قصة أسعار النفط, الحرب الخفية

اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 4687 - 2015 / 1 / 10 - 13:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في عام 1990 عمدت دول الخليج على إغراق السوق العالمية بالنفط سعيا منها لخفض أسعار النفط, كي تتحقق أزمة اقتصادية للعراق وإيران, خصوصا كونها للتو خرجوا من حرب أكلت الأخضر واليابس , وأفرغت خزائن البلدين, فعمدت الغرب لتحريك الأوراق لتحقيق مكاسب متنوعة , فأنتجت تلك الأزمة الاقتصادية حرب الخليج الثانية, بفعل تواجد حكام سذج وعملاء, وجرت الويلات على شعوب المنطقة, بالمقابل تحققت مكاسب خيالية للغرب.
اليوم تعاد نفس اللعبة, حيث عمدت دول معينة, إلى إغراق السوق بالإنتاج, غير مهتمة بالأسعار, غير متأثرة بما يجري, بسبب احتمائها باحتياطيات ضخمة.
تصريح ألنعيمي وزير البترول السعودي,بعدم خفض الصادرات حتى لو تهاوت الأسعار, كان سببا للهبوط الحاد, ودليلا على تواجد أوامر مشددة لإغراق السوق بالمعروض النفطي,فدول الخليج عمدت على التمسك بصادراتها من دون إن تنظر لأسباب الانخفاض وكمية المعروض, وهي لا تتأثر لامتلاكها احتياطات مالية ضخمة, بالإضافة لاستثماراتها العملاقة في الغرب,فاحد الأسباب هو تعمد دول الخليج إغراق السوق بالصادرات.
روسيا تتعرض لحرب باردة جديدة, من قبل محور أمريكا, ومعها دول أوربا الغربية, لذلك عمدت على إغراق السوق, والاستفادة من الأسعار الآنية, فحققت مكاسب ثم خفضت السعر, كي تضغط على المحور, بعد إحداث أوكرانيا, لتزيد من تبعات المشكلة, فالحرب الباردة الجديدة, انعكاساتها الخطيرة فقط على دول المنطقة, والتي تعاني أصلا من كم كبير من المشاكل, لذا أي عامل جديد قد يدفع الأمور إلى تطورات غير محسوبة.
الغرب يفكر بسايكس بيكو جديد للمنطقة, ومفتاحه ألان التلاعب بالأسعار, كي تتأثر اقتصاديات المنطقة الهشة, مع تواجد حرب غريبة, المتغير الجديد سيدفع لظهور صور جديدة, بعضها متوقع, وأخرى غير متوقعة, فالعراق وسوريا اكبر المتأثرين, وهما يعانيان من داعش, والحرب تحتاج لأموال ضخمة, هذا الأمر سيعقد المشهد, ويدفع البلدان لبعض التنازلات, في سبيل الحصول على السلاح, أو كي تعود الأسعار للاستقرار, فمفتاح استقرار أسعار النفط بيد الغرب.
إيران البلد الذي اتعب الغرب, مؤامرات ودسائس لا تنتهي, للإطاحة بنظامه, لكن كلها فشلت بسبب قوة إيران , وتطورها السريع, فلم يجد الغرب إلا اللجوء للحرب الاقتصادية, فبدا بالحصار الاقتصادي لإيران, لكنه اكتشف عدم تأثيره الكبير على إيران, نتيجة اعتمادها الكبير على إنتاجها الداخلي, لذا لجا اليوم لحرب أسعار النفط, كي يعطل إيران عن القيام بادروها, وبالتالي التأثير والضغط للحصول على مكاسب في حربه ضد إيران.
أخر الأسباب هو دول المنطقة المتضررة, فهي بسياساتها الاقتصادية المتخلفة, جعلت من نفسها رهينة بيد رحمة الأسعار, اعتمدت بالكامل على النفط, ولم تضع رؤية اقتصادية متكاملة, فتحولت إلى بلدان استهلاكية عرجاء الاقتصاد, تسحق إمام أي متغير, والحقيقة لا حلول سريعة لها ألان, لأنها شبه غارقة, فقط عليها إن تنظم سياستها التصديرية لرفع السعر.
دولاً بنيت اقتصادها وكل مجالات حياتها, بالاعتماد على سعر برميل النفط, بالتأكيد ليس مستقرة, بل هي دوما في خطر الاحتراق, فالنفط سريع الاشتعال.

#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل