربيه من مصالح في أبقاء الأمور على ما هي عليه.
و ربما الذهاب بعيداً في أذكاء نار الحروب الأهليه و تزويد كلا المتصارعين بالسلاح و الأستفاده أقتصادياً و سياسياً من هذه الحروب .



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الباحث و المثقف السورى حسن خالد ج 1
- حوار مع الباحث و المثقف السورى حسن خالد ج 2
- الشاعر و الناقد ريبر هبون يحاور سامح سليمان حول الدين و مؤسس ...
- حوار فلسفى هام و عميق مع الباحث و المفكر المصرى أحمد سعد زاي ...
- مناظره هامه بين المفكر المصرى سامح سليمان و الشاعر وحيد راغب ...
- حوار فلسفى مع الباحث و المفكر المصرى أحمد سعد زايد ج 1
- حوار هام و عميق مع القس المصرى المستنير رفعت فكرى سعيد
- حوار مهم و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار مع الباحث و الكاتب الصحفى المصرى روبير الفارس ج 2
- حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار مع الباحث و الكاتب الصحفى المصرى روبير الفارس ج 1
- حوار جرئ جداااااً مع المفكر و الشاعر و الناقد ريبر هبون ( ج ...
- حوار جرئ جداااااً مع المفكر و الشاعر و الناقد ريبر هبون ( ج ...
- حوار هام حول قضايا المرأه بين التغطيه و التدليس و التسليع
- أزمة مجتمعاتنا العربيه بين رجل السلطه و رجل الدين ج 1
- تعريف و رأى حول الزواج المدنى و الزواج المختلط
- عن الهوس الدينى و الألحادى و الجنسى و الأعتقادى أتحدث


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج 1