أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طوني سماحة - الجنة برسم البيع














المزيد.....

الجنة برسم البيع


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 02:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يُظهر مقطع الفيديو داعية في شارع من شوارع سوريا على ما أظن، يوزع بطاقات تعد الشباب بدخول الجنة مقابل التطوع لتفجير النفس. لا أخفي أحدا انه خالجني شعور بالتطوع للدخول الى الجنة. لما لا فالحوريات كثيرات هناك بالاضافة الى انهر الخمر! لكن عدت وفكرت قائلا ولماذا يا ترى أفجر نفسي أشلاء كيما أدخل الجنة؟ أليس من الاجدى دخول الجنة بجسد كامل بدل الدخول اليها مقطوع اليد او الرجل او حتى بلا عينين؟ كيف لي عندها أن أرى الحوريات واعانقهن؟ ثم لماذا افجر نفسي اشلاء للحصول على النساء؟ فهن في هذه الارض اكثر من الهم على القلب؟ يمكنني أن أمتع نفسي باكبر عدد من النساء هنا على الارض ومن ثم فالجنة بعد ذلك مضمونة بحورياتها و انهار خمرها. ولماذا اقتل غيري كيما اشرب الخمر هناك؟ فبلاد الكفر يكثر فيها الخمر وهو من اجود الانواع! فمن النبيذ والويسكي الى الشمبانيا والفودكا. لكن عدت وتذكرت انني اصلا لست من محبي الخمور ولا من شاربيها. اذا ليس لدي رغبة في قتل الناس كيما اذهب الى الجنة واشرب الخمر.

اعرف ان ثمة غبي سوف يعترض قائلا وها هي الكنيسة في القرون الوسطى كانت تبيع صكوك الغفران للناس. أذا لماذا تنتقد الفكر التكفيري؟ أقول، أيها الغبي، بيع صكوك الغفران أصبح تاريخا مضى عليه ما يزيد على ستمائة عاما. والشعوب الاوروبية ثارت على الكنيسة كيما توقفها عن ضلالها ونجحت. أما أنت فتريد الاستمرار في بيع الجنة وتفجير الناس وتبرره هذه التصرفات الهمجية بحدث تخطاه الزمن. أنت تشرع للتكفيري ضلاله لان ثمة من قام بالعمل ذاته في القرون الوسطى. نعم بيع صكوك الغفران تم في القرون الوسطى، زمن الكتابة بالريشة على الرقوق. أما أنت ايها الغبي فتعيش في القرن الواحد والعشرين، قرن الانترنت وحقوق الانسان والحرية والعلم. إلا إذا كنت أللهم تعيش في الجسد في القرن الواحد والعشرين وفي الروح في القرون المظلمة.

أيها الشاب،
هل غرروك بتفجير نفسك كيما تدخل الجنة؟ هل قالوا لك ان الحوريات بانتظارك على ابواب الجنة؟ هل وعدوك بانهار الخمر؟ ارجوك، فكر! لماذا لا يفجر الدعاة انفسهم؟ لماذا لا يرسلون أولادهم؟ لماذا لا يذهبون هم للتمتع بالحريات؟

أيها الشاب،
إن أنت فجرت نفسك وقتلت آخرين، لن تدخل الجنة، بل سوف تفتح عينيك في لهيب جهنم. لن تجد هناك حوريات بل شياطينا. لن تشرب خمرا بل عذابا ابديا. لو انت فجرت نفسك، سوف تبقى قاتلا للأبد. سوف تلاحقك دعاوى الامهات اللواتي خطفت حياة أبنائهن. سوف تلاحقك لعنات الآباء. سوف تلاحقك دموع اليتامى. سوف تلاحقك أنات الازواج والزوجات. سوف يبقى الدم يلطخ يديك للأبد. لم يفت الآوان ايها الشاب. إخلع عن صدرك الحزام الناسف. إرم القنابل ودس على الاسلحة التي اعطوك إياها. عد أيها الشاب الى بيتك واهلك. تمتع بالحياة مع من تحب. خذ لك زوجة و أحبها واعطف عليها. تمتع بالأبناء الذين يعطيك الله إياهم. كن سبب بركة لأهلك وجيرانك ومجتمعك.

عد أيها الشاب الى مجتمعك. بدل ان تخطف الحياة من جسد إنسان، بشّر بثقافة الحياة. بشّر بثقافة المحبة. أنهض طفلا وقع. أسند رجلا هوى. إرحم امرأة طغى عليها الزمن. عد أيها الشاب وكن رسول المحبة بدل ان تكون رسول الموت. كن رمز العطاء بدل ان تكون رمز الهمجية. يكفينا أيها الشاب دماء. يكفينا دموعا. يكفينا أنات وأحزانا. يكفينا موتا. إن أنت أيها الشاب كنت رسول محبة ومبشرا بثقافة الحياة، لسوف تكتشف انك ساهمت بصنع الجنة على الارض، جنة ليس الجنس والخمر محورها، بل حب الناس كل الناس.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا طفل المزود
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق-12- تحديات الزواج
- الله أكبر
- صرخة مظلوم
- دون كيشوت التركي
- سيّدي يسوع
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق-11- الجنس والزواج
- هل التنصير جريمة؟
- الزواج في المسيحية بين النظرية والتطبيق- الجزء العاشر- دور ا ...
- هاتي يديكِ
- بين إيبولا وداعش
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء التاسع-دور ا ...
- إن كنت حبيبي... علّمني قطع الرؤوس
- عنصرية أم كبرياء؟
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الثامن
- عبادة الصليب شرك عقابه الذبح
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء السابع
- أريد جارية شقراء، زرقاء العينين، طويلة القامة، روسية الجنسية ...
- يونس البلجيكي...يهجر مقاعد الدراسة
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزءالسادس


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طوني سماحة - الجنة برسم البيع