أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طوني سماحة - عنصرية أم كبرياء؟














المزيد.....

عنصرية أم كبرياء؟


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 10:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كنت أتصفح أحد المواقع الالكترونية عندما لفت نظري تعليق أحدهم في ذيل الموضوع كاتبا "نحن أهل السنّة خير أمة أخرجت للناس." في اليوم ذاته، كنت أحاور أحد المقربين مني والذي كان يشاركني خلاصة تجربته في الهجرة الى كندا، فقال "كندا تحوي بشرا من كل صوب وحدب. تركب الاوتوبيس، فتجد فيها الابيض والاسود والاسمر والاشقر. تجد فيها الزي الهندي والعربي والاوروبي. تسمع فيها الانكليزية والفرنسية والصينية والعربية و... خلاصة الامر، كندا ليست كلاس (class)، أي ليست راقية ."

لست في وارد الدفاع عن سياسة كندا في الهجرة و اختيارها للشعوب التي تأويها. لكن ما يعنيني هو نظرتنا نحن كعرب ومسلمين الى أنفسنا والى الآخر. فنحن، على علاّتنا الكثيرة والتي لاتحصى، أفضل خلق الله، فيما الآخر، وقد يكون أحيانا أكثر تقدما منا، علّة على البشرية. ومن سخرية القدر أن كلمات قريبي ليست حصرا عليه، بل تختصر رؤية الكثيرين منا نحن المهاجرين على الرغم من أننا وطئنا أرض الغرب مشردين، مهجرين، بيوتنا مهدمة، شعوبنا مقهورة، أوطاننا محروقة، و الفقر حليفنا الدائم. والمضحك المبكي أن أولادنا يتعلمون في مدارس الغرب حيث المنهج يعلمهم صراحة ان الناس يتساوون في الانسانية والمواطنة بغض النظر عن دينهم ولونهم وخلفيتهم.

ترى لماذا يظن كاتب التعليق أنه ينتمي لخير أمة أخرجت للناس؟ وما الذي يخوّل صديقي أن يرى نفسه أفضل من الآخرخاصة انه مسيحي، وكتابه يعلمه أن "ليس يهودي أو يوناني، عبد أو حر، ليس ذكرا ولا أنثى؟ لو تكلمت كعربي أو مسلم، فنحن أقل الناس مساهمة في مسيرة الحضارة البشرية. نحن أكثر شعوب الارض فقرا، باستثناء دول الخليج التي تنعم بثروة البترول، والتي لسؤ الحظ لم تستفد من الذهب الاسود لبناء اقتصاد قوي يسمح لها بمجاراة التطور في العالم فيما لو انتهى زمن الذهب الاسود. الأميّة عندنا من أعلى النسب في العالم وتتضاعف بشكل ملحوظ لدى النساء. مهاجرونا من أكثر شعوب الارض اعتمادا على أنظمة المعونة الاجتماعية في الغرب كما أننا من أكثر الناس احتيالا على القانون للحصول على الربح غير المشروع. الكذب جزء من ثقافتنا اليومية. نلبس الأقنعة لنخفي هويتنا الحقيقية ولدينا لكل مناسبة قناع. نحن أكثر شعوب الارض عنصرية ونكره الآخر لا لسبب سوى أنه الآخر. نحن أكثر الشعوب فشلا على الصعيد الوطني والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي. نحن أكثر الامم ازدواجية في المعايير حتى اننا نناصر اخانا ونكره الآخر ظالما كان او مظلوما. ترتفع اصواتنا عندما يتعرض الآخر لنا وتصيبنا البحة عندما يتعرض الآخر للظلم. نحن أكثر الناس هربا من الحقيقة وعدم تحمل المسؤولية في الحياة. فمصائبنا دائما سببها الآخر، وأصبحت نظرية المؤامرة كرة نرميها في ملعب الآخر كلما أردنا أن نبرأ أنفسنا من إخفاقاتنا ومشاكلنا. نحن أكثر الناس عشقا للدكتاتورية، دكتاتورية السياسة والدين والعائلة. شوارعنا أكثر شوارع الارض اتساخا، فنحن نرمي قاذوراتنا في كل مكان. نحن أكثر الناس رياء. نتغنى بفضائل الزهد ونركب سيارات المرسيدس وال "ب إم دبليو" ونعشق آخر وأحدث التقنيات. نحن خير امة أخرجت للناس علما اننا اكثر امة وربما الامة الوحيدة الهاوية قطع الرؤوس وبتر الاعضاء ورجم الناس وصلبهم. نحن خير أمة أخرجت للناس مع أننا قتلة وسارقين وزناة وكذبة ... نحن خير أمة أخرجت للناس مع أننا نهوى الغزو ولا تحلو لنا الحياة إلا على صهوات الجياد، عفوا الدبابات. نحن خير أمة أخرجت للناس مع أننا نعشق الكلاشنكوف والنساء. نحن خير أمة أخرجت للناس لأننا لا نشرب الخمر، على الأقل علنا، لكننا لا نتوانى عن شرب الدماء. نحن خير أمة أخرجت للناس لأننا نتقن الكذب إتقاننا لتلاوة الشعر. نحن خير أمة أخرجت للناس لأننا نعرف كيفية رماية الحجارة على الزانيات. نحن خير أمة أخرجت للناس لأننا نكبّر ونقتل ونصلي ونذهب لفراشنا مطمئني البال وقد حجزنا لأنفسنا مكانا في الجنة على ضفاف أنهر اللبن والعسل. . وفي النهاية، نحن ربما نكون الامة الوحيدة التي اصابها سكيزوفرينا جماعي، نتخبط في حنيننا للجاهلية، نرفض الحضارة بكل اشكالها، لكننا نعشق كل التكنولوجيا التي تأتينا بها الحضارة. أخيرا، إله الكرة الارضية الهنا وحدنا وهو يرسل كل الذين يختلفون عنا الى الجحيم و يرسلنا الى الجنة مع أننا نقطع الرؤوس ونصلب الناس ونسرق اموالهم و ننتهك أعراضهم ونسبي نساءهم

هل يستفيق الشرق؟ هل يعترف بفشله ويعمل على النهوض من جديد؟ هل تعود الشمس لتشرق من جديد على جبال بلادي وسهولها واوديتها وبحارها؟ هل نعترف اننا لسنا خير امة وانه علينا العمل الجاد والدؤوب كيما نكون واحدة من افضل الامم؟ أخشى ان نغط في نومنا الثقيل حتى اذا ما استيقظنا وجدنا ان المرض استشرى في الجسم كله وما عاد للشفاء من سبيل.

هل نحن عنصريون أم متكبرون؟ لا ذاك ولا تلك. بل نحن مزيج غريب من الاثنين. مزيج لا ينفع فيه سوى تشخيص المرض والعمل على اجتزازه من الجسم.





#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الثامن
- عبادة الصليب شرك عقابه الذبح
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء السابع
- أريد جارية شقراء، زرقاء العينين، طويلة القامة، روسية الجنسية ...
- يونس البلجيكي...يهجر مقاعد الدراسة
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزءالسادس
- نساء برسم البيع
- روبن وليامز، بسمة لطيفة و رحيل مأساوي
- عندما نعلّم أطفالنا قطع الرؤوس
- حكاية بطة
- و بعد النون يأتي دور الألِف
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الخامس
- زمن الجنون
- عتبي عليك يا حرف النون
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الرابع
- صلب انطوان حنا
- أثداء البقر فتنة
- داعشية تبني مجتمعا
- سيدي الخليفة
- أضرب يا عباس


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طوني سماحة - عنصرية أم كبرياء؟