عبد علي عوض
الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 18:26
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كان جميع العراقيين الطامحين للتغيير ينتظرون حلول موعد الانتخابات البرلمانية، بمن فيهم أولئك الذين صوّتوا بإندفاع عاطفي – طائفي – عرقي وبلا وعي للقوائم الطائفية والإثنية في إنتخابات 2010، وقد أعادوا الكرّة بإنتخاب القوائم والوجوه ذاتها في انتخابات نيسان 2014، ألتي قادت العراق إلى أسوأ حال طيلة السنوات الفائتة. إذن ماذا يعني وكيف يُفسَّر السلوك الانتخابي للمحتجين والمطالبين بالتغيير حينما يرتكبون ذات الخطيئة بترسيخ بقاء الأحزاب العرقطائفية في السلطة لأربع سنوات قادمة!؟... هذه الظاهرة تدل على أنَّ القوى النافذة في السلطة أجرَت الإنتخابات لإمتصاص نقمة الشارع العراقي بكل مكوناته وشرائحه، بعدما ضمنت، مُسبقا،ً فوزها من خلال رفض البرلمان تشريع قانون الأحزاب، وفرض نظام سانت ليغو المعدل (المجحف)، وعدم إستقلالية أعضاء مفوضية الانتخابات، لكونهم ينتمون الى الكتُل المهيمنة. لذا واقع العملية الانتخابية، يمثل مسرحية درامية – ساخرة، الغرض من ورائه، هو ذَر الرماد في عيون المحتجين والمعترضين.
إنَّ القوى المدنية الديمقراطية وفي مقدمتها التحالف المدني الديمقراطي، هي الجهات الوحيدة الصادقة والمعوَّل عليها مستقبلاً لإحداث التغيير وتخليص العراق والعراقيين من براثن الإسلام السياسي والقوى الشوفينية الرابضة على صدر الشعب العراقي، ألتي هي إمتداد للبعث الفاشي الموؤود بممارساتها وذهنياتها وفسادها وظلاميتها وعدائها لكل ما هو حضاري وإستخفافها بالقوانين. لذا فألمسيرة شاقة وطويلة، ولا يُستبعَد أن تستمر قوى السلطة بإستخدام كافة الأساليب بما فيها التصفيات الجسدية، لغرض بقائها على ناصية الحكم.
إنَّ آخِر مهازل الأداء الحكومي، هو ما صرَّح به بالأمس وزير العمل والشؤون الاجتماعية (من الصدريين)، بأنّ نسبة البطالة إرتفعت في العراق إلى 46% ! ... وهذه الرقم يمثل أعلى نسبة بطالة في العالم، في بلد غني بثرواته مثل العراق. هل يعلم حضرة الوزير وزميله وزير التخطيط (هو الآخر من الصدريين)، أنهما مسؤولان قبل غيرهما في السلطة التنفيذية لمكافحة مشكلة البطالة. لكن هذه الصورة ليست غريبة من ناحية الأداء، لكون الأول هو طبيب بيطري والثاني قانوني لايفقه شيء في عالم التخطيط و وضع البرامج العلمية للقضاء على آفة البطالة ألتي هي أحد أسباب إنتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والجريمة بكل أشكالها... مع كل ذلك الإخفاق المُخزي، يجري إنتخاب الكتلة التي ينتمي إليها الوزيران!... فمتى تتحرر قوافل العبيد (بسبب مصادرة عقولهم)، وتنتفض وتكسر قيود التبعية المطلقة لأعداء البناء و التقدم الحضاري والقِيَم الإنسانية!.
#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟