أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الكاتب - حديث -مباح- مابعد العاشرة ليلا














المزيد.....

حديث -مباح- مابعد العاشرة ليلا


علي الكاتب

الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حديث "مباح" ما بعد العاشرة ليلاً
علي الكاتب

كل ما في بغداد خلال ليلها يختلف عما تكتظ به شوارعها عند شمس نهارها، فهي تجيد تدوير النفايات السياسية وتحويلها إلى طاقة "كهروجمالية" وكأنها تريد أن تقول أن من يملك التأريخ لايمكن أن يكون جثة مجهولة على قارعة طريق، ومابين أنين عشاقها و هواجس أبناءها، أجد نفسي فردا مابين أفراد موزعين على عتبات شوارع غاطسة بالاحتمالات "القلقة"، تحياتنا صمت، وحديثنا ترقب، غرباء لا يعرف احدنا الأخر، ولكن تجمعنا رغبة الوصول إلى المنزل بعد إن بات هدفنا مشترك بالحصول على سيارة تقلنا ما بعد العاشرة ليلا، وهو وقت ليس متأخر فقط، بل انه محظور ومحذور بـ"توقيت العاصمة".

عادة ما يشارف عملي على الانتهاء في ساعات متأخرة من الليل، فأكون بعدها في متناول الطريق، وكما هو معروف إن بغداد تخلد إلى النوم مبكرا، لذا فأن آلية الوصول إلى البيت دائما ما تكون أشبه بعابر للحدود دون "موافقة رسمية"، بيد إن جمهور الليل يختلف في بعض تفاصيله عن ملامح الوجوه الشائعة في النهار، فما خبئ و كان لائذاً بالصمت تجده يتفجر غضباً أو غناءاً أو عتباً أو"أشياء أخرى"، أو على العكس فمن كان نشطاً حركاً طوال اليوم قد ركن إلى التعب في أخر الساعات، والحديث هنا عن فئة تتكاثر ليلاً، تتجاهر علناً بما صنعت، رائحتها تدل على نوعها، شجاعتها في التفريغ والتقريع تبدوا أقوى حضوراً، بعد إن باتت مطالبهم تصنف تحت عنوان "حديث السكارى".
صادف ذات مرة وما أكثر تلك المصادفات في إحدى ليالي عودتي إلى المنزل، أن استقلت سيارة لنقل الركاب اتضح لي فيما بعد إنني المنحرف الوحيد عن جادة مذهبهم، فهم جميع استغرقوا في الخمر لدرجة الهذيان، فكان بجانبي رجل يجلس اتخذ من كتفي وسادة له، حاولت إيقاظه ففزع مرعوبا قائلا : قد أعطيت الأجرة أرجوك لاتوقظني ثانية، فيما كان ألآخر يصرح لصديقه بأنه يريد أن يتزود بأكبر قدر ممكن من الخمر، فأسعار النفط قد هبطت وحتماً إن التقشف سيطال "المشروب"، حينها ستفرض الضرائب العالية وسيكون صعب التناول أو الوصول أليه طبقا لما تسمح به موازنته الشخصية لهذا العام.

أغادر تفاصيل ما بعدها وأتوقف عند ليلة شتوية ممطرة، بعد أن أوقفني رجل شارف على الستين من العمر، يرتدي ملابس أنيقة، علامات الثلج تعتلي مقدمة شعره، يستقل سيارة حديثة، أسلوبه في الحديث يدلل على ثقافة واسعة، سألني وهو يبكي لماذا قتلتم يوسف؟؟!!!.

اندهشت في بادئ الأمر لكنني عرفت انه مخمور، فحاولت إن أجاريه في الحديث مبينا له أنني لا اعرف يوسف لكنه كان يصر في ادعاءه ، مسترسلا في آهاته، يشرح لي إن يوسف كان طالبا بالمرحلة الأخيرة في كلية العلوم، خطف من أمام منزله وعثر عليه في أحدى النفايات مقتولا.

كان يتكلم بإيقاع يتصاعد شيئا فشيئا، صارخاً سأشتكي عند المسيح عليكم، سأخبر نبي رحمتكم بما فعلتم بابني يوسف، حاولت تهدئته لكن فاجعته بولده اكبر من أن تسكّن بتبرير عابر، تركته مختنقا بعبراته المتحشرجة في صدره، عارفا أنني بريء من دم يوسف كبراءة الذئب، غير انه وضعني أمام مراجعات مؤلمة تجاه ما يتكرر يوميا في العراق، فأن كنت لم اقتل يوسف سواء كان نصرانياً او مسلماً اوصابئيا ام من أي دين او طائفة اخرى،ً فلماذا تعاملت معه ببرغماتية أخيه "لاوي" الذي كان رافضا لقتله ولكنه كتم السر فقتل يوسف وأبيه عشرون عاما.



#علي_الكاتب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاطع والعراق.. وجهان لعملة واحدة
- لماذا الحسين لايطعم الفقراء؟؟؟
- هكذا فهمنا الحسين
- التهكير السياسي
- بغداد وصراع البحر المتوسط
- العراق في حكومة ال 38
- العراق ما بعد سقوط سنجار
- العراق مابعد سقوط سنجار..
- فيان دخيل .. وفرّي الدموع فالبكاء يطول
- بلادي.. حكاية الصنم والمعبد
- مقترح.. الموصل رهان الفائز برئاسة الوزراء
- عيد الفطر لايصل خيام النازحين
- هل ستكون نينوى جدار برلين العراق؟؟
- الفخ السياسي في صناديق الانتخابات
- عندما تصاب بطاقة الناخب الذكية بالغباء
- المواطن يريد كلاشنكوف
- حيونة المرأة في قانون حسن الشمري
- انتخابات 2014.. مقصلة ام اطلاق سراح؟؟
- -بطانيةٌ- ثمنها العراق
- برنو -منكاش- وانتصارنا على الإرهاب


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الكاتب - حديث -مباح- مابعد العاشرة ليلا