أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - وعن جمع الشمل... بداية ونهاية...















المزيد.....

وعن جمع الشمل... بداية ونهاية...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لدى انتهاء إحدى سهرات رأس السنة المختلفة التي أقيمت بمدينة ليون, حيث اجتمع حوالي 120 سورية وسوري و80 لبنانية ولبناني من مختلف الأعمار.. وخاصة من عشرات الأفكار والآراء والثقافات.. على الأقل... نادتني إحدى السيدات السوريات الجامعيات المخضرمات والمقيمة بمدينة ليون من سنوات بعيدة طويلة.. قائلة : نحن بانتظارك يا سيد غسان.. فأجبت لماذا؟ فقالت لي : لجمع الشمل. فسألت من جديد : أي شمل؟.. فأجابت : شمل السوريين. فسألتها من جديد : على أي مبدأ وأية قاعدة؟.. فأجابت بصوتها المعسول: لخلق جمعية سورية شاملة على أساس" المـحـبـة "!...
(السوريون في ليون تعدادهم أكثر من عشرين ألف.. على أقل الافتراضات العددية.. دون إحصائيات جدية للمهجرين الجدد).......
وهنا ضحكت.. وأجبتها وهي تجتاز باب الخروج.. يا سيدتي هذا يحتاج لمراجعات وتحليلات تدوم أياما أو أسابيعا.. أو أكثر... لأنه بعد 52 سنة من وجودي بهذه المدينة الفرنسية ولقاءاتي مع عشرات الموجات من الهجرات السورية المختلفة التي وصلت قبلي وبعدي.. وأخرى لا تتعدى السنوات أو ألأشهر أو الأيام القليلة.. بثقافات وأفكار وآراء وعادات وتقاليد متنوعة مختلفة.. لا أرى ما يجمعنا.. سوى النطق بلغة عربية أو أرمنية أو كردية أو آشورية وسريانية.. بلهجات محلية مختلفة.. وبعض الأكلات المعروفة.. بطرق طبخ وبعض المواد الرئيسية المختلفة.. وحلال لحومها وموادها الحيوانية.. أو عدم حلالها.. حسب قبول البعض.. أو رفض البعض الآخر لها...
ذهبت لهذه السهرة.. لمراضاة زوجتي كالعادة, والتي تساير منذ تعرفت عليها, كل السوريين ــ دون استثناء ــ مع اختلاف عاداتهم وآرائهم.. لأنهم سوريون.. فقط لا غير... وأنا لي رأي آخر مختلف كليا حول نظريات شمع الشمل أو اختلاف الشمل.. يرتبط بالتوافق الفكري والتربوي والثقافي.. دون الدخول بالحلقات الدينية أو الإثنية أو العشائرية أو القبلية التي جئنا منها... ولا أعتبر مجيئنا من دولة مولد واحدة يمكن أن يجمعنا... بالإضافة أن جميع محاولات خلق روابط أو لوبيات أو رابطات سورية, فشلت عشرات المرات في السابق.. رغم محاولات صادقة وجهود جبارة بذلت وشاركت بها بعزم وجد.. وثابرت ماديا وشخصيا لنجاحها وديمومتها.. ولكن النزاعات الشخصية والطائفية والإثنية والعاداتية والتقاليدية كانت دوما, وبلا أي استثناء.. بالإضافة إلى الأنانيات الشخصية, وعدم إعطاء أي تفرغ من الوقت الضروري اللازم لنجاح هذه المساعي, عبر سنين طويلة.. لأن المشاركين إسميا وورقيا بالمسؤوليات, كانوا دوما يتفرغون لأعمالهم وعائلاتهم وتجارتهم.. دون أن يعطوا دقيقة واحدة لما تحتاجه هذه المؤسسات التطوعية من جهود ووقــت وعلاقات متواصلة... ولما كنت أبذل جهودا جبارة لديمومة علاقاتنا بالمسؤولين السياسيين المحليين.. كان الشركاء دوما غائبين.. ولما كنت أحصل لهم على نتائج.. كنت أتهم بالديكتاتورية الفردية.. بدلا من سماع كلمة " شكرا سيد صــابــور "........
أنا لست هنا حتى أفرغ جعبتي, ســاردا صعوبات جمع الشمل... فهذا يحتاج لألاف الصفحات.. ولأيام وأشهر أو سنين.. للوصول لشرح كل هذا... ولكن طبائعنا وتربياتنا وعاداتنا وثقافاتنا وأخطاؤنا المشتركة مختلفة... وعلاج كل هذا... وعلاج كل هذا مرتبط بالأمراض الاجتماعية الموجودة في بلد مولدنا الذي جئنا منه, وتفاقمت أكثر وأكثر بسبب الأحداث والتطورات السلبية, على الأرض السورية, وحملناها معنا إلى فرنسا وأوروبا وجميع بلدان الهجرات المختلفة من سنين بعيدة.. وخاصة خلال السنوات الأربعة الأخيرة.. وقليل نادر من الأنتليجنسيا أو من يدعي بذلك, يــجــرؤ على تصحيح أبسط فاصلة من شرائعها المكتوبة وغير المكتوبة.. خشية الإقصاء من هذه الكتل الهيتروكليتية التي يريد البعض ــ لغايات شخصية ــ إعادة جمع شملها بأخطائها وأشكالها الهيتروكليتية, وبآلاف اختلاطاتها وخلطها.. حتى لا يتغير أي شـيء.. والمحافظة على مظاهر زعاماتهم أو تحزباتهم الطائفية والإثنية والعديد من التظاهرات العاداتية, والتي لا يمكن أن تتزوج أو حتى تتوازى متفقة مع عادات وثقافات هذا البلد وقوانينه وثقافاته.. وخاصة العلمانية الصحيحة منها.
لهذا السبب لن أعود إلى تجارب فشلت عشرات المرات.. وحتى بمحاولاتي ونقاشاتي مع عديد من الجامعيين منهم, تحققت من أجوبتهم المباشرة, ألا نقاش بالعادات والتقاليد والديانات والتفسيرات الموروثة. وأن جمع الشمل سوف يكون مطابقا كليا, كما كان من قرنين من الزمن أو أكثر.. أو حتى مع حداثاته الداعشية أو انعكاساته الداعشية (بلا مبالغة)... إذن كيف تريدونني وأنا العلماني الراديكالي, أن أضع عقلي وفكري وروحي ووقتي.. وما تبقى لي من العمر.. مع جمع شمل هيتروكليتي, يحمل كل ما حاربته خلال أكثر من ستين سنة, سواء في سوريا (عشيقتي العتيقة) وفي فرنسا البلد الذي تبناني وعلمني ودرسني مبادئ الحريات والحياة... فقط لأننا ولدنا في سوريا.. سوريا التي ذبحتها وقتلتها هذه الأفكار والعادات والعصبيات والأخطاء والتطرف الديني, نفسها التي حملتها غالب هذه الهجرات السورية بحقائبها.. وأظهرتها بأشكالها السلبية المختلفة هناك وهنا... مــمــا أوصلنا إلى ســرطان داعش الذي لا دواء لـه اليوم.....
لم أسمع مرة واحدة من غالبهم كلمة التآلف حول العلمانية كمبدأ ودستور هناك أو هنا...لهذا لا يمكنني أن أجمع أي شمل مع كائن من كان.. مع أي إنسان هناك وهنا.. إلا إذا اتفقنا على مبدأ العلمانية وفصل الدين ــ نهائيا ــ عن الدولة... هناك وهنا. وكل ما تبقى من نقاش أو تحليل, يجب أن يكون من هذا المنطلق.
نقطة على السطر.
***********
على الــهــامــش :
ــ أخبار الصحف المحلية
ما زالت الصحف المحلية تنوه عن البواخر المجهولة الهوية, أو تحمل هويات غير مضمونة تستعملها مافيات عالمية, لنقل اللاجئين من بلدان مختلفة أكثر من نصفهم سوريون وعراقيون يحاولون الوصول إلى بلد أوروبي كاليونان أو إيطاليا.. حتى يصلوا إلى فرنسا أو إيطاليا.. ومن ثــم إلى الدول الإسكندنافية التي ما زالت تستقبل لاجئين.. أو بريطانيا... ولكن غالبهم يغرقون بسبب العواصف أو لكثرة الأعداد المنقولة بشكل حيواني غير مشروع على بواخر مهترئة غير صالحة لنقل ركــاب... البحر أصبح مقبرة إضافية لأبناء بلدي السوريين, والعراقيين والفلسطينيين.. وتقدر المنظمات الإنسانية أعدادهم الغير محصورة بعشرات الآلاف خلال السنة الماضية البائسة الحزينة...
الإنسانية.. الإنسانية نائمة.. وسوف تبقى نائمة خلال السنوات القادمة...
عــل كلماتي توقظ ما تبقى من خلايا ضميرها... رغم ازدياد شكوكي بهذا الأمل...
بـــالانـــتـــظـــار..........
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأطيب تحية عاطرة صادقة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنة الفشل... سنة داعشية حزينة
- عودة برسالة حب إلى دمشق
- خلاف و اختلاف
- أعياد و معايدة...
- محاضرة.. واعترافات أمريكية
- مسطرة مصغرة
- الرئيس الأسد بمجلة Paris MATCH الفرنسية...
- عذرا من القديسة بربارة...
- زيارة إلى سوريا...أو عودة.. وتصفية حساب
- تحية للجالية الأرمنية في فرنسا
- تحية للجاليات الأسيوية في فرنسا...
- وعن إمكانيات - جمع الشمل - أو عكسها.. وديمومة فشلها...
- وعن البرنامج... أي برنامج؟؟؟...
- فايا و ريحان يونان.. من سوريا
- وعن - جمع الشمل -...
- وماذا بعد الصقيع والصمت؟؟؟!!!
- عودة إلى مدينة حمص السورية.. أو ما تبقى منها...
- كلمات صريحة لأصدقائي...وغيرهم...
- التعايش المشترك؟؟؟!!!...
- التقسيم.. وعتمة الموت...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - وعن جمع الشمل... بداية ونهاية...