أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - الفرصة الأخيرة














المزيد.....

الفرصة الأخيرة


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أنْ إتّفقَت جميع الكتل المشاركة بالسلطة بفضل المحاصصة على ترشيح د. حيدر العبادي لرئاسة الوزراء وإستبعاد المالكي، إستبشرَت بعض الأوساط خيراً لحد الافراط والمغالاة بالتفاؤل ورسَمَتْ صورة وردية، في حين هنالك آراء تنظر إلى هذا التغيير بايجاب نسبي يشوبه الحذر، وهي محقة في ذلك، لأنّ تغيير رأس السلطة التنفيذية لايعني إحداث تغيير جذري وشامل في البناء الهيكلي للعملية السياسية. فألسيد حيدر العبادي هو مسؤول المكتب السياسي لحزب الدعوة الاسلامية الذي يمثّل أحد أحزاب الاسلام السياسي، والاسلام السياسي، كما نعلم، يتقاطع مع الديمقراطية كمفهوم وفلسفة وتطبيق منهجي لجميع آلياتها. وهنا سؤال يطرح نفسه، ألا وهو – هل سينزع السيد العبادي عباءته الدعوية، وهذا ما يجب أن يكون، عندما يصبح رئيساً لوزراء العراق، يمثل كافة أطياف السعب العراقي، أم سيفرض قناعات ومعتقدات وفكر حزبه لإدارة السلطة التنفيذية؟ ... أنا لا أعني بكلامي أنه يجب علية الخروج من صفوف حزبه وإعلان البراءة منه، هذا شأنه الشخصي، إضافةً إلى إنّ القناعات الشخصية، بضمنها الفكر السياسي، حق طبيعي لكل إنسان.
لننظر إلى مصر وما جرى فيها في عام 2011 ... فالأسباب ألتي أزاحت حسني مبارك وأسقطَت نظامه وحزبه هي التالية: اولاً- ظاهرة التزوير في جميع الدورات الانتخابية لمجلس الشعب (البرلمان المصري)، ألتي جعلت حزب مبارك يهيمن على السلطة التشريعية المصرية طيلة أربعة عقود، وهذا ما حصل ويحصل في العراق منذ 2004 وليومنا هذا، بسيطرة القوى الطائفية والعرقية، بتراضيها المحاصصي، على مفاصل الدولة. ثانياً – إستشراء الفساد في جميع مفاصل الأجهزة الادارية المصرية، وذات الشيء يحدث في العراق وبوتائر متصاعدة وبمباركة وتغطية أحزاب السلطة. ثالثاً – إرتفاع عدد العاطلين عن العمل إلى 23 مليون شخص قياساً بعدد سكان مصر البالغ 85 مليون إنسان ... يقابل ذلك ظهور طبقة طفيلية من الحيتان والقطط السمان المصرية، تنحصر بيدها الخيرات والثروات المادية لمصر، وهذه الصورة، هي ذاتها في العراق، فقد بلغ عدد العاطلين 7 ملايين شخص من مجموع 31 مليون، مع ظهور حفنة المليارديرات، سارقي المال العام، والعابثين بالاقتصاد العراقي والواقفين بوجه التنمية العلمية الشاملة. رابعاً – فقدان مصر لقرارها السياسي الرسمي المستقل، بسبب تبعيتها الاقتصادية والعسكرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية... والعراق في وضع لا يُحسَد عليه، عندما تقرر الدول الاقليمية والولايات المتحدة مصيره وبناء العملية السياسية فيه، إذ إنّ كل واحدة من القوى السياسية العراقية المشاركة في السلطة، تتشرف وتتشدق بتبعيتها لاحدى تلك الدول!.
الآن يردد رئيس الوزراء المكلف السيد العبادي عبارة حكومة تكنوقراط، تتكون من الكفاءات العلمية الوطنية النزيهة، وهو يعلم جيداً، إنّ جميع الكتل السياسية المشتركة في إدارة مفاصل الدولة وعلى مدى أحد عشرة سنة أخفقَت وفشلت بأدائها، بسبب عدم إمتلاكها الكفاءات ذات الصلة بتخصصات الوزارات. فهل سيطلب الدكتور العبادي من جميع الكتل المتنافسة والمتناطحة لأجل المناصب الوزارية وإمتيازاتها، بترشيح شخصيات علمية مهنية وطنية كفوءة من خارج كتلهم .... أشك في ذلك!!.
إنْ بقيَ الحال هكذا، فلا نستبعد أن تأتي اللحظة، التي يحسم فيها العراقيون مصيرهم والعراق، ويتخلصون من تلك الأدران العابثة بالقيَم والقوانين والانسان، طالت الفترة أم قصُرَتْ، فالتاريخ غني بتجاربه ودروسه.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستبعاد تسع وزارات من المحاصصة ... شرط أساسي للنهوض بالعراق
- غلواء الزيارات المليونية والتمدّد الداعشي ... معادلة متكافئة
- هل سيتحلّى البرلمان العراقي الجديد بالمواطنة وخالٍ من الطائف ...
- حكومة الانقاذ الوطني كما تُفسّرها وتريدها أقطاب جريمة المحاص ...
- ما أعلنته وزارة التخطيط ... يكشف عن أمور كثيرة
- العامل الاقتصادي هو الحاسم لإنهاء الصراع بين روسيا من جهة وأ ...
- الهدف الحقيقي من وراء إجراء الإنتخابات
- صدور كتاب / التنبؤ والتخطيط الإقتصادي
- مَن ينتخب النواب الحاليين مرةً أخرى ... هو على شاكلتهم!
- الذاتية الفاضحة... والمسؤولية الوطنية
- رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي ووزير الخ ...
- العراق متعدد الثقافات ... وليس إسلامي الثقافة!
- أوكرانيا والعراق ... تماثليات
- تقويض تعددية الأحزاب السياسية وأهدافها
- مصفاة ميسان وتبريرات الدكتور الشهرستاني
- رسالة مفتوحة إلى المحكمة الإتحادية العليا ... قبل فوات الأوا ...
- تشكيل إئتلاف مدني ديمقراطي... خطوة متقدمة ولكن!
- مصير السلطة أهَم من مصير العراق
- وزارة التعليم العالي... بيروقراطية متخلفة!
- الدول ذات الإقتصاد الإنتقالي والعراق


المزيد.....




- -فيلق العاصفة-.. استعراض قوة لجنود النخبة في كوريا الشمالية ...
- الولايات المتحدة تتجه نحو أطول إغلاق حكومي في تاريخها.. وترا ...
- عمره 3500 عام .. هولندا تُعيد لمصر تمثالًا -سُرق خلال الربيع ...
- لندن.. سرقة صراف آلي بطريقة غريبة؟
- تعرف على خريطة السيطرة العسكرية في إقليمَي دارفور وكردفان
- محمد خميس دودا -بطل السودان- الذي اغتالته -الدعم السريع-
- هكذا قرأت الأوساط الإيرانية مقابلة عراقجي مع قناة الجزيرة
- الدفاع المدني: 500 نداء استغاثة يوميا و71 ألف طن متفجرات تهد ...
- الحاجز العسكري الإسرائيلي.. من نقطة تفتيش إلى أداة تحكم في ح ...
- دعوة أوروبية لضبط النفس بعد فوز الرئيسة التنزانية بالانتخابا ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - الفرصة الأخيرة