أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - أشقاؤنا في السماء














المزيد.....

أشقاؤنا في السماء


رائف أمير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 00:05
المحور: الادب والفن
    


وأخيرا صدق البشر على كوكب الارض بأن هناك أطباق طائرة تنزل من السماء .... هذه المرة شاهد الكل واحدة منها وهي تلف غلاف الارض الغازي بأعينهم المجردة أو بالصور الجوية عبر الفضائيات التي تنقل الحدث وتتابع تلك المركبة المضيئة في دورانها، ثم هبوطها فوق شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الاسود.
وشاهدوا الفتية الذين نزلوا منها بسلم انزل من بابها... كانوا فتيين وفتاتين ... لايختلفون في شكلهم عن البشر أطلاقا ... بيض البشرة بعيون زرقاء وشعر أشقر ...
وكأنهم يعرفون المكان جيدا حين تقدموا الى الساحل وبدأوا بأطلاق أطباق طائرة بحجم صحن الطعام نحو البحر من صندوق انزلوه معهم ، دون ان يكترثوا للبشر الذين باتوا على بعد 100 مترا منهم يتقدمهم المصورون والصحفيون ... ويمنعهم من الاقتراب أكثر رجال الأمن.
كانت أطباقهم الصغيرة الطائرة تطير فوق البحر فتطلق ومضات ليزرية الى الماء ... فتطفو الدلافين بعدها وهي ميتة . ثم يخرجون عددا أخرى فيطلقون منها رؤوسا سهمية مركبة على اسلاك لتسحبها واحدة واحدة. وكانوا في نفس الوقت يحذرون البشر من الاقتراب منهم باشارات يد مفهومة وتعابير وجوه متعالية.
استطاع العلماء بسرعة فك شيفرة الكلام بينهم ... ثم استطاعوا ... أن يطلبوا منهم بتشفير كلام اهل الارض ان يتحادثوا معهم. وبعد الحاح، نزلت امهم من المركبة، لتدعوا وفدا يمثل المقتربين من الصعود معها الى باطنها.
وماعدا اللهفة، لم يستطع أي من الوفد الذي ترأسه رئيس كوكب الأرض بنفسه ولاشكوكه ان يقاوم شدة الجمال الذي أظهره وجه الام وجسدها وطيبتها، وكأنها ملاك قد نزل من السماء.
أستقبلهم الأب الذي كان يدير المركبة بحفاوة بالغة، خصوصا انه استخدم عبارة
- أهلا بالاشقاء
كان في ذهن الوفد كما في ذهن كل أهل البشر آلاف من الاسئلة، لكن من الطبيعي أن يبدأ السؤال من انتم ومن أين أتيتم بعد ترحاب دوبلوماسي سبقه الرئيس بـ
- أهلا بكم في كوكب الارض
فكان الجواب
- نحن من كوكب(......) الذي يبعد عنكم حوالي حوالي ثمان سنوات ضوئية .... ونحن نعتبركم اشقاء لنا مثل الباقين أشباهنا في الكواكب الاخرى... لأن كواكبنا حسب بحوثنا العلمية كلها تكونت من اصل واحد هو نجم انفجر قبل حوالي عشرة مليار سنة وانتشر فتاته واتربته في انحاء المجرة.
وطبعا، كل جواب كان يفضي الى اسئلة أخرى، فسأل الرئيس
- طيب اذا كان كوكبكم بهذا البعد الضوئي عنا فلابد ان رحلتكم استمرت آلاف من السنين بينما اعماركم لاتنم عن ذلك ؟
- لا .. ربما اعمارنا هي أطول من أعماركم بمئات من السنين بسبب الصحة والغذاء الجيدين ، لكن نحن أخترقنا أحد الانفاق الدودية...يعني من بعد خامس فلم تستغرق الرحلة سوى ستة أيام، فجئنا اليكم لغرض النزهة وصيد الدلافين التي نتلذذ بطعمها كثيرا ...
- هل زرتم الارض من قبل .. أو احد من كوكبكم او من اشباهنا في الكواكب الاخرى؟
- بالنسبة لنا لا لم نزرها من قبل ولا اعتقد ايضا من الكواكب الاخرى، لأن النفق الدودي الموصل اليها فيه بعض التشوهات التي تجعل الرحلة مزعجة بعض الشيء ... فيه مطبات وتفرعات كثيرة يجب تخطيها بدقة وأيضا يجب اتقان الاتجاهات لئلا يتيه الدرب ... نحن هناك نتزاور بيننا كثيرا وبسهولة، اما الارض فتبدو لنا مثل جزيرة نائية لانكون مضطرين لزيارتها وبصراحة أكثر نراها غير جميلة ومتخلفة في الاعمار والعلم وسمعتها غير جيدة بالنسبة للكواكب لما رصدنا من اقتتال ومشاكل كانت عندكم في السابق .. الآن تبدو الامور أفضل عندكم بعد ان توحدتم وانا عندما سأرجع سأحاول تغيير تلك النظرة عنكم وسأسعي لأن يأتي الكثير، لكن بما انني هناك اعمل تاجر في الدلافين فقد انتبهت من خلال الرصد الاشعاعي الى نوع منها غير موجود عندنا او في تلك الكواكب فجئت مع عائلتي لنصطادها، وأأمل انني هناك سأبيعها بسعر عال ... بأكثر مما كلفتني الرحلة من مصاريف.
- كم عددكم في الكوكب؟ وكم اعداد الكواكب الاخرى التي فيها اشقائنا ؟
- نحن اعدادنا حوالي3 ملايين نسمة... هناك المئات من كواكب الاشقاء .. تقريبا يسكنها نفس الاعداد.
بعد يومين من تبادل الزيارات بين الطرفين .. وبعد الاجابة على مئات الاسئلة، وبعد أن أقنع الرئيس مؤسسة حماية الحيوان وحظر الصيد بالسماح بصيد الدولفين وفق ضوابط ، اتفق الجانبان على ان يكون هذا الحدث التاريخي في حياة الارض فاتحة لأول تجارة كونية بين الارض والكواكب الشقيقة. وتعهد التاجر الضيف ان يقوم بتزويد اهل الارض بالمعلومات التقنية لصناعة أطباق طائرة أرضية تنفذ من خلال الانفاق الدودية مقابل المزيد من الدلافين او أية سلع أخرى قد يرغبها الاشقاء.
خلال المئة سنة التي تلت صار أهل الارض يتنقلون بأطباقهم الطائرة عبر الانفاق الدودية للتجوال والتبادل التجاري بشكل روتيني ... بل انهم تزاوجوا معهم واستوطن الكثير منهم في تلك العوالم الجديدة .. وذابت الهوية الوطنية الارضية الانسانية في هوية المجرة الاكبر. وبعدها بمئة سنة نزح نصف سكان الارض عنها ليتوطنوا هناك أو يتجولوا في استكشاف كواكب أخرى قد تصلح للعيش والتجارة مثلما فعلوا في استكشاف واستعمار الامريكيتين واستراليا وجزر المحيطات من قبل. فذاقوا مالم يذوقوا من قبل وشاهدوا مالم يشاهدوا من جمال ... تحسنت ذريتهم أكثر وطالت أعمارهم لتمتد الى مئات من السنين مثل اشقائهم قي السماء.
بعدها ... تنبأ العلماء ان الارض ستمر لفترة عشر سنوات بتغييرات جيولوجية مناخية لاتصلح للعيش فيها ... فنزح الباقي عنها عدا بضعة ملايين أصروا البقاء فيها حفاظا على ماتبقى عندهم وحدهم من هوية أرضية .. وأن يدرؤا ذلك الخطر بأدعية وقرابين ونذور وقرع طبول، فماتوا مع القردة وانواع الكائنات الحية الاخرى التي تم اجلاء عينات منها.
انقضت العشرة سنوات .... وبعد أن طمرت الارض آخر ماتبقى من عزوبيتها، فضتها الحياة من جديد.
28/12/ 2014






#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريء
- باراشيطانلوجي
- نظرية الأوتار الفائقة من منظور الفلسفة العلمية
- تفسير ظاهرة التنويم الايحائي(المغناطيسي)
- قنبلة الزمن الأسود
- تعويم الشعر العربي .. مقاربة بين ظاهرة الشعر و ظاهرة النقد ا ...
- شجرة برتقال
- عبور
- تخطي
- ظل الزمن
- حوار فلسفي
- مسيرة
- مرآة الزمن
- سعيد العتال
- مشروع صفر
- شارع الاطباء
- الصرح الزراعي
- الوطن وحقوق الانسان
- وجهها
- فلم الماتريكس.. جنة الأحلام على أرض أجهزة الكمبيوتر


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - أشقاؤنا في السماء