أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طوني سماحة - الله أكبر














المزيد.....

الله أكبر


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 19:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"الله أكبر". قد تكون العبارة الأكثر تردادا التي سمعتها في حياتي في مناسبات ليسب فقط مختلفة ، بل ومتناقضة أيضا. قد تكون العبارة الأجمل التي أتى بها القرآن، لكنها، وفي نظري، قد تكون العبارة الأسواء استخداما في التاريخ الاسلامي.

"الله أكبر"، عبارة جميلة تحجّم الانسان إزاء كائن أكبر منه، فتمنعه من الكبرياء والغرور. عبارة فلسفية تؤكد على تعالي الله عن صغائرنا وبالتالي تجعلنا نصبو كيما نسمو ونقترب من هذا الكائن الكبير. عبارة تضعنا جميعا في مصاف واحد إنسانيا إذ تذكّرنا أننا الأصغر في معادلة طرفاها الله والانسان. عبارة قد تدل على رحمة الله اللا متناهية، إذ من هو الكبير الأكبر غير الرحمن الرحيم الذي يرحمني عندما تزل بي القدم؟ لكن، وفي واقع الامر، هي العبارة الاكثر استفزازا لي عندما يتم تطبيقها من قبل الكثير من المسلمين وخاصة المتطرفين منهم.

"الله أكبر"، سمعتها عشرات الآلاف من المرات تصدح من مكبرات أصوات المساجد، شاشات التلفزة، أفلام السينما، وعلى شفاه رجل الشارع العادي. لكن وللأسف، بدل أن ترتبط هذه الكلمة بأعمال الرحمة والإنسانية، سمعتها تتردد في حالات الغضب و العنف والقتل ورفض الآخر.

"الله أكبر" يرددها المقاتل في الحروب، منذ بدأ تاريخ الاسلام وحتى يومنا الحاضر، فارتبط استعمالها بالسيف والجهاد. لماذا لا يكون الله أكبر في صناعة السلام بدل الحرب؟ لماذا لا يكون الله أكبر عندما أعفو عن عدوي؟ لماذا لا يكون الله أكبر عندما أطعم جائعا؟ لماذا لا يكون الله أكبر عندما أكسو عريانا؟ لماذا لا يكون الله أكبر عندما أرد نفسا خاطئة ل لله بدل أن أحكم عليها بالرجم؟

"الله أكبر" تتعالى في الشارع عندما تطأ أقدام الغوغائيين الأرض في ثورة غضب ضد الحكومات. فيزداد القتل واللكم ويختلط عندها اسم الله بشتائم العامة. يرددها الناس وهم يحرقون اطارات السيارات ويكسرون أقفال المتاجر، ويقمعون الناس ويعطلون السيارات. ألا يكون الله أكبر إن عبّر المواطن عن غضبه في مسيرة سلمية احترم فيها الحق العام وحافظ فيها على البيئة بدل أن يسممها ويسمم رئتيه بالإطارات المشتعلة؟

"الله أكبر" عندما يرسم رسام دانمركي كاريكاتورا، فتشتعل الارض والسماء نارا وهيجانا وسخطا وتحرق السفارات ويتم الاعتداء على المقدسات وقتل الناس وتكون النتيجة أنه بدل ان ينفي المسلم تهمة الارهاب عنه يثبتها أضعافا مضاعفة. ألا يكون الله أكبر إن عبّر المسلم عن استيائه بشكل راق يجعل من هاجمه يعيد الحساب فيما يقوله؟

"الله أكبر" عندما يحمل الغوغائيون حجارة لرجم رجل أو امرأة (وغالبا ما تكون امرأة لأن الرجل قلما يزني) وتنهال الحجارة على المسكين أو المسكينة، فتشج الرأس وتدمي الوجه وتلفظ الروح أنفاسها الاخيرة في مشهد مهين. ترى ألا يكون الله أكبر لو تم احتواء هؤلاء وارشادهم وتأهيلهم لتصحيح طريقهم في الحياة؟

"الله أكبر" عندما يهاجم المسلحون شعبا أعزل، فيذبح الرجال وتسبى النساء وتباع في سوق الرق أو تعطى هدية للخليفة والامير. نعم، الله أكبر. هو أكبر من ذبح الرجال وبيع النساء واغتصابهن.

"الله أكبر" عندما يجند الطفل السوري والعراقي على أيدي الدواعش وعندما يستوردون الطفل الشيشاني والباكستاني وغيرهم ليصنعوا منهم مسخا ويزرعون في رؤوسهم البريئة انه لا يتم ارضاء الله دون تكفير الآخر وقتله. ألا يكون الله اكبر لو اعطي هؤلاء الاطفال فرصة التعلم واثبات أنفسهم في مجتمعاتهم عمالا وتجارا واطباء ومزارعين بدل أن يكونوا ارهابيين؟

"الله أكبر"؟ نعم هو الأكبر. لكن علينا ان نعي انه الاكبر في المحبة والرحمة السلام وليس الاكبر في الذبح والاغتصاب والكراهية. نعم "الله أكبر".



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة مظلوم
- دون كيشوت التركي
- سيّدي يسوع
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق-11- الجنس والزواج
- هل التنصير جريمة؟
- الزواج في المسيحية بين النظرية والتطبيق- الجزء العاشر- دور ا ...
- هاتي يديكِ
- بين إيبولا وداعش
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء التاسع-دور ا ...
- إن كنت حبيبي... علّمني قطع الرؤوس
- عنصرية أم كبرياء؟
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الثامن
- عبادة الصليب شرك عقابه الذبح
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء السابع
- أريد جارية شقراء، زرقاء العينين، طويلة القامة، روسية الجنسية ...
- يونس البلجيكي...يهجر مقاعد الدراسة
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزءالسادس
- نساء برسم البيع
- روبن وليامز، بسمة لطيفة و رحيل مأساوي
- عندما نعلّم أطفالنا قطع الرؤوس


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي ردا على تصريحات بايدن: لا يمكن إخضاعن ...
- مطالبات بالتحقيق في واقعة الجدة نايفة
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج برامج تلفزيونية ناجحة في ال ...
- سويسرا: الحوار بدل القمع... الجامعات تتخذ نهجًا مختلفًا في ا ...
- ردًا على بايدن وفي رسالة إلى -الأعداء والأصدقاء-.. غالانت: س ...
- ألمانيا ـ تنديد بدعم أساتذة محاضرين لاحتجاجات طلابية ضد حرب ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة هندسية إسرائيلية في رفح (فيد ...
- موسكو: مسار واشنطن والغرب التصعيدي يدفع روسيا لتعزيز قدراتها ...
- مخاطر تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة جيدا
- بوتين: نعمل لمنع وقوع صدام عالمي


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طوني سماحة - الله أكبر