أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب آيت حمودة - محمد الشيخ وخطر الإعدام .














المزيد.....

محمد الشيخ وخطر الإعدام .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 22:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




*** نحن جميعا وُلدنا وفُطمنا على ديانة أبائنا وأجدادنا (تعبد وراثي) ولم يكن لنا أي اختيار طوعي يقيني على اختيار ديننا أو مذهبنا أو طائفتنا ، فنحن تبّعٌ لما درج عليه الأولون منا ، مجبرون على تلقي قيم بيئاتنا الإجتماعية والثقافية التي انغرست في وجدان مجتمعنا خطوة خطوة ، فهي مفروضة على عقولنا التي كثيرا ما تحتج على بعض من تلك المترسخات التي يرفضها العقل .

*** في مجتمعاتنا الإسلامية فريقان ، فريق مقلد وآخر مجتهد ، فالفريق الأول سلم عقله ووعيه للأولين ليقرروا مكانه ، فهو كثيرا ما يوظف المقدس من أجل بلوغ المدنس لا لشيء سوى أنه مقلد لتفسير الأولين ، وهو مفطور على تقليد رآهم ورأيهم في شتى الأمور ، وفريق ثاني مجتهد يحاول نفض الغبار على مقتنعات الماضي وقيمه ، فهو يزيح الستار عن القناعات التي ترسخت بفعل الأدلجات القديمة والحديثة ، يفتش ، يبحث عن الحقيقة التي تعينه عن التشبث بالصحيح وطرد الخبيث من القول والفعل .

الفريقان وإن كانت نياتهما حسنة تجاه الإسلام غير أن الفريق المقلد مطبوع على السذاجة مسكون بالعاطفة الجياشة غالبا ، فهو مندفع تلقائي يُستثارُ سريعا ، لا يقبل النقد بتاتا ولو فيما تعلق (بالتدين) الذي هو ليس الدين وإنما هو عبارة عن فهم قد يكون قاصرا للدين الأصلي أو ترجمة فاسدة له ، وهم أشداء لا يخافون في الله لومة لائم ، حريصون على تجييش العواطف ورمي المخالف بالكفر والمروق والزندقة والهرطقة وما إلى ذلك من الأوصاف ، أما الفريق الثاني فهو يحاول ايجاد الروابط بين الأنسنة والإسلام ، ويظهر الدين الإسلامي في وجهه المتسامح الذي يريد الخير للإنسانية جميعها .


*** عشنا هذه الأيام جدلا واسعا حول رواية ( ميرسو التحقيق المضاد ) وصلت حد التكفير والمطالبة بإقامة حد الردة على صاحبها ، وفي هذه الأيام الأخيرة بالذات طفى شبه مقال في أعمدة الصحافة الإلكترونية ل/ محمد الشيخ ولد امخيطير الموريتاني بعنوان : الدين والتدين والمعلمين .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=394812
فقد أودع الكاتب بسببه الحبس ، ورغم توبته العلنية عن إساءته في حق نبينا الكريم ،فقد حكمت عليه محكمة ( نواديبو ) بالإعدام بعد مداولات ساخنة ، وحُكمها قابل لأستئناف ، وقد برر ( ولد امخيطر ) فعلته في رغبته تبيان الإضطهاد الذي تعرض له جنسه الزنجي في تاريخ الإسلام .


*** عند قراءتي للمقال تبين أن محمد الشيخ وثّق للحقائق التي صاغها في المقال ، فهو لم يبتدع شيئا جديدا ، كل مافي الأمر أنه صاغ تلك الحقائق في أنساق تظهر الإنحياز لآل قريش .
وهو ما يعني أن هناك مناطق ظل في تاريخ الإسلام لا يمكن كشفها أو الحديث عنها ، ولا شك وأن أصواتا سترتفع و أن منظمات دولية ستتدخل لحماية ولد امخيطر من الإعدام ، ومهما يكن فإن ماقامت به السلطات الموريطانية يعني أن هناك مناطق ظل في تاريخنا محرمة ولوجها على المسلم ، لأن معرفتها يخلخل قناعة القراء السابقة ، وكان المفروض هو الرد بالحقائق الدامغة على ما كتبه (المسيئ ) وتوضيح تلك الأنساق المعرفية توضيحا جديا استدلالا بالنص والعقل ، دون الإلتجاء إلى القهر والقسر والتعسف في استعمال القانون ، ففي زمن السلف كان الجدل قائما بين أهل الحديث والمعتزلة ، وعولجت قضايا فكرية في غاية الدقة منها (خلق القرآن ) ، فجهود علماء الإسلام ضرورية في توضيح الكثير من الإلتباسات التي تضعُ المؤمن في مأزق معرفي ، فقد كان الأشاعرة سباقين في انتهاج ( أسلوب الكلام) في الرد على المشككين .

مفصل القول : الطفرة المعرفية النامية ، وسهولة وصول الناس للحقائق في ظل عولمة الثقافة ، ستجعل مهام علماء وفقهاء اليوم أكثر صعوبة في الإقناع ،فجحافل البحاث الهراطقة عن الحقيقة تزايدت ، ومن الصعب كبح جماحها إلا بالفكر الذي يستند على النص والعقل .




#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمال داود ودواعش الجزائر .
- كمال داود والهوية الجزائرية .
- يناير الأمازيغي ، بين الترسيخ والتفسيخ .
- مالم يقله القرآن .
- الإسلام بنظرتين…. تقليدية وحديثة .
- حول الأمازيغية…. وترسيمها القاتل ؟
- هل اكتشف الأمازيغ أمريكا قبل كريستوف كولمبس ! ؟
- لماذا التضييق على خبر انتكاساتنا ؟
- الحرب على طوبونيميا (Toponymie )الأمازيغ .
- ما ستخسره العربية بعد ترسيم الأمازيغية ؟ .
- ترسيم الأمازيغية لن يكون غدا .
- مخاطر [ تجذير ] الهوية العربية الإسلامية في تونس .
- تجذير [الناشئة ] في هويتها العربية الإسلامية بتونس؟ ! .
- العرب أصلهم أعراب ، والأمازيغ أمة بجميع مقوماتها .
- مخطوطات مكتبة الشيخ [ الموهوب أولحبيب ] بتلا وزرار ، بني ورث ...
- الإخوان في طريقهم إلى إجهاض ثورة 25 يناير .
- الحضارة الإسلامية ... سكونٌ أم إقلاع ٌ ؟
- الفيلم المسيء للرسول ، أهو صراع بين (الطورو ، والطوريرو) ؟ .
- علمية الباحث الإسلامي في الميزان .
- عدالةُ الصحابة بين التعميم والتخصيص . [ الجزء الثاني ]


المزيد.....




- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- الحسيني والقسام في مواجهة تسريب العقارات لليهود قبل النكبة
- مجانية.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات الان


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب آيت حمودة - محمد الشيخ وخطر الإعدام .