أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يمكن لإسرائيل أن تعيش دون سلام دائم وعادل مع جيرانها العرب ؟















المزيد.....

هل يمكن لإسرائيل أن تعيش دون سلام دائم وعادل مع جيرانها العرب ؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 14:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بلغ عمر الصراع العربي الإسرائيلي حتى الآن أكثر من 66 عاماً. وقعت خلال هذه الفترة ثلاث حروب كبيرة (1948، 1967 و1973) إضافة إلى حروب أخرى مع لبنان وغزة وأكثر من انتفاضة فلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية والضفة الغربية. ووهي حروب تتوالد بفعل استمرار الصراع وعدم الوصول إلى حل سلمي وديمقراطي. وفي كل من هذه الحروب المتتالية، كان عدد القتلى والجرحى من الفلسطينيين الذين يواجهون آلة عسكرية إسرائيلية متقدمة ومسلحة بجميع أنواع الأسلحة التقليدية الأكثر حداثة في العالم، والمزيد من الخراب والدمار. ولكن وفي كل مرة كان عدد المجندين اليهود الذين يقتلون في هذه الحرب في زيادة ملموسة، لأن الطرف الفلسطيني لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام القوة العسكرية الإسرائيلية. وتدلل الحروب الأربع الأخيرة بين إسرائيل ولبنان (حزب الله) وإسرائيل وغزة إلى أن عدد قتلى المجندين الإسرائيليين في زيادة واضحة، إضافة إلى استخدام المقاتلين العرب أسلحة جديدة أكثر حداثة وأكثر بعداً كالصواريخ التي استخدمتها غزة في الحرب الجارية حالياً.
لن يكف الموت عن حصد المزيد من البشر من الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم الفجوة الكبيرة بين عدد قتلى الطرفين في غير صالح الفلسطينيين، ولن يكف الخراب عن الاتساع وشموله مناطق أخرى في إسرائيل ودولة فلسطين المحتلة ومعها غزة، ما لم تكف حكومات إسرائيل المتعاقبة عن التفكير بالتوسع على حساب ما تبقى من الأراضي التي ينبغي إقامة الدولة الفلسطينية عليها. إن حكومات إسرائيل المتعاقبة، وهذا ما يؤكده نهجها الفكري والسياسي على امتداد العقود المنصرمة، إنها تريد التوسع، بغض النظر عن الضحايا البشرية والخسائر المادية في كل من الحروب السابقة، وبناء المزيد من المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية. وهو الأمر الصارخ الذي تدركه شعوب العالم كلها وتدركه حكومات المجتمع الدولي، ولكنها لا تقوم بما يمنع تحقيق أهداف هذا النهج، مما يؤدي إلى المزيد ممن الحروب والمزيد من الموت والخراب.
وفي المقابل فقد أدى هذا النهج السياسي الإسرائيلي التوسعي والعدواني، وعلى امتداد العقود المنصرمة، إلى نمو النهج السياسي المتطرف لدى بعض الفصائل الفلسطينية وخاصة قوى الإسلام السياسي المتطرفة في فلسطين، مثل حماس والجهاد الإسلامي، أو حزب الله بلبنان، أو الدولة الإسلامية الإيرانية وتركيا أو الأخوان المسلمين في كل الدول ذات الأكثرية الإسلامية. كما إن بعض القوى القومية العربية الأكثر تطرفاً ساهمت وما تزال تساهم في ذلك. وهذا النهج المتطرف يدعو إلى إلغاء الدولة الإسرائيلية وإلى استعادة الشعب العربي الفلسطيني لكل الأرض الفلسطينية. وهو الأمر الذي ليس فقط لم يتحقق، بل ساعد على توسع إسرائيل على حساب الأرض التي كانت من حصة الشعب العربي الفلسطيني على وفق قرار التقسيم في العام 1947.
إن المتتبع للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يستطيع أن يشخص بوضوح أن هناك جهداً استثنائياً تبذله الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من أجل عدم الوصول إلى حل للمعضلة القائمة بهدف السيطرة على مزيد من الأرض وفرض الأمر الواقع من جهة، كما إن المنظمات الإسلامية السياسية المتطرفة مثل حماس والجهاد الإسلامي أو غيرها لا تريد الوصول هي الأخرى إلى حل سلمي وديمقراطي لأنها تريد التخلص من إسرائيل كلها من جهة ثانية. وبالتالي يبقى الصراع والنزاع مستمرين والموت أيضاً. وبعكس ذلك نجد إن القوى المعتدلة في منظمة التحرير الفلسطينية وقوى السلام في إسرائيل تريدان ذلك. وبدأ الآن تمرد جمهرة من الإسرائيليين (50 امرأة ورجل) ضد تجنيدهم لخوض الحرب في فلسطين المحتلة وهي حرب غير عادلة.
إن الجهة القادرة على إحلال السلام بين الشعبين هي الدولة الإسرائيلية أولاً وقبل كل شيء من خلال عدم إعاقة الدخول في مفاوضات فعلية وحقيقية وليست شكلية بحجج واهية والاعتراف الفوري ودعم إقامة الدولة الفلسطينية الوطنية على أرض فلسطين على أساس حدود ما قبل حرب العام 1967 واعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية الجديدة، والانسحاب الكامل من كل الأراضي المحتلة حالياً على وفق اتفاقية إسرائيلية فلسطينية برعاية دولية وعلى أساس الأرض مقابل السلام وحماية أرواح جميع الناس في هذه المنطقة.
إن استمرار الصراع ليس في صالح إسرائيل على المدى البعيد لا من حيث عدد السكان ومعدلات النمو ولا من حيث تفاقم الكراهية والحقد المتبادل ولا من حيث قدرة الفلسطينيين على امتلاك الأسلحة الجديدة التي يمكنها أن تهدد كل مناطق الدولة الإسرائيلية. إن ميزان القوى على المدى البعيد، ما لم تحل المشكلة على أساس السلام العادل والدائم بين العرب واليهود وعلى أساس الدولتين، لن يكون لصالح إسرائيل. ولن ينفعها امتلاك السلاح النووي في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
إن متابعة المعارك الأخيرة والقصف المتبادل والتباين في عدد القتلى وحجم الخراب والتشرد تشير إلى حقيقة مرة هي أن الكراهية والحقد المتبادل وتجييش القوى آخذة بالتفاقم بين الشعبين العربي والإسرائيلي، وأن هذه الكراهية تجلت في المظاهرات التي وقعت في الكثير من الدول الأوروبية ومنها فرنسا وألمانيا مثلاً حيث ارتفعت أصوات جمهرة من المتظاهرين بالعداء للسامية والتي لم تحصل وبهذه الصورة والصراحة من قبل في أوروبا.
لا شك في أن عدم التمييز بين سياسة الحكومة الإسرائيلية واليهود أمر خاطئ جداً من النواحي الفكرية والسياسية والإنسانية، كما إنه يلحق ضرراً بالغاً بالقضية الفلسطينية ذاتها ويزيد في الطين بلة، كما يحول تعاطف الشعوب الأوروبية عموماً إلى مناهضة المنادين بشعارات مناهضة للسامية باعتبارها موجهة ضد اليهود فعلياً، وبالتالي تصبح ضد التفاعل مع الشعب العربي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتأييد قضية التحرر من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية الحرة والمستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. إنه شعار القوى القومية اليمينية المتطرفة وقوى الإسلام السياسية المتطرفة التي لا تؤذي الشعب الفلسطيني فحسب، بل وكل الشعوب العربية، وهو ما يواجهه العرب وغيرهم من القوميات في الوقت الحاضر، كما يجري الآن في شمال العراق أو غربه مثلاً.
إن المظاهرات السلمية لوقف نزيف الدم في المعارك الدائرة بين إسرائيل وغزة منذ أكثر من أسبوعين هو الهدف المركزي مع الأخذ بالاعتبار ما تعانيه غزة من حصار مرير. إن الحصار لم ولن يمنع حماس من الحصول على المزيد من الصواريخ أو إنتاجها ولمسافات مختلفة يمكن أن تصل إلى كل مناطق الدولة الإسرائيلية. لهذا فلا الحصار ينفع ولا استمرار الاحتلال ينفع ولا الحرب والمزيد من القتل والدمار تنفع في الخلاص من الأوضاع الراهنة والمستمرة منذ 66 عاماً، بل إن الحل السلمي والديمقراطي وإقامة الدولتين المستقلتين والمتجاورتين والمتعاونتين هو الحل الوحيد القادر على إحلال السلام لا بين عرب فلسطين ويهود إسرائيل فحسب، بل وبين الدولة الإسرائيلية وكل الدول العربية وبين الشعوب العربية والشعب الإسرائيلي. إنه الطريق الوحيد لعيش شعب إسرائيل بسلام مع جيرانهم العرب.
24/7/2014 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجرائم البشعة ضد بنات وأبناء شعبنا من المسيحيين بالعراق
- حلفاء داعش يجتمعون بعمان باستضافة ورعاية ملكية، فما الهدف؟
- حلم الشعب وأمله يقول: وستنقضي الأيام والخير ضاحك...يعم الورى ...
- نوري المالكي خازوق العراق المميت!
- السعي المحموم للقوى الطائفية لتلويث القوى الديمقراطية بالطائ ...
- ملاحظات حول دراسة تحت عنوان :الأزمة السياسية الحالية: رؤيا ا ...
- الرقصة الأخيرة: رقصة الموت السياسي لنوري المالكي!
- قراءة في كتاب -بغداد ... أمس- للكاتب البروفيسور الدكتور ساسو ...
- من منهما الأكثر عشقاً ونرجسية واستبداداً في حكم العراق؟
- هل من حلول سلمية وديمقراطية للأزمات المتشابكة والمعقدة بالعر ...
- الإصرار على البقاء في الحكم، جريمة بحق وحدة الشعب العراقي وا ...
- حين تكون الهمجية عنوان تنظيم ما، فلا ينُتظر منه إلا الموت وا ...
- المستبدون متماثلون في السيرة والسلوك، صدام والمالكي نموذجاً!
- شروط تغيير اللعبة الطائفية الراهنة إلى عملية سياسية وطنية نا ...
- من أجل دحر قوى الإرهاب والطائفية السياسية المستباح بهما العر ...
- لتنتصر إرادة الشعب، كل الشعب، على قوى الإرهاب والظلام والطائ ...
- نوري المالكي والنهج الطائفي المتشدد والمشين بالعراق
- نحو نقاش هادئ مع السيد أياد عبد الرزاق حول رسالتي النقدية ال ...
- المجرمون القتلة من بعثيين وداعشيين .. يجب أن لا ينجو من العق ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد السيستاني وبقية المراجع والهيئات الدي ...


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يمكن لإسرائيل أن تعيش دون سلام دائم وعادل مع جيرانها العرب ؟