-شُعلة - من العُنصرية ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 16 - 15:27
المحور: المجتمع المدني
    

تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية الورقية والإلكترونية ، بالإضافة إلى المسموعة والمرئية كذلك، النبأ التالي ،والذي يقتبس مُقتطفات من بيان أدلى به لوسائل الإعلام جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل – الشاباك ، يتطرق فيه إلى حملة إعتقالات :
" في الأسبوع الماضي أعلن الشاباك (جهاز الأمن الداخلي ) عن إعتقال الثلاثة ( المُتهمين بحرق المدرسة المُختلطة في القُدس ) . وحسب ما أوردهُ الشاباك ، فالثلاثة هم إعضاء في منظمة" لهفا " . ومن خلال منظمة " لهفا " والتي أنشأها الناشط اليميني "بنتسي غوفشتاين " يتم تلقين النُشطاء تعاليم الراب كهانا ،لذا فقد تمت كتابة شعارات "صَدَقَ كهانا " " لا تعايش مُشترك مع السرطان " ، والتي تم إستقاؤها من تعاليم الحاخام كهانا . كما وأفادَ الشاباك في بيانه بأن "هذا الحادث البشع ، ينضم إلى سلسلة من الأفعال العنيفة التي قام بها نُشطاء من مؤيدي الأيديولوجيا الكهانية والذين ينشطون كأعضاء في منظمة "لهفا " .
ورغم "شُهرة " منظمة "لهفا" وأفعالها العنصرية ، إلا أن الشُرطة لم تقم بإجراء تحقيقات مع أعضائها رغم المُطالبات الكثيرة بذلك ومنذ سنوات .
ففي شهر أكتوبر الماضي (قبل شهر ونصف ) ، قام "المركز الإصلاحي للدين والدولة " ( يتبع التيار الديني الإصلاحي اليهودي )وبالشراكة مع منظمات حقوقية أخرى ، بتقديم إلتماس لمحكمة العدل العليا ، يطلب فيه أن تُلزم المحكمةُ الشرطةَ بإجراء تحقيق مع "لهفا " وتقديم إعضائها إلى المحكمة ، بتهمة التحريض على العنصرية وممارسة أعمال عُنف عنصرية مُوثقة .
وتذكر هذه المنظمات التي تقدمت بالإلتماس ، بأنها تتوجه وعلى مدار ال 4 سنوات الماضية بإلتماسات وطلبات إلى المستشار القضائي للحكومة ، ليُصدر أوامره للشرطة بفتح تحقيق ، لكن هذه الإلتماسات تم تجاهلها .
لن ندخل في الأسباب ، الدوافع والحيثيات التي كانت وراء تحرك قوى الأمن الداخلي ، وألقاء القبض على الشبان الثلاثة ، والذي كان من تداعياته إعتقال زعيم منظمة "لهفا " وعشرة ناشطين أخرين .
وكان زعيم المنظمة قد أعلن بالأمس عن إغلاق مكاتب المنظمة ، وطلب من أعضاء المنظمة الإمتناع عن الإدلاء بتصريحات للصحافة ..
لكن ما هي "لهفا " ، وما هو محور نشاطها ؟
و" لهفا " تعني بالعربية شُعلة ، ولكن الكلمة هي من الأحرف الأولى للكلمات التي تحمل المعنى التالي : من أجل منع الإختلاط والذوبان !! والمقصود بالأمر هو منع زواج البنات اليهوديات بالشبان العرب .. وتقوم المنظمة بالإتصال باليهوديات المتزوجات من عرب وإقناعهن بالعودة هُنّ واولادهن إلى" حضن الديانة اليهودية " .
وكان أبرز نشاط علني لهذه المنظمة العنصرية هو مُحاولة تخريب حفلة زفاف الشاب العربي اليافاوي (من مدينة يافا ) "محمود" من الصبية اليهودية "مورال "، في مدينة ريشون لتسيون ، وهذا فيديو قصير عن العرس ونشاطات "لهفا " ، ومقابلة مع زعيم المنظمة والذي يهدد فيه العريسين ، وكل من تسول لها نفسها الزواج "بالعدو " ،ويتحدث دون أدنى إحترام لرغبة الطرفين :
https://www.youtube.com/watch?v=l9NW6ngQpzM
لقد كان رد رئيس الدولة (روبي ريفلين ) واضحا وصريحا ،إذ قال بأن : " التحريض على محمود ومورال مُستفز ومُثير للغضب " ..!!
السكوت عن أفعال "شعلة العُنصرية " ضد العرب ، أدى في نهاية المطاف إلى حرق مدرسة يهودية – عربية ...!! ومن حُسن حظ الصغار بأنهم لم يكونوا على مقاعد الدراسة ساعتها ..!!
المُنظمات العنصرية اليمينية الدينية مُتعددة ، ومنها من ينشط داخل الخط الأخضر بشكل عام ، ك"الشُعلة " ومنها من ينشط داخل الضفة الغربية ك "تدفيع الثمن " ..!! لكن الملاحظ بأن هذه المنظمات ، تتجاوز "حدود نشاطها" لتنتقل بالأعمال العنيفة وتوجهها نحو اليهود ايضا ..أو داخل الخط الأخضر ..
وهذا ليس بمُستغرب فالعُنصرية ( ولا أهمية لقومية العنصري ولا لقومية عدوه ) لا تعرف حدودا ...!!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل