الفضاء الإسرائيلي والنازية ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الفضاء الإسرائيلي والنازية ..
مُلاحظة إستباقية : يُصيبني القرف والغثيان حينما يقوم أحدهم "بإستغلال" كلمة "النازية " في نقاش سياسي وبهدف الحصول على مكاسب سياسية انية ، لكن حينما يستعملها ساسة إسرائيليون وأتباعهم من اليمين لوصف مخالفيهم بالنازيين ، سواء كان هؤلاء المخالفين من الفلسطينيين ( عرفات =هتلر ) أو مُخالفيهم من الساسة المعارضين لنهج الحكومة ( رابين في ملابس ال –إس إس النازية )، فهذا ما يُحزنني كثيرا كإنسان. ( إنتهت الملاحظة الإستباقية) .
كما يبدو فإن حكومة السيد نتانياهو تلفظ أنفاسها الأخيرة . ويقع في مركز الإختلاف بين مركباتها ، ظاهريا على الأقل ،إقتراح قانون القومية ، كما يُطلق عليه الإعلام العبري ، وقانون يهودية الدولة كما يُطلق عليه الإعلام العربي .
لا حقوق قومية إلا لليهود هكذا وبإختصار ، "اليهود بس والباقي خس " ..!!
ومن ضمن من يقع في خانة الخس ، يأتي الدروز والشركس مواطنو الدولة . فهم وكما هو معلوم ليسوا "عربا " ، وهذا صحيح بالنسبة للشركس . لكن الدروز ، الذين إخترعت لهم الدولة ، قومية درزية ، هم من العرب الأقحاح لسوء حظهم ربما ، لكن لم تشفع لهم قوميتهم الدرزية ولا خدمتهم في جيش الدفاع ، لدى السلطات . فهم ليسوا يهودا .. مما حدا بلجنة رؤساء السلطات المحلية الدرزية والشركسية في إسرائيل ، وهي جسم تمثيلي للدروز والشركس على غرار لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية ،( وقد ظن إخوتنا الدروز والشركس بتشجيع من المؤسسة الرسمية بأن إنفصالهم عن العرب سيكون في صالحهم) ، لكن .... وقد أصدرت اللجنة بيانا بعد إجتماع طاريء ، جاء فيه :" المطلوب ، قانون يكفل مساواة مدنية وليس قانونا يُكرّس التمييز ويَركنُ في الزاوية مجموعات سكانية مُخلصة للدولة .. وإسرائيل ليست بحاجة إلى قوانين تزيد من التعصب والإنغلاق القومي ....." بينما صرّح وائل حبيش ، رئيس مجلس يركا المحلي ، بأن إقتراح القانون المذكور هو " ..... صفعة مدوية موجهة للطائفة الدرزية ، فأنا أريد أن أحيا كجزء من هذه الدولة وليس كضيف عليها ..." .
ويزدحم الفضاء الإسرائيلي الإعلامي والواقعي ببعض" السموم" النازية ، ليس بحق العرب فقط ، ولو إقتصر الأمر على العرب لما كتبنا شيئا ، فقد إعتادت الجماهير العربية على شعارات ك "الموت للعرب " ، " والعرب كالصراصير " ، و"ترانسفير للعرب " ، "المثلث للضفة " ، "إذهبوا إلى غزة " ، أما على المستوى العملي ، فهناك المطالبات بعدم تشغيل العرب ومقاطعة المصالح التجارية التي تُشّغل عربا ، و "من هالخروب سدة ملانة " كما يقول مثلنا الشعبي .
لكن ،تمتد اليد التي هاجمت العرب ، ل"تضرب " اليهود "الخونة لإسرائيل " من اليسار ، فبالأمس أحرق مجهولون مدرسة يهودية – عربية في القدس ....!! لإن طلابها من العرب واليهود ..!!
وأصدر "مجهولون " صورا بلباس ال- إس إس ، النازية ، لكل من رئيس الدولة – روبي ريفلين ، وزيرة القضاء – تسيبي ليفني ، وزير المالية – يئير لبيد ، قائد الشُرطة – يوحنان دنينو ، وبعض الشخصيات الأخرى ،وذلك لأنها تُعارض إقتراح قانون القومية – أو يهودية الدولة .
يُذكر بأن اليمين الإسرائيلي كان قد ألبس إسحاق رابين ملابس ال- إس إس ، وذلك قبل فترة من إغتياله على يدي يهودي يميني ، لأنه وقع إتفاقيات اوسلو .
اليمين المُتطرف الذي يجلس قادته على مقاعد الحكومة وفي البرلمان لا يمتنع عن إستعمال الرموز النازية مع مُخالفيه ، بل ويتهمهم بأنهم نازيون ، لأنهم يختلفون معه في قضايا سياسية بحتة .. !!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل