أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل التحولات السياسية الضرورية محتملة للخلاص من الواقع المزري بالعراق؟














المزيد.....

هل التحولات السياسية الضرورية محتملة للخلاص من الواقع المزري بالعراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال الأسابيع القليلة المنصرمة اتخذ السيد حيدر العبادي مجموعة من الإجراءات المهمة لمواجهة الوضع المتردي بشكل شامل بالعراق والذي ورثه عن نوري المالكي وسياساته الطائفية التدميرية. ومثل هذه الإجراءات أرضت الكثير من الناس لأنها ربما تصب في المجرى الصحيح والضروري للعراق. إلا إن هذه الإجراءات الجيدة المحدودة ما تزال بعيدة عن أن تكون نهجاً ثابتاً وسياسات ضرورية ومطلوبة للعراق في المرحلة الراهنة لإنقاذ العراق من السقوط في أحضان داعش واستمرار القتل الواسع النطاق لنسبة عالية من جميع أتباع الديانات والمذاهب بالعراق ولأبناء القوميات العديدة من جهة، كما إنها ما تزال بطيئة من جهة ثانية. ويرتبط هذا الواقع بميزان قوى الأوساط الحاكمة داخل البلاد وليس المجتمع الذي يعاني الأمرين ويريد الخلاص من واقع زحف الموت والخراب باتجاهه.
بعد أن أصبح السيد العبادي رئيساً للوزراء يفترض أنه لم يعد يمثل بالضرورة حزب الدعوة أو التحالف الوطني الإسلامي السياسي، بل يفترض فيه أن يمثل الشعب العراقي، وبالتالي لا بد أن تكون سياساته وإجراءاته تمثل مصالح الشعب العراقي كله وليس مصالح أحزاب التحالف الوطني الذي أوصل الكثير من أطراف هذا التحالف العراق إلى الحالة المزرية الراهنة. لهذا لا يكفي إحالة 36 قائداً عسكرياً على التقاعد دون محاكمة ضرورية ملزمة، أو أن يصدر قرار يطالب من مجلس النواب بمناقشة وإقرار قوانين معطلة في المجلس على أهميته، أو أن يحل مؤقتاً عقدة النفط بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق، بل يفترض أن يتبنى نهجاً وسياسات تسرع من عملية تصفية الآثار الناشئة عن سياسات إسلافه في الحكومات العراقية الشوفينية والطائفية المتعاقبة، سواء قبل أم بعد سقوط الدكتاتورية الغاشمة، وصعود جهلاء طائفيون مصابون بعمي المواطنة العراقية الموحدة والمتساوية على رأس السلطة بالعراق منذ 2003 والذين ما زالوا يحتلون مواقع مهمة وأساسية في قوام السلطة التنفيذية التي يرأسها السيد العبادي وفي القضاء العراقي، دع عنك مجلس النواب الذي يتعامل حتى الآن على أساس طائفي مدمر.
والسؤال المشروع هو: هل سيتعامل السيد العبادي على هذا الأساس؟ الجواب لدى السيد العبادي ولدى الشعب العراقي وقواه الوطنية. ولكن أود أن أذكر الجميع بالمثل العراقي النابت الذي يعبر عن حكمة عميقة عن الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد وحين تتخذ إجراءات إيجابية محدودة حتى الآن كتلك التي اتخذت من قبل رئيس ومجلس الوزراء: "الشق كبير والرقعة صغيرة" بكل معنى الكلمة.
الشعب العراقي أمام خراب شامل يعم مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والبيئية والصحية والعسكرية والأمنية، رغم النجاحات العسكرية المهمة والقليلة الحاصلة في المناطق المحيطة بالإقليم أو في بيجي بجهود قوات البيشمركة والجيش العراقي.
إن النجاحات العسكرية التي يفترض تحقيقها ضد العصابات الفاشية والإجرام الدموي لداعش ترتبط دون أدنى شك وبشكل عضوي ومباشر بالنهج الذي سوف تلتزم به حكومة السيد العبادي والسياسات التي سوف تمارسها في جميع المجالات. فوحدة السياسات والإجراءات العقلانية في المجالات كافة تبدأ بالتخلي عن النظام السياسي الطائفي الذي كرسه نوري المالكي والنجيفي ومعهم كل الطائفيين المغالين المدفوعين بمصالح آنية أنانية مناهضة لمصالح الشعب العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه، وبالطريقة التي أحس بها كل عراقي بأن هناك تحولاً طفيفاً في الموقف صوب الوطن والمواطنة وليس الطائفة أو الهويات الفرعية القاتلة، في حين أن بنية الحكومة ومؤسساتها ما يزال قائماً على اسس المحاصصة الطائفية المدمرة للوطن والمواطن.
إن بداية حكم السيد العبادي تشير إلى احتمال التحول صوب نهج وسياسات جديدة، رغم جزئيتها. وعلينا أن لا ننتظر حصول التحول دون صراعات ومقاومة شديدة ودموية من المعسكر الذي يقف فيه العبادي نفسه بشكل خاص، وعلى القوى الخيرة في الشعب العراقي أن تمارس دورها المطلوب في النضال والدفع بهذا الاتجاه والتصدي لمن يريد مواصلة الواقع الراهن، واقع سيادة حالة الإرهاب والفساد العامة بالبلاد، وكذلك اختطاف الموت المزيد من الناس الأبرياء وانتشار حالة البؤس والفاقة الفكرية والثقافية. إن النظام السياسي الطائفي والفاسد ليس مقيتاً فحسب بل ومدمراً للمجتمع ومستقبله، فهل يَعِد العبادي شعب العراق بالدفع باتجاه الخلاص من هذا الواقع المرير؟!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية أولية للمناقشة حول سبل تنفيذ توصيات لقاء برلين لحقوق ال ...
- لنكن بمستوى المسؤولية في تنفيذ توصيات لقاء برلين لحقوق الإنس ...
- من المسؤول عن ضحايا أبناء شعبنا العراقي من إيزيديين ومسيحيين ...
- ستندحر الراية السوداء لقوى داعش وأشباهها، وستنتصر إرادة الشع ...
- مصائب شعب عند أحزاب إسلامية سياسية حاكمة بالعراق فوائد!!!
- بطولة كوباني وجرائم داعش كشفا عن الوجه القبيح لنهج الدولة ال ...
- القضايا التي توحد جمعيات ومنظمات ونشطاء حقوق الإنسان في داخل ...
- من أجل إنهاض حركة حقوق إنسان شعبية بداخل العراق وخارجه بمناس ...
- نحو إنجاح مؤتمر جمعيات ومنظمات ونشطاء حقوق الإنسان ببرلين - ...
- الشعب الكُردي ب-كوباني- يقدم نموذجاً مقداماً للمقاومة البطول ...
- سيبقى العراق هدفاً ضعيفاً أمام قوى الإرهاب ما دام الحكم طائف ...
- المأساة والمهزلة في عراق اليوم!! متى يعي الشعب مأساته تحت حك ...
- ماذا يراد للعراق وأهل العراق؟ وماذا يجري في مدينة كوباني الك ...
- التعذيب يلاحق اللاجئين حتى في بلدان المهجر؟ ألمانيا نموذجاً!
- إقليم كُردستان العراق في الواجهة والمواجهة!
- هل سيكف المالكي عن نهجه الطائفي المفتت لوحدة الشعب العراقي؟
- هل من سبيل لمواجهة الطائفية السياسية في حكم البلاد؟
- هل من جديد في تشكيلة الحكومة الجديدة؟
- نداء إلى محامي العراق وقضاته الكرام
- لقاء شفاف مع مسرحيي وسينمائيي العراق في المعهد الثقافي العرب ...


المزيد.....




- القاديانية.. 135 عاما من الجدل حول النبوة والانتماء للإسلام ...
- ماذا قال ترامب عن-نتائج- الضربات على المواقع النووية الإيران ...
- الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة ...
- كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد ...
- روسيا تشن -هجوما كبيرا- بالمسيّرات على كييف
- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل التحولات السياسية الضرورية محتملة للخلاص من الواقع المزري بالعراق؟