أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - الاقتصاد التعبوي ... الحل الأمثل لحل الأزمة المالية في العراق














المزيد.....

الاقتصاد التعبوي ... الحل الأمثل لحل الأزمة المالية في العراق


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 17:43
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


حينما يتعرض بلد ما إلى كوارث مدمِّرة كأعاصير تسونامي، الزلازل، الحروب، إنتشار وباء فتّاك يهدّد الثروات البشرية والحيوانية والنباتية والمائية، تضَع تلك الكوارث بصماتها على كل جوانب الحياة وفي مقدمتها الجانب الاقتصادي الذي يُصاب بالشلل ويُنتِج أزمات حادة وفي مقدمتها ألأزمةً المالية وبالذات إذا كان إقتصاد البلد أحادياً ريعياً كالاقتصاد العراقي. وفي ذات الوقت تمثل الكوارث إمتحاناً عملياً صعباً تواجهه أجهزة إدارة الدولة ويجعلها واقعة على المحَك إن كانت قادرة بالتغلب على تلك الأزمات والخروج منها بأقل الخسائر.
قبل ستة أعوام، في 2008 عندما حدثت الأزمة المالية في الولايات المتحدة وألقتْ بظلالها على الاقتصاد العالمي وأدّت إلى إنهيار أسعار النفط من 143 دولار إلى 30 دولار للبرميل الواحد، لم يتعض آنذاك المسؤولون عن إدارة الدولة عامةً والاقتصاد العراقي خاصةً ولم يبادروا ويتخذوا إجراءات فعّالة من شأنها تنويع مصادر الدخل القومي، بَلْ صرَّحَ في حينه وزير المالية الأسبق، ساخراً ومستهزئاً، بتأثيرات الأزمة المالية على العراق وقال أنّ العراق لن يتأثر بتلك الأزمة! ... لا غرابة من تصريح الوزير، لأنه شخص دخيل على عالم الاقتصاد والادارة المالية والتنبؤ والتخطيط الاقتصادي. كان بالامكان النهوض بالقطاعات الانتاجية التي تساهم في تكوين الناتج المحلي، لكن أهمِلَت لسببين: أولهما - جهل المعنيين بالملف الاقتصادي، وثانيهما – تنوع مصادر الدخل تعني القضاء على قطاع التجارة الطفيلية الذي يُدار من قِبَل المتحاصصين بغنائم السلطة.
وفي الظروف الراهنة، يواجه العراق مرة أخرى أزمةً ماليةً حادة وعجزاً في الموازنة السنوية بسبب هبوط أسعار النفط والانفاق الغير مُبرر على مشاريع وهمية وتبذير المال العام ألذي يُمثل أحد أشكال الفساد. .. لذا، يُحتّم الواقع الحالي ومن أجل معالجة العجز الحاصل في الموازنة السنوية أنْ يتحول إقتصاد البلد إلى إقتصاد تعبـوي. وتعبئة الاقتصاد لا تعني عسكرته لغرض مواجهة الأعمال الارهابية، إنّما تعني الادارة المباشرة لجميع مفاصل الاقتصاد الوطني والاشراف عليها من قِبَل السلطة التنفيذية لفترة مؤقتة ولحين عبور الأزمة المالية، ويتطلب ذلك تنفيذ الخطوات التالية:-
1- الامتناع عن إستيراد السلع الكمالية وإحلال مثيلاتها من المنتجات المحلية.
2- رفع نسبة الضريبة بصورة عالية، كي تساهم في تكوين الدخل القومي السنوي من ناحية وتحد من الكم الهائل من الاستيرادات من ناحية أخرى.
3- التوقف التام عن إستيراد السيارات ،التي تجاوزَت المليون سيارة، والتي تسببت ولاتزال تسبب أزمة في المشتقات النفطية التي يجري إستيراد جزء منها من الخارج، إضافةً إلى التلوث البيئي وإرتفاع درجات الحرارة الذي تصنعه عوادم وسائط النقل... ومن العوامل التي تساعد على الحد من إستيراد وسائط النقل المختلفة هو إنشاء مترو الانفاق، ففي البلدان المتقدمة، عندما يبلغ عدد السكان لأية مدينة المليون إنسان، يجري التخطيط لانشاء شبكة قطار الأنفاق في تلك المدينة من أجل تلافي الزحام المروري.
4- التركيز على إستيراد السلع الأساسية ذات العلاقة بحياة الناس كالأدوية والمحاصيل الزراعية (الحنطة والرز حصرياُ) والمبيدات الزراعية وقطع الغيار للمصانع القائمة التي تستطيع تلبية حاجات السوق الداخلية.
5- إلزام الدول المصدرة لأسلحتها إلى العراق بانشاء مصانع لانتاج العتاد الحربي لتلك الأسلحة، إذ يستنزف إستيراد العتاد من الخارج حالياً مبالغ طائلة ترهق ميزانية الدولة. وللأسف هذا البند غير موجود في إتفاقية التسليح مع الجانب الأمريكي، ولا وجود لبند آخر يُلزِم الجانب الأمريكي بامداد العراق بقطع الغيار حتى عندما تتقاطع مواقف العراق مع مواقف الادارة الأمريكية حول بعض الأمور الاقليمية والدولية، فسياسة الولايات المتحدة معروفة في ذلك الجانب، فعند إمتناع تزويد العراق بما يحتاجة من الأدوات الاحياطية، سيتحول السلاح الأمريكي الذي بحوزة الجيش العراقي إلى حديد خردة، وذلك الاجراء يمثل التبعية العسكرية ألتي تؤثر مع التبعية الاقتصادية على إستقلالية القرار الرسمي العراقي.
6- التوقف عن خلق وظائف جديدة وفرص العمل في القطاع الحكومي، إذ تمَّ الاعلان عن إيجاد 108 ألف فرصة عمل جديدة في موازنة 2015، وهذا القرار يزيد من مشكلة تضخم الجهاز الاداري للدولة الذي يعاني من وجود أكثر من ثلاثة ملايين موظف وعامل (زائدين عن الحاجة). والأجدر، هو إعداد الدراسة ألتي تفضي إلى التخلص من تلك الملايين الزائدة بتحويلهم إلى القطاع الخاص والابتعاد عن التمسك بالمثل القائل (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق). ستبقى تلك المشكلة قائمة، ما دامَت القرارات تُتخـَذ بصورة عشوائية وبعيدة عن مفاهيم التنمية الشاملة.
7- تخفيض رواتب الدرجات الوظيفية الخاصة وإلغاء الامتيازات المالية الملحَقة بها، لأنّ المبالغ المالية لتلك الامتيازات هي أكثر بكثير من الرواتب ذاتها وتمثل أحدى صوَر الفساد المالي المُقنــَن.
8- الاسراع بتشريع قانون يُحدِد عدد المستشارين للرئاسات الثلاث ونوابهم، وأنْ يكون للتحصيل الأكاديمي للمستشار علاقة مباشرة بعمله الاستشاري.










#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد العراقي ... مسيرة بين التنمية والضربات وأوليغارشية ...
- نعم تحَقَق حلمنا ... نهضَ العراق كما نهضَت ألمانيا
- بئسَ التشكيلة الوزارية
- الفرصة الأخيرة
- إستبعاد تسع وزارات من المحاصصة ... شرط أساسي للنهوض بالعراق
- غلواء الزيارات المليونية والتمدّد الداعشي ... معادلة متكافئة
- هل سيتحلّى البرلمان العراقي الجديد بالمواطنة وخالٍ من الطائف ...
- حكومة الانقاذ الوطني كما تُفسّرها وتريدها أقطاب جريمة المحاص ...
- ما أعلنته وزارة التخطيط ... يكشف عن أمور كثيرة
- العامل الاقتصادي هو الحاسم لإنهاء الصراع بين روسيا من جهة وأ ...
- الهدف الحقيقي من وراء إجراء الإنتخابات
- صدور كتاب / التنبؤ والتخطيط الإقتصادي
- مَن ينتخب النواب الحاليين مرةً أخرى ... هو على شاكلتهم!
- الذاتية الفاضحة... والمسؤولية الوطنية
- رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي ووزير الخ ...
- العراق متعدد الثقافات ... وليس إسلامي الثقافة!
- أوكرانيا والعراق ... تماثليات
- تقويض تعددية الأحزاب السياسية وأهدافها
- مصفاة ميسان وتبريرات الدكتور الشهرستاني
- رسالة مفتوحة إلى المحكمة الإتحادية العليا ... قبل فوات الأوا ...


المزيد.....




- انتعاش الصادرات التركية رغم الحرب التجارية العالمية
- وزير الاقتصاد الأذربيجاني: ضخ الغاز إلى سوريا محطة مفصلية لن ...
- غلوبس: ترامب يفرض رسومًا جمركية على إسرائيل بـ15%
- بدء ضخ الغاز من أذربيجان نحو سوريا بتمويل قطري
- شخصيات فرنسية: اتفاق الرسوم مع واشنطن استسلام وتبعية جديدة ل ...
- هل فقدت صناعة الماس بريقها؟
- افتتاح خط النقل الإقليمي للغاز بين سوريا وتركيا
- المنافسة العادلة ركيزة أساسية لتعزيز الاقتصاد السعودي وحماية ...
- ماذا تعرف عن اقتصاد النرويج.. أغنى دولة نفطية في أوروبا؟
- خطة جديدة في السنغال لإنعاش الاقتصاد


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - الاقتصاد التعبوي ... الحل الأمثل لحل الأزمة المالية في العراق