أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الجرائم البشعة ضد بنات وأبناء شعبنا من المسيحيين بالعراق















المزيد.....

الجرائم البشعة ضد بنات وأبناء شعبنا من المسيحيين بالعراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية باسم الدين أو العقيدة أو الأيديولوجية أو العرق ليست قليلة في العالم الذي نعيش فيه، سواء أكان قد وقع ذلك في أفريقيا أم آسيا أم في قارات أخرى مثل أمريكا واستراليا وما مارسته النظم الأوروبية في القرون المنصرمة. ولم تكن النظم السياسية العربية والخلافة الإسلامية بعيدة عن المشاركة في ارتكاب جرائم من هذا النوع المريع، سواء أكان ذلك في الماضي البعيد أو في فترات الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة العثمانية، إضافة لما ارتكب بالعراق في فترة الحكم الملكي، ولكن بشكل خاص في فترة حكم البعث الأول وبشكل أخص في فترة حكم البعث الثاني. فما تزال أمامنا جرائم حكم البعث في إقليم كردستان العراق في مجازر الأنفال وحلبچة وتهجير الكرد الفيلية وزج شبابهم في الجبهات الأمامية للقتال في الحرب العراقية الإيرانية أو قتلهم في السجون، وكذلك التهجير القسري للعرب الشيعة من منطقتي الوسط والجنوب وبغداد بذريعة التبعية لإيران. فتاريخ الدول العربية والإسلامية ليس مجيداً في هذا الجانب، كما يرد في نشيد موطني، (...، بـلْ نُعيــــدْ مَـجـدَنا التّـليـدْ مَـجـدَنا التّليـد)، بل هو أسود وملطخ بدماء الكثير من أبناء وبنات القوميات وأتباع الديانات والمذاهب وأتباع الاتجاهات الفكرية والسياسية الأخرى.
وما حصل بالعراق من صراع ونزاع طائفي بين قوى إسلامية سياسية طائفية وميليشيات طائفية تابعة لها منذ سقوط الدكتاتورية الغاشمة ببغداد/ وما حصل من قتل على الهوية الدينية والمذهبية في الجنوب والوسط وبغداد ضد المسيحيين وضد الصابئة المندائيين وضد الإيزيديين وغيرهم من أتباع ديانات ومذاهب أخرى خير دليل على سلوك إلغائي وإقصائي للآخر، سلوك سادي وقناعة جائرة بأنهم الأصوب والأصح والآخر على خطأ ولا يحق له البقاء على قيد الحياة، بل ينبغي استئصاله.
هذا ما جرى بالعراق خلال السنوات العشر المنصرمة وفي ظل نظام طائفي محاصصي كرسه البيت الأبيض بإصرار وعناد مقصود ودعت وسعت إليه الأحزاب الإسلامية السياسية ذات الهوية الطائفية المقيتة. ولم تكن القاعدة وشبيهاتها، والتي تقترن دوما بالمدرسة الدينية الوهابية المتفرعة عن المذهب الحنبلي وعن تراث الكثير من قوى الإسلام في تاريخنا العرب كالخوارج، وحدها المسؤولة عن كل ذلك، بل شاركت معها كل المليشيات الطائفية المسلحة التي اقترن اسمها بالمذهب الشيعي، سواء أكانت قد تأسست بإيران في حينها أم بعد ذلك، ومنها عصائب أهل الحق وميليشيات جيش المهدي وميليشيات حزب الله وميليشيات منظمة بدر على سبيل المثال لا الحصر. ولم يكن من هجَّرَ المسيحيين والصابئة المندائيين أو غيرهم ببغداد والبصرة واستولى على دورهم وممتلكاتهم من تنظيمات القاعدة بل كان من المليشيات الشيعية المتطرفة والتي ما تزال مستولية على كل ذلك وما تزال تمارس هذا الأسلوب. ثم شاركت تنظيمات القاعدة بعد ذلك بعمليات إجرامية مرعبة كتفجير كنيسة أم النجاة ودور المسيحيين بغداد والموصل.
إن ما حصل بالعراق منذ التاسع من حزيران حتى الآن هو كارثة عظمى بالنسبة للشعب العراقي كله، حيث قامت قوات مسلحة مجرمة باجتياح واحتلال الموصل بساعات قليلة أمام هروب ونجاة بالنفس لأكثر من 50 ألف جندي وضابط وقائد عسكري عراقي من الموصل وترك الأسلحة والمعسكرات تحت تصرف القوات المجرمة التي هي من داعش والبعث وهيئة علماء المسلمين والنقشبندية وغيرها من التنظيمات المسلحة والعدوانية المتحالفة مع ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وخليفتهم أبو بكر البغدادي.
وتجلت المصيبة الأكبر في إعلان الخلافة بالموصل والبدء بتنفيذ النهج العدواني المجرم الذي اختارته هذه القوى التكفيرية لدولتها إزاء أتباع الديانات والمذاهب الأخرى بدءاً بقتل أعداد كبيرة من الشيعة وأئمة المساجد التي رفضت منح البيعة لهذا الخليفة الصعلوك، ثم قامت جريمتها الحالية بإعلان وتنفيذ خياراتها التي انتهت بهروب كل المسيحيين العراقيين من أصل أهل البلاد ومن سكنة الموصل من المدنية إلى أربيل ودهوك في إقليم كردستان وإلى بعض النواحي التابعة لمحافظة الموصل وتحت حماية حكومة الإقليم، وكذلك هروب التركمان من تلعفر باتجاه الإقليم وبغداد وبابل وغيرها.
لقد خلت الموصل من أهلها الأصليين، من المسيحيين، من بناة الحضارة العراقية وبناة الأديرة والكنائس، من مثقفيها ومنتجي خيراتها، من نسائها ورجالها وشبابها، ممن ولد أجدادهم من النساء والرجال فيها. لقد خلت الموصل من مكون ديني أساسي من المكونات الدينية والثقافية العراقية، من خيرة بناتها وأبنائها. لقد حصل هذا أمام أنظار الحكومة العراقية، وأمام أنظار كل الشعب العراقي، أمام أنظار حكومات وشعوب المنطقة والعالم. لم يحرك المجتمع الدولي والرأي العام العالمي ساكناً كما ينبغي حتى الآن. لم يقدم الدعم إلى أهل الموصل ليدافعوا عن مواطناتهم ومواطنيهم، بل شاركت جمهرة باغية منهم ومن غيرهم من العراقيين ضمن عساكر داعش والبعث وهيئة علماء المسلمين السنة وغيرهم في تنفيذ المخطط الإجرامي بحق العراق والمسيحيين وأتباع الديانات الأخرى.
حين سكتت الحكومة العراقية على ما جرى بحق المسيحيين بالبصرة وبغداد، وحين لم يكشف عن الجناة أول مرة، لم يكن يتوقع أن تتحرك الحكومة العراقية "الشهمة!" لمواجهة ما حصل ويحصل لأهل الموصل، لمسيحييها، لأهل العراق كلهم.
إن الجرائم التي ترتكبها داعش كبرى ورهيبة، إنها جريمة ضد الإنسانية وعلى المجتمع العراقي والدولي أن يتصدى لها لأنها لن تبقى محصورة بالعراق بل ستمتد إلى مناطق أخرى واحتمال امتدادها إلى إقليم كردستان واردة بالتأكيد ما لم تتوحد القوى لمواجهة هؤلاء القتلة الأوباش.
إن الصراعات الطائفية والأثنية الجارية بالعراق هي السبب وراء ما حل ويحل بالعراق منذ عشر سنوات وبعد سقوط الفاشية البعثية. ولن يستطع العراق النهوض ومواجهة ما حل به حتى الآن ما لم يتخلص من النظام المحاصصي الطائفي ومن سيطرة دكتاتورية المالكي وحزب الدعوة الإسلامية الذي حل عملياً محل حزب البعث العراقي.
إن الصدمات المتتالية والشديدة لا بد لها أن تُنهضَ الشعب العراقي من سباته العميق، سواء من اقتنع بالأحزاب الإسلامية الطائفية، شيعية كانت أم سنية، أم ارتبط بها مصلحياً، أن يدرك بأن هذه الصدمات لن تنتهي ما لم يتخلص العراق من الحكم السياسي الطائفي والأثني.
22/7/2014 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلفاء داعش يجتمعون بعمان باستضافة ورعاية ملكية، فما الهدف؟
- حلم الشعب وأمله يقول: وستنقضي الأيام والخير ضاحك...يعم الورى ...
- نوري المالكي خازوق العراق المميت!
- السعي المحموم للقوى الطائفية لتلويث القوى الديمقراطية بالطائ ...
- ملاحظات حول دراسة تحت عنوان :الأزمة السياسية الحالية: رؤيا ا ...
- الرقصة الأخيرة: رقصة الموت السياسي لنوري المالكي!
- قراءة في كتاب -بغداد ... أمس- للكاتب البروفيسور الدكتور ساسو ...
- من منهما الأكثر عشقاً ونرجسية واستبداداً في حكم العراق؟
- هل من حلول سلمية وديمقراطية للأزمات المتشابكة والمعقدة بالعر ...
- الإصرار على البقاء في الحكم، جريمة بحق وحدة الشعب العراقي وا ...
- حين تكون الهمجية عنوان تنظيم ما، فلا ينُتظر منه إلا الموت وا ...
- المستبدون متماثلون في السيرة والسلوك، صدام والمالكي نموذجاً!
- شروط تغيير اللعبة الطائفية الراهنة إلى عملية سياسية وطنية نا ...
- من أجل دحر قوى الإرهاب والطائفية السياسية المستباح بهما العر ...
- لتنتصر إرادة الشعب، كل الشعب، على قوى الإرهاب والظلام والطائ ...
- نوري المالكي والنهج الطائفي المتشدد والمشين بالعراق
- نحو نقاش هادئ مع السيد أياد عبد الرزاق حول رسالتي النقدية ال ...
- المجرمون القتلة من بعثيين وداعشيين .. يجب أن لا ينجو من العق ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد السيستاني وبقية المراجع والهيئات الدي ...
- حكومة الإنقاذ الوطني .. هي الحل الوحيد لوحدة الشعب العراقي!! ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الجرائم البشعة ضد بنات وأبناء شعبنا من المسيحيين بالعراق