أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - كاظم حبيب - حوارات فكرية وسياسية ممتعة مع الصديق البروفيسور الدكتور ساسون سوميخ















المزيد.....

حوارات فكرية وسياسية ممتعة مع الصديق البروفيسور الدكتور ساسون سوميخ


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 20:47
المحور: مقابلات و حوارات
    


سمعت عن البروفيسور الدكتور ساسون سوميخ كثيرا ولم التق به، قرأت له بعض ما كتبه عن بعض روايات نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للآداب، وعن أدب يوسف ادريس، وهما من اكبر كتاب الرواية والقصة القصيرة في العالم العربي على التوالي. أعجبت بطريقة تحليله للغة هذين الكاتبين وأسلوب كتابته السهل والواضح والمليان وإبرازه جماليات الكلمات والجمل وقوة التعبير لديهما، إضافة الى استخدامهما للغة المحكية المعبرة عن الواقع المعاش حيثما تطلب الأمر ذلك، وهو الذي يميل اليه البروفيسور ساسون سوميخ كثيرا ويمارسه في كتاباته ايضا. تعرفت بلندن على الصديق اميل كوهين، وهو عراقي المولد ويقطن لندن منذ هجرته من العراق وحصلت منه على بعض كتابات البروفيسور ساسون سوميخ ثم عنوانه حيث ارسلت له أسئلة الاستطلاع الخاصة بيهود العراق ورجوته الإجابة عنها ان وجد وقتا لذلك بهدف نشرها في كتابي الذي ينتظر الصدور في ربيع هذا العام 2015 والموسوم "يهود العراق والمواطنة المنتزعة". أجاب مشكورا ولكن باقتراب شديد لم في الغرض من توجيه الأسئلة، ولكنه تفضل وأهداني الجزء الأول من كتابه الموسوم "بغداد امس". قرأت الكتاب وأعجبت به أيما إعجاب، إذ انه تناول به ذكرياته، بين ولادته في العام 1933 ومغادرته حالعراق في العام 1951، اذ كان عمره حين ذاك سبعة عشر عاما، وهي فترة معقدة ومتشابكة من تاريخ العراق السياسي، في وقت لم يكن الشاب ساسون سياسيا ولكن كانت ميوله العامة إنسانية ذات وجهة يسارية والتي حافظ عليها حتى يومنا هذا، وهوما قرباني اليه اكثر. وبعد قراءتي الكتاب قررت الكتابة عنه، فكان ثاني مقال اكتبه عن بروفيسور عراقي المولد يهودي الديانة ويعيش في اسرائيل. اذ كان الأول هو البروفيسور شموئيل موريه عن كتابه الموسوم "بغداد حبيبتي" الصادر في العام 2012 في اسرائيل ووصلنا منه مباشرة كهدية قيمة بعد ان كان قد نشر في موقع إيلاف في حلقات بلغت اكثر من خمسين حلقة. لقد نشرت المقال الذي كتبته عن البروفيسور الدكتور ساسون سوميخ أيضاً. وقد لقي المقالان صدى احسان عام، وبشكل خاص من الزميلين موريه وسوميخ. 
من هنا بدأت صداقة جديدة بين البروفيسور ساسون وبيني دون ان نلتقي ولم يعرف احدنا الآخر من قبل. فكانت بيننا مخاطبات ومكالمات عبر الهاتف ثم لقاء ببرلين مع عائلته في أب/اغسطس من العام 2014.
وصل الى برلين مع زوجته تيري وأبنتيه وأحفاده. كان اللقاء حميما حقاً معه ومع زوجته وبقية أفراد العائلة. عاد جو الصداقة العراقي بيننا وكأننا قد تعرفنا قبل ستة عقود. كانت زوجته الامريكية المولد رائعة وحميمة ورحيمة على زوجها تخشى عليه من الهواء الذي يمس وجنبيه. وحين خضنا الحوارات الجميلة وبحضور الأخ قوجمان تأسفنا معا بأننا لم نلتق ولم نتعارف على بعضنا قبل هذا الوقت بسنوات.
حين استمعت الى أحاديثه خلال ثلاثة أيام تسنى لنا فيا اللقاء سوية، عادت الى ذاكرتي جميع أحداث ووقائع كتابه الموسوم "بغداد امس" وما فيه من ذكريات حية كتبت بأسلوب جميل أخاذ ومليء بالحب لبغداد والحنين اليها وإلى الأصدقاء والكتاب والشعراء العراقيين، عن لقاءاته بالشعراء والكتاب وعن أساتذته الذين تتلمذ على أيديهم وتعززت لديه لغة الأم، اللغة العربية. أعاد الحديث عن الجواهري ولقائه وعن أساتذته حسين مروة ومحمد شرارة وحسن الصوري وعن شعراء شباب.
تحدثنا عن ذكريات غير مشتركة ولكنها متقاربة لأنها حصلت في ذات الأجواء البغدادية أو العراقية عموما. تحدثنا عن السياسة ايام زمان وعن اليهود بالعراق ودورهم الثقافي والإعلامي او الصحفي وعن االرواد منهم و
نشاطهم السياسي الذي لم يتعرف عليه الا فيما بعد، اذ لم تكن لديه اهتمامات سياسية حينذاك.
ثم تطرقنا الى مجزرة الفرهود ضد اليهود التي وقعت في يومي الأول والثاني من يونيو/حزيران 1941 بعد انهيار حكومة رشيد عالي الانقلابية التي قادها قوميون يمينيون تأثروا بشكل صارخ بالفكر النازي الألماني خلال الفترة بين 1935-1945 وما بعدها. ثم الحديث عن وثبة كانون والقوى المناهضة للصهيونية ضمن يهود العراق الذين شكلوا عصبة مكافحة الصهيونية وبدعم مباشر من قيادة الحزب الشيوعي العراقي والرفيق فهد حينذاك، وكيف حوربت هذه العصبة من قبل حكام العهد الملكي وبشكل خاص من نوري السعيد، الذي أيدها ابتداءً ثم انقلب عليها حين تم طبخ مؤامرة ترحيل اليهود بأي ثمن الى اسرائيل بين بريطانيا وإسرائيل والنخبة الحاكمة العراقية.
وجرنا الحديث عن الحرب والسلام بين اسرائيل والدول العربية ولكن وبشكل خاص مع الشعب الفلسطيني، وعن دور القوى اليمينية المتطرفة والمتعصبة دينياً والرافضة للسلام من الطرفين والعواقب الوخيمة لمثل هذا النهج. فهذه القوى في الطرف الاسرائيلي تسعى الى التهام المزيد من أراضي الشعب الفلسطين قبل العام 1967، وتلك القوى اليمينية والدينية لحماس والجهاد الإسلامي وغيرها من قوى الإسلام السياسي المتطرفة في غزة التي تريد رمي الدولة الإسرائيلية والشعب اليهودي بالبحر!! ان هذه السياسة مهلكة للطرفين ولن توفر السلام ولا بد من وجود دولة فلسطين بجوار دولة اسرائيل والتخلى عن الاراضي المحتلة من جانب إسرائيل وعقد صلح دائم وعادل برعاية الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إذ بغير ذلك لن يكون هناك سلم ويبقى الموت يطارد الجميع في فلسطين وفي اسرائيل. لقد كانت وجهات نظرنا متفقة في هذا الصدد، فحل الدولتين والاعتراف المتبادل وتحقيق التنسيق والتعاون وربما التكامل فيما بعد هو الطريق الصحيح والوحيد لإرساء السلم الدائم والعادل بين شعب اسرائيل والشعب الفلسطيني والدول العربية.
لقد كانت الحوارات غنية وواضحة وصريحة وكنا نقف معا على ارضية فكرية ديمقراطية وتقدمية او يسارية ندرك معاً مأساة الصراع والحرب وعواقبها عل الشعوب وليس على الحكام وعلى مستوى حياة الشعوب. وكان موقفنا رافضاً لما حصل في غزة من جانب حكومة بنيامين نتنياهو وكذلك موقف حماس وبقية قوى الاسلام السياسي المتطرفة في غزة ولا بد من اجراء تحقيق لإدانة جرائم الحرب التي ارتكبت على وفق قرار مجلس الأمن الدولي والذي رفضته اسرائيل حتى الان ووافقت عليه الحكومة الفلسطينية.
حين عاد البروفيسور سوميخ الى إسرائيل ارسل لي الجزء الثاني الموسوم "ما بعد بغداد" الذي يبحث في الفترة الواقعة بين وصوله اسرائيل والعام 2010. وهو كتاب يدخل في باب الذكريات والإخوانيات. وقد كتب كسابقه بأسلوب سلسل وجميل يجسد قدرناه الفائقة في اللغة العربية وامساكه لزمامها وبراعته في استخدامها. 
أودعته بقراءة الكتاب، وهي ما تزال مسودة غير مدققة مترجمة عن العبرية. وحين بدأت في قراءة الكتاب لم اتركه حتى انتهيت منه دفعة واحدة ودون ان اشعر بالوقت الذي مرّ سريعا.
لم تكن حياة العائلات العراقية اليهودية آلتي عادت الى اسرائيل سهلة ميسرة، بل تميزت بالكثير من التعقيدات، وخاصة لتلك العائلات الكادحة وتلك آلتي كتب على ملفاتها بأنها شيوعية او اشخاص كتب عل ملفاتهم ذلك. وتبين لهم الفرق في الاستقبال والعيش بين من يأتي من أوروبا ومن يأتي من الشرق، وخاصة الشرق العربي الذين كانوا يرشون بمادة ال" ددت DDT" حال نزولهم من الطائرة ثم توقف هذا الأجراء الوحشي فيما بعد، كما يشير الى ذلك ساسون سوميخ في هذا الجزء من الكتاب. 
لقد تحدث على مدى 21 فصلا عن بدء حياته الجديدة بإسرائيل وعدم معرفته اللغة وغياب عائلته التي وصلت الى اسرائيل بعد عدة شهور من وصوله وصعوبة العيش البدائي مع البق الملعون الذي يشبه بق البصرة بالمقارنة مع ما كان عيش عائلته ببغداد والكثير من العائلات الغنية والمتوسطة، في حين كانت حياة العائلات الفقيرة لا تختلف عن حياة الغالبية العظمى من الشعب العراقي حينذاك. هذا الكتاب غني بما ورد فيه من تجارب العيش مع الطلبة والأساتذة الذين درس معهم او الذين درسوه او فيما بعد قيامه بتدريس مجموعة منهم أصبحت فيما بعد من خيرة الباحثين وأساتذة الجامعات او خبراء في تخصصهم. 
سأفرد مقالا خاصاً عن هذا الكتاب الصغير الذي لم يصدر بعد بترجمته العربية من العبرية او الانجليزية لأهميته للباحثين في مجال الجد والمثابرة على البحث والأمانة العلمية والدأب والتواضع في العلاقات واحترام الرأي وارأي الاخر وخاصة بين الطلبة والأساتذة. 
8/12/2014 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد متأخر على أگاذيب شرسة
- هل من مغزى لتعيين د. مظهر محمد صالح مستشاراً اقتصادياً لرئيس ...
- هل القضاء العراقي مستقل؟
- أما يزال الإنسان العراقي يقف على كف عفريت، أما يزال تحت رحمة ...
- هل ما يزال العراق يعيش كوارث الشوفينية والحروب والاحتلال وال ...
- التضامن الإنساني حاجة إنسانية ماسة وملحة في أوضاع العراق، وط ...
- الظلم إن دام دمَّر!! البنك المركزي العراقي نموذجاً
- مقترح للمناقشة حول لقاء قادم لحقوق الإنسان بالعراق في خريف ا ...
- هل التحولات السياسية الضرورية محتملة للخلاص من الواقع المزري ...
- رؤية أولية للمناقشة حول سبل تنفيذ توصيات لقاء برلين لحقوق ال ...
- لنكن بمستوى المسؤولية في تنفيذ توصيات لقاء برلين لحقوق الإنس ...
- من المسؤول عن ضحايا أبناء شعبنا العراقي من إيزيديين ومسيحيين ...
- ستندحر الراية السوداء لقوى داعش وأشباهها، وستنتصر إرادة الشع ...
- مصائب شعب عند أحزاب إسلامية سياسية حاكمة بالعراق فوائد!!!
- بطولة كوباني وجرائم داعش كشفا عن الوجه القبيح لنهج الدولة ال ...
- القضايا التي توحد جمعيات ومنظمات ونشطاء حقوق الإنسان في داخل ...
- من أجل إنهاض حركة حقوق إنسان شعبية بداخل العراق وخارجه بمناس ...
- نحو إنجاح مؤتمر جمعيات ومنظمات ونشطاء حقوق الإنسان ببرلين - ...
- الشعب الكُردي ب-كوباني- يقدم نموذجاً مقداماً للمقاومة البطول ...
- سيبقى العراق هدفاً ضعيفاً أمام قوى الإرهاب ما دام الحكم طائف ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - كاظم حبيب - حوارات فكرية وسياسية ممتعة مع الصديق البروفيسور الدكتور ساسون سوميخ