أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الظلم إن دام دمَّر!! البنك المركزي العراقي نموذجاً














المزيد.....

الظلم إن دام دمَّر!! البنك المركزي العراقي نموذجاً


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 14:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن المعركة العادلة المستندة إلى الدستور العراقي وقانون البنك المركزي العراقي والتقاليد الدولية في العلاقة بين السلطات التنفيذية والبنوك المركزية التي خاضها غالبية الاقتصاديين العراقيين وغيرهم من أبناء وبنات الشعب العراقي الواعين لما كان يجري بالبلاد ضد الاستبداد الحكومي الذي مارسه رئيس وزراء العراق والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي ضد استقلالية البنك المركزي العراقي ورغبته الجامحة في إخضاع هذه الهيئة المستقلة وبقية الهيئات المستقلة، على وفق الدستور العراقي لرغباته الجامحة في استخدام احتياطي البنك المركزي لأهدافه واستمرار بقائه في السلطة التنفيذية، سهلة وقصيرة الأمد، خاصة وأنه قد استطاع في حينها عقد مساومات رخيصة متجاوزاً على الدستور العراقي وخارقاً لقانون البنك المركزي مع رئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي ومع رئيس السلطة القضائية الاتحادية مدحت المحمود!!
ونتيجة لهذه المساومة غير الدستورية صدر قرار اعتقال السيد الدكتور سنان الشبيبي، محافظ البنك المركزي/ والسيد الدكتور مظهر محمد صالح، نائب المحافظ، ومجموعة من خيرة موظفي البنك المركزي. وإذ كان الدكتور سنان الشبيبي بمهمة وظيفية في اليابان وأُجبر على عدم العودة لكي لا يعتقل بمطار بغداد العاصمة ويقبع بالسجن وهو يعاني من أمراض عدة، فقد اعتقل نائب المحافظ والمجموعة المهمة في البنك وعوملوا بما لا يتعارض مع الدستور والقوانين المرعية. ثم صدر حكم قرقوشي على الدكتور سنان الشبيبي بحبسه سبع سنوات بناء على رغبة وإرادة المريض نفسياً نوري المالكي وصاحبه مدحت المحمود. فهل بعد هذا، دع عنك الأمور الأخرى الفاحشة التي ارتكبت بالعراق خلال وجود نوري المالكي في السلطة، يمكن الثقة بالسلطات الثلاث بالدولة العراقية حين يجري التعامل مع عناصر مخلصة وأمينة للشعب العراقي ومصالحه وأمواله بهذه الطريقة الشرسة، ثم لا يجد القانون طريقه إلى محاسبة من تسبب بذلك من أمثال رؤساء السلطات الثلاث الذين ما زالوا يحتلون مواقع مهمة في الدولة العراقية. لا أدري كيف يمكن الثقة برئيس القضاء العراقي وهو الذي اتمر بأوامر رئيس الوزراء ووافق على حكم ضد الدكتور سنان الشبيبي، والمطلوب تغيير أوضاع العراق الراهنة!!
لقد صدر قرار عن مجلس الوزراء العراقي يقضي بتعيين الأستاذ الدكتور مظهر محمد صالح مستشاراً لمجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وهو قرار جيد أؤيده بحرارة وهو تعبير عن محاولة سليمة لرفض محاولات تدنيس كرامة وسمعة هؤلاء الأشخاص، ولي الثقة بأن الأستاذ مظهر محمد صالح سيلعب دوراً مهماً في مجال اختصاصه، إن جرت الأمور على ما ينبغي أن تجري عليه بالبلاد.
ولكن المسألة لا تتعلق بالأخ العزيز الدكتور صالح فحسب، بل هي مرتبطة بمجمل وضع البنك المركزي وبالأستاذ الدكتور سنان الشبيبي ومجموعة البنك المركزي التي اعتقلت والتي ينبغي رفع حكم القضاء غير العادل عن الدكتور سنتان الشبيبي وإعادته إلى موقعه في البنك المركزي أو في وظيفة أخرى مماثلة لوظيفة الدكتور صالح أولاً، وإعادة الموظفين المحالين إلى المحاكمة إلى وظائفهم وتعويض الجميع لما خسروه خلال الفترة المنصرمة، وضرورة رفض قرار رئيس الحكومة السابق بتعيين أحد أتباعه محافظاً للبنك المركزي. هذا ما أطالب به ويطالب به كل إنسان شريف بالعراق.
و السؤال المهم هو: هل نكتفي بهذا القدر؟
أرى بأن هذا غير كاف بأي حال، إذ لا بد من خطوات أخرى منها بشكل خاص:
أولاً: استعادة جميع الهيئات المستقلة لاستقلاليتها عن السلطة التنفيذية وتغيير من وظف في هذه الهيئات وخضع لقرار السلطة التنفيذية، في وقت يقرر الدستور وقوانين هذه الهيئات المستقلة استقلاليتها عن السلطة التنفيذية.
ثانياً: إبعاد هذه الهيئات المستقلة عن المحاصصة الطائفية وتعيين عراقيات وعراقيين مستقلين حقاً وغير طائفيين فيها.
ثالثاً: احترام قوانين هذه الهيئات من جانب السلطات الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية.
رابعاً: تقديم من أخل بالدستور وتجاوز على قوانين الهيئات المستقلة ومن تسبب في التجاوز على مهمات هذه الهيئات وشوه عملها ومن تسبب في اعتقال ومحاكمة إدارة البنك المركزي إلى المحاكمة ليتلق الجميع درساً في احترام الدستور والقوانين وعدم تشويه سمعة وكرامة الناس المخلصين لهذا البلد.
خامساً: إجراء تغيير في أجهزة الإعلام الرسمية وخاصة الذين لعبوا دوراً مخزياً في خضوعهم لإرادة المستبد الفرد ونشرهم ما يريده من تشويه للحقائق وتزوير للوقائع وتمجيد له.
لدي القناعة التامة بأن وكلما استطعنا محاربة الجهل وتزييف وتشويه وعي الإنسان، استطعنا أيضاً الوصول إلى احترام حقوق الإنسان وممارستها والدفاع عنها، فالجهل الذي يستفيد منه المستبدون بالعراق سيسقط حين نحارب الجهل ونرفع من مستوى وعي الإنسان العراقي وإدراكه لحقوقه وواجباته في المجتمع والدولة.
إن الظلم إذا دام دمر ولا يمكن ولا يجوز أن يدوم أو يطول، ومن يدرك هذه الحقيقة سيدرك أيضاً أهمية الإسراع بمعالجة عواقب ما حصل بالعراق منذ أكثر من خمسة عقود، ولكن أيضاً وبشكل ملموس ما حصل بالعراق وأهل العراق منذ سقوط الدكتاتورية الفاشية وإرساء قواعد نظام سياسي طائفي ومحاصصة طائفية مقيتة بالبلاد وتمييز ديني وطائفي وقومي وإرهاب وفساد ... إن كل ذلك يتسبب يومياً بموت المزيد من بنات وأبناء شعب العراق، فمتى ينتهي ليل العراق الأسود وينبلج عن صبح جميل مشرق ومشمس ومورق خضرة وبهاءً وازدهارا، وهل نحن على هذا الطريق؟ علينا أن نعمل من أجل ذلك دون تعب أو كلل أو ملل.
19/11/2014 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقترح للمناقشة حول لقاء قادم لحقوق الإنسان بالعراق في خريف ا ...
- هل التحولات السياسية الضرورية محتملة للخلاص من الواقع المزري ...
- رؤية أولية للمناقشة حول سبل تنفيذ توصيات لقاء برلين لحقوق ال ...
- لنكن بمستوى المسؤولية في تنفيذ توصيات لقاء برلين لحقوق الإنس ...
- من المسؤول عن ضحايا أبناء شعبنا العراقي من إيزيديين ومسيحيين ...
- ستندحر الراية السوداء لقوى داعش وأشباهها، وستنتصر إرادة الشع ...
- مصائب شعب عند أحزاب إسلامية سياسية حاكمة بالعراق فوائد!!!
- بطولة كوباني وجرائم داعش كشفا عن الوجه القبيح لنهج الدولة ال ...
- القضايا التي توحد جمعيات ومنظمات ونشطاء حقوق الإنسان في داخل ...
- من أجل إنهاض حركة حقوق إنسان شعبية بداخل العراق وخارجه بمناس ...
- نحو إنجاح مؤتمر جمعيات ومنظمات ونشطاء حقوق الإنسان ببرلين - ...
- الشعب الكُردي ب-كوباني- يقدم نموذجاً مقداماً للمقاومة البطول ...
- سيبقى العراق هدفاً ضعيفاً أمام قوى الإرهاب ما دام الحكم طائف ...
- المأساة والمهزلة في عراق اليوم!! متى يعي الشعب مأساته تحت حك ...
- ماذا يراد للعراق وأهل العراق؟ وماذا يجري في مدينة كوباني الك ...
- التعذيب يلاحق اللاجئين حتى في بلدان المهجر؟ ألمانيا نموذجاً!
- إقليم كُردستان العراق في الواجهة والمواجهة!
- هل سيكف المالكي عن نهجه الطائفي المفتت لوحدة الشعب العراقي؟
- هل من سبيل لمواجهة الطائفية السياسية في حكم البلاد؟
- هل من جديد في تشكيلة الحكومة الجديدة؟


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الظلم إن دام دمَّر!! البنك المركزي العراقي نموذجاً