أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - أين دور الشعب العراقي من الأوضاع الراهنة والمزرية بالبلاد؟















المزيد.....

أين دور الشعب العراقي من الأوضاع الراهنة والمزرية بالبلاد؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتشابك الأحداث بالعراق وتتداخل بحيث يصعب على الكثير من الناس معرفة الوجهة التي تسير إليها نتائج أو عواقب تلك الأحداث بعد أن نُكب العراق باجتياح عصابات داعش لمدينة الموصل وهيمنتها على جزء مهم وعزيز وكبير من العراق الحبيب بسبب انهيار الجيش العراقي بالموصل وهروبه غير المنظم وترك جميع أسلحة الألوية المعسكرة في الموصل وعتادها ومعداتها للقوات الغازية المجرمة واضطرار المسحيين كلهم على الهروب إلى مناطق آمنة نسبياً في سهل نينوى وبالإقليم بعد أن وضعوهم أمام خيرات ثلاثة: ترك دينهم والتحول إلى الإسلام، أو الهجرة بملابسهم فقط وإما القتل من الوريد إلى الوريد!!! ثم تقدمت عصابات داعش صوب مناطق تابعة لمحافظة نينوى إدارياً، فانهارت أمامها قوات من البيشمركة وانسحبت من مناطق كانت فيها تابعة لمحافظة نينوى مثل سنجار وزمار وسد الموصل وتركت أهلها عرضة للموت المحقق على ايدي العصابات المفلتة من عقالها. فأجبرت العائلات الإيزيدية إلى الهروب الجماعي صوب جبل سنجار، ومع ذلك فقد أسر الكثير منهم وقتل الكثير منهم أيضاً بأساليب بربرية ومات الكثير من التعب والجوع والعطش. وعرضت النسوة إلى البيع في سوق النخاسة، فكان هناك بعض الأشرار من الناس ممن شارك في شراء النساء الإيزيديات وغيرهن أيضاً. ووجد بعض الأشراف من الناس الذي اشترى بعض النسوة لإنقاذهن من هؤلاء المجرمين والحفاظ على شرفهن وحياتهن. إن هؤلاء المجرمين يرتكبون يومياً وفي كل دقيقة أحط وأسوأ الجرائم بحق بنات وأبناء شعبنا العراقي. ثم كانت جريمة حصار آمرلي التي دامت أكثر من شهرين تعرض فيه أخواتنا وإخوتنا إلى فترة عصيبة ومريرة جداً، إلى خوف دائم من الاجتياح والموت على أيدي القتلة المحترفين, وإلى الموت جوعاً وعطشاً، فمات العديد من الشيوخ والعجزة والمرضى والأطفال لنقص الغذاء والماء والدواء. وكانت بطولة الصمود والتصدي لأهل آمرلي الذين قدموا درساً بليغاً بالقدرة على الدفاع عن النفس وعن أرض الآباء والأجداد. إلى أن تمكن الجيش العراقي من فك الحصار عنهم وتأمين الغذاء والطعام لهم ليعود الهدوء النسبي للناس، رغم العواقب النفسية المعقدة التي سيبقى يعاني منها أهل آمرلي وسكان بقية المناطق الذين تعرضوا للاجتياح والغزو ورأوا الموت يقترب من منهم والتهم غيرهم.
إننا إذ نحيي بطولات سكان آمر لي والقوات التي حررتهم وكذلك المناطق الأخرى التي تتحرر يومياً على أيدي قوات البيشمركة الشجاعة والقوات العراقية وننحني إجلالاً لشهداء الشعب العراقي والتضحيات الكبيرة لأبناء وبنات شعبنا، ندرك عمق الكارثة التي تسببت بها سياسة النظام السياسي الطائفي والمحاصصة الطائفية والمستبد بأمره نوري المالكي، هذا الدكتاتور الصغير الذي ذهب إلى آهل آمرلي متبختراً وكأنه الفاتح والمنقذ الأعرج، وهو بهذا يسعى إلى استعادة بعض ماء الوجه والبقاء في الحياة السياسية دون حياء أو الشعور بما تسبب به خلال فترة حكمه، وهو ما يزال يسعى إلى تخريب ما أنيط بالدكتور حيدر العبادي!
إن هذا المستبد بأمره نوري المالكي ما يزال يلعب دوراً تخريبياً في السياسة العراقية ويسعى إلى خلط الأوراق وسيسيء أكثر فأكثر إلى الحزب الذي يترأسه والقائمة التي يترأسها وللدكتور حيدر العبادي الذي هو من حزبه وقيادته وقائمته، ما لم يوضع حد لنشاطه ودوره وتأثيره المباشر وغير المباشر على العملية السياسية التي يراد دفعها نحو الأمام.
نحن نتابع في الوقت الحاضر حراكاً سياسياً ملموساً، ومن المؤسف أن نقول إنها تسير بذات الوجوه التي لعبت أدواراً سلبية وسيئة خلال العقد المنصرم، ولم تبرز في الساحة السياسية حتى الآن وجوهاً أكثر نقاءً وأكثر صفاءً وأكثر ابتعاداً عن الطائفية السياسية المقيتة وأكثر نزاهة وأكثر حرصاً على وحدة الشعب وحياته وإرادته ومصالحه وأمواله. ومن المؤسف أن نشير إلى أن كل ذلك يجري والشعب العراقي بكل مكوناته لا يتدخل في ما يجب أن يكون عليه الأمر بعد التجارب المريرة التي عاشها في ظل النظام السياسي الطائفي والمحاصصة الطائفية. إن الشعب ما زال مخدراً بالطائفية، بالهويات الفرعية القاتلة، وما زال الجميع يتحدث باسمها دون أن يعي بأنها يمكن أن تخرب الوجهة الجديدة التي طرحها رئيس الجمهورية ودعا إلى تشكيل حكومة وطنية تنقذ العراق من الحضيض الذي أوصله إليه نوري المالكي وحزبه وقائمته.
إن من مهمات القوى الديمقراطية العراقية عدم السكوت على أي تشكيلة جديدة تعيد العراق إلى المربع الأول، إلى نقطة الصفر، تعيد تشكيلة طائفية مقيتة لا تمر سوى فترة قصيرة ليعود العراق إلى ما كان عليه في فترة حكم المستبد بأمره والسياسي الفاشل نوري المالكي. إن من مهمات القوى الديمقراطية تحريك الشعب ليتدخل في سبيل تأصيل الإصلاح السياسي وتغيير النظام الطائفي لصالح الدولة المدنية الديمقراطية التي تفصل بين الدين والدولة وبين الدين والسياسية، وإلا ستعود الأمور إلى سابق عهدها، وهي المصيبة التي يسعى البعض الكثير من الطائفيين من شيعة وسنة أو حتى المتطرفين من القوميين من عرب وكرد إلى المواقع المؤذية لمجمل المسيرة الديمقراطية المنشودة للعراق.
إن التصريحات التي أعطاها الدكتور العبادي مزيج معقد تحمل في طياتها الأمل ولكنها تحمل جرثومة الإحباط أيضاً، يأمل الإنسان في أن يتبلور الموقف لصالح حكومة جديدة قادرة على دفع الأمور بالاتجاه الصحيح لمحاربة عصابات داعش وغيرها، وضد العصابات والمليشيات الطائفية المسلحة التي تلعب اليوم دوراً غير شريف بالعراق وتمارس القتل والتشريد والتهجير والانتقام على أساس الهوية. والمعلومات الواردة تشير إلى هذه المسالة وهي خطيرة حقاً ومروعة في آن واحد.
إن التصريحات الطيبة للعبادي يفندها البعض من أعضاء وقياديي حزب الدعوة وقائمة دولة "القانون!" ليفسدوا الأجواء التي يراد لها أن تنعش العملية السياسية، وهم ينطلقون في ذلك من الذهنية ذاتها التي تحرك نوري المالكي. إن خلاص العراق من المعاناة الراهنة تكمن في خلاص العراق من الطائفية السياسية والحكم الطائفي والصراعات الطائفية والقومية التي تأججت في فترة حكم المالكي وأججها أكثر فأكثر نهج المالكي الفكري والسياسي وسياساته وأساليبه الأمنية على حساب السياسة والحوار والتفاهم والتحري عن الحلول وليس عن تعقيد المشكلات وإنتاج المزيد منها.
02/09/2014 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن إيقاف الإرهاب الدموي المتفاقم بالعراق؟
- معاني غياب التضامن العربي وحضور التضامن الكُردي بالعراق ومنط ...
- من أسقط المالكي وأبقى على النظام السياسي الطائفي بالعراق؟ ال ...
- من أسقط المالكي وأبقى على النظام السياسي الطائفي بالعراق؟ ال ...
- هل سينتهج العبادي سياسة مدنية ديمقراطية لإنقاذ العراق وشعبه ...
- الدكتور حيدر العبادي أمام مهمات صعبة بعد التخريب المالكي! ...
- الدكتور حيدر العبادي أمام مهمات صعبة بعد التخريب المالكي! [ا ...
- كل الجهود لدعم قوات البيشمركة والقوات العراقية لتحقيق النصر ...
- نوري المالكي، المتمرد على الشرعية الدستورية، إلى أين؟
- -أوقفوا حملة داعش لإبادة الإقليات في العراق- نداء عاجل وملح ...
- أحذروا المالكي ... إنه يستعد لتنفيذ أمر خطير ... أحذروا الان ...
- أرحل أنت وحزبك ودع الشعب يداوي جراحه ويستعيد عافيته!!!
- نداء عاجل وملح إلى كل العراقيات والعراقيين والعرب والكُرد أل ...
- أليس المالكي بنهجه وسياساته الطائفية والاستبدادية من فتح نار ...
- الإيزيديون العراقيون كانوا وما زالوا ضحية التشدد الديني والط ...
- فخ العناد السياسي لنوري المالكي يقوده إلى ما انتهى إليه صدام ...
- الرقم 13 المشؤوم هو عدد مقاعد المالكي وحزبه في مجلس النواب ا ...
- الموت يحاصر الشعب وليس في النخبة الحاكمة من منقذ!!!
- النهج الإسلامي الفاشي العدواني للقاعدة و“داعش“ وما يماثلها م ...
- هل يمكن لإسرائيل أن تعيش دون سلام دائم وعادل مع جيرانها العر ...


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - أين دور الشعب العراقي من الأوضاع الراهنة والمزرية بالبلاد؟