أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - سيبقى العراق هدفاً ضعيفاً أمام قوى الإرهاب ما دام الحكم طائفياً؟















المزيد.....

سيبقى العراق هدفاً ضعيفاً أمام قوى الإرهاب ما دام الحكم طائفياً؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المقاومة الشجاعة لرفض تجديد ولاية ثالثة لنوري المالكي لم يكن هدفها إزاحة المالكي فحسب، بل كان الهدف المركزي، مع الخلاص من المستبد بأمره والسياسي الفاشل، هو التخلص من النظام السياسي الطائفي والمحاصصة الطائفية والأثنية بالبلاد. وإذ أمكن إزاحة المالكي، فأن الحكم بالبلاد ما يزال يستند إلى قاعدة المحاصصة الطائفية، وفي الغالب الأعم بقاء ذات الوجوه السياسية السابقة المرتبطة بالأحزاب السياسية. ولم يكن الحكم كله فاشلاً فحسب بل كان جميع الوزراء فاشلين أيضاً في أداء مهماتهم الوزارية وحولوها إلى وزارات طائفية وأثنية ترتبط بأحزابهم الطائفية والقومية. وهو الأمر الذي ألحق وما زال يلحق أفدح الأضرار بالعراق دولة وشعباً واقتصاداً وثقافة.
والعراق المبتلى حالياً بالطائفية السياسية وغياب الوحدة الوطنية وروح المواطنة، التي لم تبق محصورة داخل الأحزاب السياسية الطائفية الحاكمة فحسب بل تغلغلت إلى الأوساط الشعبية، أصبح اليوم أكثر ضعفاً وأقل قدرة على مواجهة قوى الإرهاب الداخلية والخارجية. وزاد في الطين بلة وخطورة ذلك الدور غير الحكيم والخاطئ الذي لعبته المرجعيات والمؤسسات الدينية الإسلامية والعنعنات العشائرية، التي أججها بقصد واضح وخبيث نوري المالكي وكل الأحزاب الدينية. ولم يكن هذا التغلغل الطائفي محصوراً بالمجتمع العراقي وبالقوات المسلحة، باعتبارها جزءاً من المجتمع فحسب، بل لعبت الأحزاب الإسلامية السياسية دورها الرئيسي والأساسي في نقل الطائفية وتكريسها بشكل صارخ إلى القوات المسلحة. وأصبحت الكثير من الظواهر السلبية في المجتمع، مثل المشاركة في اللطم والتطبير وضرب الظهر بالسلاسل الحديدية (الزناجيل) وتلطيخ الجسد بالطين وغيرها من البدع والمغالاة بالتمذهب، تمارس في العديد من وحدات الشرطة والجيش وقوى الأمن الداخلي. وكانت وما تزال موجة عاتية أطاحت بمبدأ المواطنة والوطن ومفهوميهما السليمين. لقد أصبحت الطائفة هي الوطن كل طائفة، ولم يعد العراق وطن الجميع عند الطائفيين. وأصبح مبدأ المواطنة مقتصراً على أفراد الطائفة بذاتها وليس كل أفراد المجتمع. وانتقل هذا الطاعون المعدي إلى جمهرة كبيرة من مثقفي البلاد ومن مجموعة غير قليلة من العناصر الديمقراطية، بحيث أصبح حديثها عن الدفاع عن طائفتها جهاراً نهاراً ودون أي حياء سواء إن كانت في الحكم أم خارجه، وسواء أكانت شيعية حاكمة أم سنية مطالبة بالحكم!!!
حين يناضل الإنسان ضد الطائفية السياسية لا يريد استبدال طائفية سياسية حاكمة بطائفة سياسية أخرى، بل يسعى للخلاص من وجود الحكم الطائفي أصلاً وأياً كانت القوى الطائفية التي تمسك بزمام الحكم، إذ لا يجوز أن تبنى الأحزاب السياسية على أسس دينية أو طائفية، ولا يجوز أن يبنى الحكم على اساس ديني أو مذهبي، إذ إن ذلك يدمر الوحدة الوطنية وينسف المشتركات بين المواطنين والمواطنات من مختلف الديانات والمذاهب. وهذا ما يعيشه العراق منذ أحد عشر عاماً وحول العراق إلى مزبلة فعلية وإلى أوضاع أكثر رثاثة من أي وقت مضى.
ما كان في مقدور قوى الإرهاب الدموية التي اجتاحت الموصل ومناطق كثيرة من محافظتي الأنبار وديالى أن تحقق نجاحات هناك لو كان الجيش العراقي غير طائفي وغير مثقف بالطائفية وغير مسيطر عليه من قيادات عسكرية طائفية وتحت قيادة حكم ورئيس طائفي مثل نوري المالكي، وما كان في مقدور هذه القوى أن تجتاح الموصل ويبقى الناس بالموصل سكوتاً، لو لم يكن الناس بالموصل قد عانوا الأمرين من الحكم الطائفي ومن وجود جيش طائفي هناك لم يتعامل مع السكان على أساس المواطنة والاحترام. وما كان في مقدور قوى الإرهاب منذ عشر سنوات أن يقتلوا مئات ألوف البشر لو كان الشعب موحداً وواثقاً من حكومته ومتعاوناً معها.
لقد كان العكس هو القائم بالعراق. حكومة ووزارات طائفية قائمة على أساس هذه الوزارة لك وتلك لي، وبالتالي كل وزارة لأعضاء حزب معين وليس حتى لجماهير هذا المذهب أو ذاك، بل لقيادات تلك الأحزاب وحواشيهم. وما كان يحصل الذي حصل لولا الفساد القائم وشيوع القول التالي: "بما إن الدولة محروقة في كل الأحوال، فلم لا أخذ حصتي وأهرب قبل أن احترق مع المحترقين"!!! إنها الجريمة البشعة التي ارتكبتها الأحزاب الإسلامية السياسية الحاكمة بالعراق، وخاصة تلك التي قادت العملية السياسية المشوهة والتي اعتمدت على الوعي المزيف للجماهير الواسعة والممارسة الشرسة للمالكي.
إن إجراء التغييرات قي قيادات الجيش والشرطة لأسباب كثيرة بما فيها الهروب أو نشر معلومات عسكرية كاذبة عن المعارك والقتلى من الإرهابيين وكل العيوب الأخرى الخطيرة التي ظهرت بالجيش وبقية القوات المسلحة، أو محاسبة وزراء أو شخصيات حزبية وسياسية معروفة ومتهمة بالفساد أو المشاركة في الإرهاب، أو ...، أمر إيجابي وضروري وملح، ولكنه غير كافٍ، لأنه لا يعالج المشكلة المركزية التي تشكل العامل الأساس والرئيس في استمرار أوضاع العراق على الحالة الراهنة واستمرار سقوط العشرات بل المئات من القتلى والجرحى والمعوقين يومياً في أنحاء متفرقة من بغداد ومحافظات أخرى بسبب التفجيرات الانتحارية وغيرها.
إن المعارك الدائرة في أنحاء متفرقة من محافظات الموصل والأنبار وديالى لا يمكن حسمها لصالح الشعب العراقي ما لم يتحول البشر العراقي إلى جانب الحكومة ويدعمها ويحس أنه يعيش في بلد يحترم المواطنة والمواطن بغض النظر عن دينه ومذهبه ورأيه. فهل هذا متاح بالعراق؟ نائبا رئيس الوزراء ووزير الخارجية، على سبيل المثال لا الحصر، هم من أكثر العناصر طائفية وعدوانية وكرهاً لأبناء الديانات والمذاهب الأخرى من منطلق التمييز الديني والمذهبي، وهو أمر في غاية الخطورة. وحين يكون هؤلاء على رأس الدولة العراقية فأقرأ على البلد السلام! لهذا كان من أكبر الأخطاء تسليم هؤلاء مراكز قيادية في الدولة والحكومة وكذا شخصيات أخرى معروفة للجميع تحتل مواقعها في الحكومة الراهنة.
تحدث رئيس الوزراء الحالي إلى صديق لي التقيت به أخيراً ببرلين وقال بأن الدكتور العبادي قال له أثناء مناقشة الأوضاع بالعراق "أنك تعرف بأني غير طائفي"! هل يكفي هذا القول لأن نقول بأن قائداً في حزب سياسي مارس الطائفية لسنوات عشر في الحكم عبر اثنين من قيادييه (الجعفري والمالكي) هو غير طائفي، أم إن النهج الذي يمارسه والسياسة التي يطرحا والموقف من المحاصصة الطائفية...الخ هو الذي يقرر طبيعة الحكم؟
لم أكتب كثيراً عن العبادي حتى الآن، لأني أريد أن أرى أفعاله، رغم قناعتي بأن الطائفية هي السائدة في الحكم والممارسة العملية حتى الآن. ولكن الوقت يمر وقتل الناس يتفاقم يوماً بعد آخر وتحرير مناطق من العراق ما يزال متعثراً رغم الضربات الجوية لمواقع الإرهابيين التي لم تؤثر حتى الآن كثيراً.
وحتى الآن لم تعالج المشكلات القائمة مع الإقليم، رغم إن العبادي قال بأنها ستعالج بعد أسبوع من تشكيل الحكومة. إن معالجة هذه المشكلات ضرورية لصالح وحدة البلاد وضد الإرهاب والفساد ووضع حدٍ لتصاعد نبرة الشوفينية في المجتمع وضيق الأفق القومي. وهي مسألة بحاجة إلى مقال خاص.
لا يمكن أن ينتظر الباحث كثيراً لكي يرى ما يحصل بالعراق. فالحقيقة أمامنا وعلينا تتبعها بشكل دقيق وتأشير مواطن الخطر المتفاقم وطرح الحلول لها ومعالجتها فعلاً.
14/10/2014 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المأساة والمهزلة في عراق اليوم!! متى يعي الشعب مأساته تحت حك ...
- ماذا يراد للعراق وأهل العراق؟ وماذا يجري في مدينة كوباني الك ...
- التعذيب يلاحق اللاجئين حتى في بلدان المهجر؟ ألمانيا نموذجاً!
- إقليم كُردستان العراق في الواجهة والمواجهة!
- هل سيكف المالكي عن نهجه الطائفي المفتت لوحدة الشعب العراقي؟
- هل من سبيل لمواجهة الطائفية السياسية في حكم البلاد؟
- هل من جديد في تشكيلة الحكومة الجديدة؟
- نداء إلى محامي العراق وقضاته الكرام
- لقاء شفاف مع مسرحيي وسينمائيي العراق في المعهد الثقافي العرب ...
- نداء عاجل للتضامن من أجل إنقاذ حياة ميثاق عبد الكريم الركابي ...
- أين دور الشعب العراقي من الأوضاع الراهنة والمزرية بالبلاد؟
- هل يمكن إيقاف الإرهاب الدموي المتفاقم بالعراق؟
- معاني غياب التضامن العربي وحضور التضامن الكُردي بالعراق ومنط ...
- من أسقط المالكي وأبقى على النظام السياسي الطائفي بالعراق؟ ال ...
- من أسقط المالكي وأبقى على النظام السياسي الطائفي بالعراق؟ ال ...
- هل سينتهج العبادي سياسة مدنية ديمقراطية لإنقاذ العراق وشعبه ...
- الدكتور حيدر العبادي أمام مهمات صعبة بعد التخريب المالكي! ...
- الدكتور حيدر العبادي أمام مهمات صعبة بعد التخريب المالكي! [ا ...
- كل الجهود لدعم قوات البيشمركة والقوات العراقية لتحقيق النصر ...
- نوري المالكي، المتمرد على الشرعية الدستورية، إلى أين؟


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - سيبقى العراق هدفاً ضعيفاً أمام قوى الإرهاب ما دام الحكم طائفياً؟