سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:55
المحور:
الادب والفن
New Orleans
آهِ ، آهٍ … نامِــي
آهِ ، آهٍ … نامِــي
إنني نائمٌ
إننا نائمــان
في ســريرِ الـميــاه .
آهِ ، آهٍ … نامِــي
*
قد يستحيل الماءُ ناراً ، والرياحُ مَـعاوِلاً . لا نحن في فجر القيامةِ خُـشَّـعٌ غَرثى ،
ولا نحن الأوائلُ في ســلاســلِـنا . فما انشَـقّتْ قبورٌ في الفلاةِ ، ولا تراءت
في الــمدى ســفُنُ العبيــدِ .كأنّ قُطْــناً ذائبــاً من جوزةٍ ســوداءَ
هائلةٍ تَـغـلـغَـلَ في عروق الصخر و الأسفلتِ أعمقَ … نحن ثُفْـلُ الأرضِ والمدنِ
التي كنّــا بنَـيناها . هي المستنقَعاتُ تظلُّ تطلـبُـنا ، تنادِينـا بأسماءٍ ظَـنَـنّـا
أنها نُسِـيَتْ مع النسيانِ ، والحربِ البعيدةِ قبل قرنَينِ . النجومُ شواهدٌ لقبورنا في الماءِ .
والصمتُ الـمـحيطُ صلاتُنـا . في الـبُـعدِ موســيقى . إذاً : إفريقيا السوداءْ .
*
آهِ ، آهٍ … نامــي
آهِ ، آهٍ … نامــي
إنني نائمٌ
إننا نائمــان
في ســريرِ المياه
آهِ ، آهٍ … نامي
*
للـمُـغَـنِّي الأعمـى سأُوقِدُ قنديلاً ، وللحافياتِ في الجَـمـرِ قنـديلَـينِ ،
نمضي مع الخرائطِ ، نمضي مع مَن دارت الدهورُ عليهِـم . عَـلَّـنا في فُـجاءةٍ
نَـبْـلُغُ الأرضَ التي لم تكُــنْ . أإفريقيا ؟ خضراءُ خضراءُ … أيها السيِّـدُ
الذي قال: أنتم ملحُ هذي الأرضِ . انتهى الكذِبُ الـقُـحُّ . انتهينا من هــذه
القحبةِ . الآنَ الطريقُ مفروشــةٌ بالقيحِ والقـيءِ ،والسكارى وما هم بسكارى.
سنُغلِقُ الصفحةَ / التاريخَ . إنْ لم تكن بدايَــتُـنا اليومَ ، فأيّـانَ نــبتدي ؟
سوف نرضى بأن تعودَ لنا كلُ السفائنِ . احترقت كلُ الجسورِ . والماءُ نـارُ .
*
آهِ ، آهٍ … نامــي
آهِ ، آهٍ … نامــي
إنني نائمٌ
إننا نائمانِ
في ســريرِ الميــاه
آهِ ، آهٍ … نامــي
*
إلى كل ملهىً بالشمال ومربعٍ تنادت سِراعاً كالجواميسِ هـذه الطيورُ الحديديّـاتُ ، لم تَـتَّرِكْ
لنا سوى أن نظلَّ الظِلَّ .ليس سوادُنا بأغمقَ مِـمّـا تحتَ جِلْـدِ مُـتَـوَّجٍ من البِيضِ . هاتوا
سِحرَكُمْ ! إنّ مُـنْـتأىً تراه الحديديّـاتُ منأىً ومأمَناً … نراه اقترابَ الفصلِ ما بين أُمّــةٍ
وأُخرى .لقد كان الزمانُ مهدهَــداً بأُغنيةٍ منّــا . لقد كان الحريرُ نسيجَ ما بناهُ البِـيانـو.
الطبلُ يُقرَعُ !
دَمْ ، وَ دَمْ ، دَمْ ، دَمْ …
إنّ الطبلَ يُقرَعُ !
دَمْ ، ودَمْ ، دَمْ ، دَمْ …
إنّ الطبلَ يُقرَعُ !
*
لا تنامي …
لندن 5/9/2005
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟